من المعروف أن الإنسان في المجتمعات المتخلفة يوعز كل شيء يصيبه إلى قوة خفية تتقصده و تدمره و يلصق كل شر بالجن و الشياطين و السحر و لا يستطيع أن يفسر أي شيء بغير ذلك و لهذا تنتشر في تلك المجتمعات التمائم و السحرة و نحو ذلك، أما في المجتمعات النامية كحال دولنا الاسلامية زاد في الطنبور نغمة و هي نظرية المؤامرة حيث أنه يستحيل تفسير الفساد المالي و التخلف الإجتماعي بظواهر مثل الجن و العفاريت و لكن من السهل إلصاقها بأشخاص و رمي كل المسؤوليات عليهم و هكذا ظهرت لنا فكرة المؤامرة التي لولاها لسابقنا الأمم !!! لكن هل حقاً هناك مؤامرة علينا؟! أعتقد أن الإجابة ستكون نعم و لا!!
قبل أن أشرح هذه الإجابة المتناقضة أريد ذكر تسلسل تاريخي لفكرة المؤامرة، قديماً عندما سقطت الخلافة العباسية ثم سقطت الأندلس و انتشر جو من الإحباط في مشرق و مغرب العالم الإسلامي لم يستطع المسلمون تفسير ذلك فهم يملكون الدين الحق و الله ينصر عباده المؤمنين فلماذا انهارت دولتهم؟! .. وجد المسلمون في حديث " بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريباً" تفسيراً لما لحق بهم من ضعف و تخلف فظهر كتابان يشرحان الحديث واحد في الأندلس على يد الإمام الشاطبي باسم ( الإعتصام) و كتاب في المشرق للفقيه ابن رجب الحنبلي باسم ( غربة الاسلام) و وصل الشيخان إلى فكرة أن الإسلام بدأ غريباً و سيعود كذلك لأن ذلك سنة كونية !!
في العصر الحديث و مع تجاوز عدد المسلمين المليار نسمة أصبح من الصعب تقبل هذا الشرح لحديث "بدأ الاسلام غريباً" و لكن مع توفر وسائل التواصل و المواصلات و ظهور مخططات الغرب و بروتوكولات بني صهيون أصبح من السهل تقبل فكرة المؤامرة الماسونية التي ظهرت في المنطقة في الخمسينيات علي يد عبدالرحمن الدوسري و استمرت إلى وقتنا.
لنعد الان للإجابة، نعم هناك مؤامرة و لكنها تهدف إلى السيطرة و بسط النفوذ و هذا يحصل بين جميع الدول مثل الحرب الباردة بين الإتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة و ما يدور بين فرنسا و الولايات المتحدة من مؤامرات في محاولة للسيطرة على خيرات ساحل العاج و هذه سنة كونية فكل دولة تريد الخير لمواطنيها و لو على حساب الشعوب الاخرى. و عندما أقول ليس هناك مؤامرة فأنا أعني التخلف الإجتماعي لأنه ليس وليد قوى خارجية فقط و لكن منبعه الأساسي من الداخل و هنا أنصح بقراءة ما كتبه علي الصلابي عن سقوط الخلافة العثمانية و ما جرى في آخر قرنين من عمرها و سنجد أن ما نحن فيه هو إمتداد للتخلف الذي ضرب العالم الإسلامي و لم يحصل في القرن التاسع عشر نتيجة مؤامرة كما يظن البعض بل لا أبالغ إذا قلت أن عمره أربعة قرون.
نظرية المؤامرة قد تكون صحيحة في جزء منها و لكن للأسف وصلنا إلى درجة الهوس بها، لقد سمعت أحدهم يقول أن الغرب حوَّل نغمات الجوال إلى أغاني ليدخلوها إلى مساجدنا و لا أدري كيف نسي صاحبنا أنهم وضعوا خيار صامت في الجوال !! لو أننا نظرنا إلى مشاكلنا على أنها نتاج أفعالنا لتغير حالنا و لكن حس اللامسؤولية يجعلنا نرمي الأسباب على غيرنا. إنني أتساءل لو حصل إنهيار في الإقتصاد الألماني فهل الشعب سيشير بأصابع الإتهام إلى الماسونية العالمية كما نفعل نحن؟! أعتقد أنهم سيحللون أخطائهم و يعالجونها و يتركون نظرية المؤامرة للعالم الثالث، لا؟!!!
قبل أن أشرح هذه الإجابة المتناقضة أريد ذكر تسلسل تاريخي لفكرة المؤامرة، قديماً عندما سقطت الخلافة العباسية ثم سقطت الأندلس و انتشر جو من الإحباط في مشرق و مغرب العالم الإسلامي لم يستطع المسلمون تفسير ذلك فهم يملكون الدين الحق و الله ينصر عباده المؤمنين فلماذا انهارت دولتهم؟! .. وجد المسلمون في حديث " بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريباً" تفسيراً لما لحق بهم من ضعف و تخلف فظهر كتابان يشرحان الحديث واحد في الأندلس على يد الإمام الشاطبي باسم ( الإعتصام) و كتاب في المشرق للفقيه ابن رجب الحنبلي باسم ( غربة الاسلام) و وصل الشيخان إلى فكرة أن الإسلام بدأ غريباً و سيعود كذلك لأن ذلك سنة كونية !!
في العصر الحديث و مع تجاوز عدد المسلمين المليار نسمة أصبح من الصعب تقبل هذا الشرح لحديث "بدأ الاسلام غريباً" و لكن مع توفر وسائل التواصل و المواصلات و ظهور مخططات الغرب و بروتوكولات بني صهيون أصبح من السهل تقبل فكرة المؤامرة الماسونية التي ظهرت في المنطقة في الخمسينيات علي يد عبدالرحمن الدوسري و استمرت إلى وقتنا.
لنعد الان للإجابة، نعم هناك مؤامرة و لكنها تهدف إلى السيطرة و بسط النفوذ و هذا يحصل بين جميع الدول مثل الحرب الباردة بين الإتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة و ما يدور بين فرنسا و الولايات المتحدة من مؤامرات في محاولة للسيطرة على خيرات ساحل العاج و هذه سنة كونية فكل دولة تريد الخير لمواطنيها و لو على حساب الشعوب الاخرى. و عندما أقول ليس هناك مؤامرة فأنا أعني التخلف الإجتماعي لأنه ليس وليد قوى خارجية فقط و لكن منبعه الأساسي من الداخل و هنا أنصح بقراءة ما كتبه علي الصلابي عن سقوط الخلافة العثمانية و ما جرى في آخر قرنين من عمرها و سنجد أن ما نحن فيه هو إمتداد للتخلف الذي ضرب العالم الإسلامي و لم يحصل في القرن التاسع عشر نتيجة مؤامرة كما يظن البعض بل لا أبالغ إذا قلت أن عمره أربعة قرون.
نظرية المؤامرة قد تكون صحيحة في جزء منها و لكن للأسف وصلنا إلى درجة الهوس بها، لقد سمعت أحدهم يقول أن الغرب حوَّل نغمات الجوال إلى أغاني ليدخلوها إلى مساجدنا و لا أدري كيف نسي صاحبنا أنهم وضعوا خيار صامت في الجوال !! لو أننا نظرنا إلى مشاكلنا على أنها نتاج أفعالنا لتغير حالنا و لكن حس اللامسؤولية يجعلنا نرمي الأسباب على غيرنا. إنني أتساءل لو حصل إنهيار في الإقتصاد الألماني فهل الشعب سيشير بأصابع الإتهام إلى الماسونية العالمية كما نفعل نحن؟! أعتقد أنهم سيحللون أخطائهم و يعالجونها و يتركون نظرية المؤامرة للعالم الثالث، لا؟!!!