×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

حرب وجود
طلال مجرشي

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الذي بسقوطه سقطت الشيوعية والأشتراكية وتربعت أمريكا على عرش العالم خرج الرئيس الأمريكي(نيكسون ) وقال أن العدو القادم للولايات المتحدة الأمريكية بعد الشيوعية هو ( الإسلام ) وصرح أكثر من مسؤول وسياسي أمريكي على مدى العقود الماضية بهكذا تصاريح بجمل ومفردات مختلفة ، وهناك عشرات المراكز والمؤسسات البحثية المعنية بهذا الشأن لتقديم الخطط والبرامج لصناع القرار في البيت الأبيض ، وتقديم التوصيات للزعماء والقادة الأمريكيين.

وجميع سياسات الغرب عموما واضحة حتى (للأطفال) أنها عداء للإسلام وأهله ، ثم يخرج علينا إعلامى أو مثقف أو سياسي ويقول أن المشكلة تكمن فينا نحن ، وأننا لم نوصل ثقافتنا وتسامحنا للآخر ، وآخر يقول انه يجب إعادة صياغة تراثنا الإسلامي ونعيد تفسير القرآن الكريم وتنقيح الأحاديث الشريفه بما يتوافق مع العصر الحديث المتطور الذي يرسمه ويحدد ملامحه السيد الأمريكي للمنطقه وللعالم.

ولا أدري هم يتغافلون أم يتغابون إذ يريدون إقناعنا أن الغرب بقيادة أمريكا يريد لنا الخير لولا سلوكنا نحن ، وجهلنا وطيشنا نحن ، مع أن الغرب نفسه لا يخفي محاربته للأسلام ومظاهره في كل بقعه يتواجدون فيها.

فيتسائل المرء هل هؤلاء لا يقرأون القرآن ، أم على قلوبهم أقفالها ، أم أنهم لا يرون الشمس في وضح النهار ، ألم يعلم هؤلاء المتفيقهين أن هذا الغرب لن يرضى عنا حتى نتبع ملتهم ، وأن مكتبات الكنغرس الأمريكي والبيت الأبيض تعج بتفاسير القرآن الكريم الموثوقه لدينا وصحيح البخاري ومسلم ونسخ من القرآن الكريم وترجماته وهي تحت الفحص والتحليل والدراسة ومعرفة المعاني والمقاصد ويقوم على ذالك خبراء وأساتذة شابت رؤسهم في مراكز الأبحاث والدراسات يحللون ويدرسون ويترجمون ليتعرفوا من أين تأكل الكتف وكيف يصطادوا الشعوب والدول.

لذالك أقول لأخواننا المثبطين الذين يلوموننا..ليتكم تسكتون.. فالمطبخ الذي يتم فيه تحضير الرأي العام والسياسة والثقافه الأمريكيه يعلم جيدا مبادئ وقيم الإسلام أكثر مما تعلمون أنتم ولديهم إحاطة بتعاليم وشرائع الإسلام أكثر منكم فلا تصدعونا بأنهزاميتكم وخلق الأعذار الواهية التي لا تزيدنا إلا هوانا . فالحرب أصبحت عالمكشوف ، حرب وجود ، وحرب حضارات ، القوي سيأكل الضعيف والحضارة الأقوى ستلتهم كل من في طريقها فإما أن ندافع عن أنفسنا وإما ستجري علينا سنن الله في الأرض في حق المتخاذلين والمتكاسلين في الدفاع عن أوطانهم ومقدساتهم ، والسؤال الحقيقي هو ماذا اعددنا سياسيا وعسكريا وثقافياً لمواجهة هذا العداء الأزلي الذي لن يرحم الجميع , فطالما أنك مسلم هذا يعني أنك متهم ابتداءً حتى تثبت برائتك ، ولن تثبت برائتك حتى تنسلخ من دينك وتحصره في بعض الشعائر التعبديه فقط وتلغي شموليته ومنهجيته الصالحه لكل عصر وأوان ، فلا خيار أمام هذا التكالب إلا بالتصدي والمواجهه بنفس الوسائل والأدوات ، والذي يظن أن حل قضايا المسلمين ستحل عبر المفاوضات والإجتماعات في جنيف وباريس وواشنطن فعليه أن ينتظر لبن العصفور.

ومع هذا وذاك سيتحقق وعد ربنا وسيضل هذا الدين عزيزا شامخا إلى يوم الدين ولا محالة سينتصر بعز عزيز أو بذل ذليل ، وسيهيئ الله لهذا أجيالا يكونون أهل لحمل رآيته كأجيال صلاح الدين ، وسيف الدين قطز ، الذين انتشلوا المسلمين ودولهم من براثن المحتلين الصليبين وأعادوا الأرض والمقدسات إلى أهلها.

فالأسلام منهج حياة لا يمكن حصره في مسجد أو صومعه بل هو أسلوب حياة ومنهج رباني يشمل جميع مجالات الحياه . ولو اتيحت له الفرصه أن ينتشر ويسود ستكتشف البشريه جمعاء عوار هذه الشعارات والأنظمه التي يتشدق بها من يزعمون انهم العالم الحر ، وهذا سر العداء الشرس للأسلام، لا يريدون لهذا النور أن يشع كي لا ينافس مناهج الإنحلال والتفسخ والعري ويبطل نظريات داروين وفرويد التي حولتهم كالأنعام بل هم اضل ، وسيبقى هذا العداء ما بقي هذا الدين ولكن الله غالب على أمره . وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .


Talal-mj@hotmail.com
بواسطة : طلال مجرشي
 0  0