عاهات وحطام ( قصة قصيرة )
فارس الغنامي
عاهات وحطام { قصة قصيرة }
سأكتب على جدار أحلامي، أني كنت بجسد وفكر متناقض، وانجرفت تلك الأحلام العرجاء نحو حدود التمرد، فخط القلم دموعه قبل أن تبكي شخصيات خيالي فمال وانكسر .
(1)
تركي وسناء وجهاد وخالدة وعنود طلبة في جامعة تكساس في مدينة سان آنتونيو. أنهوا فصول الدراسة، فقرروا القيام بحفلة أخيرة وداعية في تكساس.
عاد تركي ابن مدينة تبوك، وهو يحمل خططا وأمنيات، وقصة حب جمعته بسناء الفتاة العائدة بدكتوراه، وابنة رجل أعمال شهير بالمنطقة الشرقية. خالدة قررت العودة للوطن دون نقاب. العنود ابنة دبلوماسي معروف عزمت أن تكتب عمودا أسبوعيا في إحدى الصحف السعودية، عن هموم المبتعثين ومشكلاتهم. جهاد ابن مدير أحد فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تغيَّر تماما، ذهب بلحية وعاد بدونها.
فترة الدراسة والمكوث في بلاد الغربة والاختلاط بالآخرين، غيَّرت الكثير في شخصياتهم، وطرق تفكيرهم. عادوا حاملين معهم رايات التفوق، بعد فصول من الصعوبة في معهد اللغة، ومشكلات اختلاف الثقافات والديانات، ورحلاتهم التي خلدتها عدسة جهاد .
قرر الأصدقاء العودة في رحلة واحدة للوطن، بعد رحلة استرخاء واستجمام جماعية يقضونها في تركيا، ولم يعلموا أن هناك عاصفة ثائرة تنتظر كل واحد منهم مع أهله.....
(2)
حط تركي رحاله في تبوك. وبعد نوم ثلاثة أيام، تعود على اختلاف التوقيت. كانت غرفتة ملأى بعلب مشروبات الطاقة وعلب السجائر. استيقظ على نغمات "واتساب''متسارعة من هاتفه (سناء أضافتك بقروب ''أصدقاء الابتعاث '' ).
بعد حمام سريع، جلس في مختصر منزلهم، وتناول القهوة والفطور بعد انقطاع عن طعام ''البدو'' لفترة طويلة. كان يأكل بنهم وشهية عندما دخل والده يحمل بيده صندوقاً مغلفاً ''هدية من عم تركي'':
- ما شاء الله.. صاحي من النوم وتتقهوى! لا أمورك عال العال.
- هلا يبه.
- كنت أبيك بموضوع يا تركي.
- عسى خير.
- عرسك على بنت عمك آخر الشهر.
- ايه بس!
- لا بس ولا شيء.
- يبه أنا بتزوج مبتعثة كانت معي.
- من تبوك؟
- لا، من الدمام.
- بنت من؟ ومن أي عائلة؟
- يبه، أنا هاذي فوارق سخيفة لا أؤمن بها.
- تكلم معي زي رجال.
- يبه هذا قراري.
- لا أنت الظاهر الغربة لاذعة فيك. اسمع، العرس آخر الشهر، والفيلا الخاصة فيك جاهزة.
(3)
نزلت خالدة من الطائرة. استقبلها والدها بصفعة في المطار، وأكمل في البيت:
- فضحتينا قدام عمك. حسبي الله ونعم الوكيل.
- يبه، هذي حريتي، والنقاب مسألة خلافية. بلا عقد، وأنت دكتور جامعة، يعني أنت أعلم مني بهذا الأمر....
- انقلعي إلى غرفتك.
(4)
استغرب جهاد عدم استقبال أحد له في المطار، عاد ليجد زحاماً ودوريات الأمن والمباحث أمام منزلهم، صعقه خبر شقيقه ''عمر'' صاحب النكت والتعليقات المضحكة، الذي انكشف أمر انضمامه ''لجماعة النصرة في سوريا'' .
(5)
عادت سناء بشهادة دكتوراة، فوجدت نفسها أسيرة ابن عمها دون أن يؤخذ رأيها فيه...
(6)
شاهدت العنود مقدار الحسرة التي تحملها رسائل المجموعة التي تجمعهم، فقررت تغيير اسم المجموعة من '' أصدقاء الابتعاث '' إلى ''عاهات وحطام ''.
تأليف الكاتب
فارس الغنامي
سأكتب على جدار أحلامي، أني كنت بجسد وفكر متناقض، وانجرفت تلك الأحلام العرجاء نحو حدود التمرد، فخط القلم دموعه قبل أن تبكي شخصيات خيالي فمال وانكسر .
(1)
تركي وسناء وجهاد وخالدة وعنود طلبة في جامعة تكساس في مدينة سان آنتونيو. أنهوا فصول الدراسة، فقرروا القيام بحفلة أخيرة وداعية في تكساس.
عاد تركي ابن مدينة تبوك، وهو يحمل خططا وأمنيات، وقصة حب جمعته بسناء الفتاة العائدة بدكتوراه، وابنة رجل أعمال شهير بالمنطقة الشرقية. خالدة قررت العودة للوطن دون نقاب. العنود ابنة دبلوماسي معروف عزمت أن تكتب عمودا أسبوعيا في إحدى الصحف السعودية، عن هموم المبتعثين ومشكلاتهم. جهاد ابن مدير أحد فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تغيَّر تماما، ذهب بلحية وعاد بدونها.
فترة الدراسة والمكوث في بلاد الغربة والاختلاط بالآخرين، غيَّرت الكثير في شخصياتهم، وطرق تفكيرهم. عادوا حاملين معهم رايات التفوق، بعد فصول من الصعوبة في معهد اللغة، ومشكلات اختلاف الثقافات والديانات، ورحلاتهم التي خلدتها عدسة جهاد .
قرر الأصدقاء العودة في رحلة واحدة للوطن، بعد رحلة استرخاء واستجمام جماعية يقضونها في تركيا، ولم يعلموا أن هناك عاصفة ثائرة تنتظر كل واحد منهم مع أهله.....
(2)
حط تركي رحاله في تبوك. وبعد نوم ثلاثة أيام، تعود على اختلاف التوقيت. كانت غرفتة ملأى بعلب مشروبات الطاقة وعلب السجائر. استيقظ على نغمات "واتساب''متسارعة من هاتفه (سناء أضافتك بقروب ''أصدقاء الابتعاث '' ).
بعد حمام سريع، جلس في مختصر منزلهم، وتناول القهوة والفطور بعد انقطاع عن طعام ''البدو'' لفترة طويلة. كان يأكل بنهم وشهية عندما دخل والده يحمل بيده صندوقاً مغلفاً ''هدية من عم تركي'':
- ما شاء الله.. صاحي من النوم وتتقهوى! لا أمورك عال العال.
- هلا يبه.
- كنت أبيك بموضوع يا تركي.
- عسى خير.
- عرسك على بنت عمك آخر الشهر.
- ايه بس!
- لا بس ولا شيء.
- يبه أنا بتزوج مبتعثة كانت معي.
- من تبوك؟
- لا، من الدمام.
- بنت من؟ ومن أي عائلة؟
- يبه، أنا هاذي فوارق سخيفة لا أؤمن بها.
- تكلم معي زي رجال.
- يبه هذا قراري.
- لا أنت الظاهر الغربة لاذعة فيك. اسمع، العرس آخر الشهر، والفيلا الخاصة فيك جاهزة.
(3)
نزلت خالدة من الطائرة. استقبلها والدها بصفعة في المطار، وأكمل في البيت:
- فضحتينا قدام عمك. حسبي الله ونعم الوكيل.
- يبه، هذي حريتي، والنقاب مسألة خلافية. بلا عقد، وأنت دكتور جامعة، يعني أنت أعلم مني بهذا الأمر....
- انقلعي إلى غرفتك.
(4)
استغرب جهاد عدم استقبال أحد له في المطار، عاد ليجد زحاماً ودوريات الأمن والمباحث أمام منزلهم، صعقه خبر شقيقه ''عمر'' صاحب النكت والتعليقات المضحكة، الذي انكشف أمر انضمامه ''لجماعة النصرة في سوريا'' .
(5)
عادت سناء بشهادة دكتوراة، فوجدت نفسها أسيرة ابن عمها دون أن يؤخذ رأيها فيه...
(6)
شاهدت العنود مقدار الحسرة التي تحملها رسائل المجموعة التي تجمعهم، فقررت تغيير اسم المجموعة من '' أصدقاء الابتعاث '' إلى ''عاهات وحطام ''.
تأليف الكاتب
فارس الغنامي