كل منا دون استثناء يتعامل مع من حوله وداخل مجتمعه بصفة يومية بأساليب وسلوكيات رضي بها، واستمدها من تربيته الأولى ومن واقع معاصرته اليومية لمن ينتمي لهم عقائديا و اجتماعيا ومهنيا ومكانيا، لتتشكل أطياف التفاعلات اليومية مع الأفراد وفق طبيعة المواقف والشخصيات المقابلة وما قد تمتلكه من سلطات مؤثرة في المجتمع ، وحصيلة الأفعال والأقوال المبينة للأفكار والنابعة من الأفراد والتي يمارسونها داخل محيطهم الاجتماعي يؤطر لنوعية التربية ومدى تأثير الحراك الاجتماعي وجودة التعليم بجميع مؤسساته على منظومة المجتمع وأهدافه المتنوعة ، والمتتبع باهتمام لأحداث عصرنا هذا سوف يشاهد ويسمع أن كل ما يمارس من سلوكيات هي بالتأكيد طفت على السطح بعد حصيلة متداخلة من المفاهيم المدركة وبعد خبرات وأحداث تم معاصرتها ، أو المرور بها بطريقة غير مباشرة وأثرت بشكل عميق على كل متلقي لها بادر بتهيئة جميع قدراته الذهنية والجسمية لمحاكاتها بكل دقائق تفاصيلها ، وإن كان هناك عوامل جانبية لها نصيب أيضا في الخروج بحصيلة تفاعلات مجتمعية يفضلها الناس ، أو يرفضها بإعداد القوى المؤثرة لإزالة السلوكيات المستهجنة والصادرة في أوقات يكون المجتمع فيه يأمل بثمار رائعة لما غرسه في أجياله ، ويعد الخطط الاستراتيجية ليرقى بمجتمعه وممارساته اليومية ، وللقانون السائد المستمد من الثقافة والمدون بكل وضوح ودقة للمجتمع بجميع شرائحه دور في ضبط السلوكيات والخروج بتعاملات إنسانية تصور ثقافة المجتمع الحقيقية الصادقة ، وتحقق له الرقي والحماية المستمرة من جميع المؤثرات المسببة لجنوح السلوك البشري عن جادة الصواب ، وإغراقه في غياهب السلوكيات الإجرامية البشعة المتكررة والمشاهدة بعيون يملؤها الأسف لفئات عديدة تستخدم وسائل التواصل فيما بينها والناقلة لكل حدث مروع ، مؤكدة الخلل الجسيم في بعض المؤسسات وبرامجها المهتمة بالمجتمع ومكوناته والتقصير في أداء ما هو مطلوب منها وضعف التنسيق المستمرفيما بينها في إعداد الأفراد لممارسة أساليب وسلوكيات تحقق الخير العميم للمجتمع، وترضي كل محب و غيور على بلاده.
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك