يقترب الحزن مني و يقيم عند غيري بتلمس واقع الصداقة الحديثة ، لقد تحولت إلى علاقات إلكترونية ينقصها كل معاني الصدق والإخلاص في كثير من الأحوال والظروف ، ومع ذلك كله سميت بهتانا بالصداقة و أُفرد لها برامج متنوعة ومجموعات في أجهزة الاتصال المتنقلة ، و غيرها من أجهزة التقنية الحديثة ، كل مجموعة لها مسؤول أو أكثر قد يشرف على بعض ما ينشر ويتم عرضه لأفراد المجموعة ، ويقوم بإضافة أفراد يرغبون الانضمام للجماعة ومشاركتهم مواد الرسائل، ويشارك كل منتسب بما يختاره ويراه مناسبا ، والذي يكون منقول من مجموعات أخرى، فمعظم الأفراد لا يرغب في أن يكلف نفسه بعمل إبداعي للمجموعة التي ينتمي إليها ، وبعض الأفراد يكتفي بتصفح ما يعرض على شاشة جهازه دون أي تعليق رغبة منه أن يكون من قائمة الأعضاء الصامتين، ومجرد رقم انضم لعدد المجموعة وقد تضم المجموعات عناصر تتواجد في مدن وبلاد متفرقة ، و إن سافر أحد الأعضاء لمدينة ما ، قد يسكنها بعض أصدقاء وسائل التواصل فلن يسعد برؤيتهم ؛ لأن الصداقة في نظر كثير منهم تقف عند إرسال الرسائل واستقبالها وتعبيرات وجوه مستعارة فقط ، أما دعوة الأصدقاء والسعادة بلقائهم والتشرف برؤيتهم وإكرامهم ومجالستهم بأحاديث تنم عن عمق المودة والإخلاص فهذا ليس من واقع وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة حسب رؤيتهم وممارساتهم البرامجية الخاطئة ، و بهذه الوسائل وبرامجها المحدثة شهريا وسنويا انتشرت سلوكيات استغلت بحث كثير من الطيبين وأهل الأخلاق الفاضلة عن فعل الخير ، ولعل من أبرز هذه السلوكيات التي استغلت وسائل التواصل ؛ سلوكيات الاحتيال والخداع البشري لجني الأموال الطائلة من فئات المجتمع بداية من المراهقين وحتى من هم في سن متقدمة ويرغبون في المساهمة في أفعال طيبة ، ودفع الأضرار والأمراض عن من يدعونها في وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فالكثير من الأفراد في المجتمعات سواء العربية أو غيرها اتجهوا لجمع الأموال الطائلة مستغلين هذه الوسائل وكثرة مستخدميها فقاموا بتزوير مستندات وصور أقنعت كثير من الناس بضرورة التبرع المالي أو العيني ، ووضعوا عناوين أشخاص لجمع الأموال بأرقام حسابات بنكية ، ولم يكتفوا بذلك بل بعد حصولهم على مبتغاهم نشروا للجميع طرق النصب التي سلكوها مع الباحثين عن فعل كل جميل، وفي أي مكان على وجه الأرض ، ولكن الصداقة الحقة يجب أن تتعمق بوسائل التواصل الاجتماعي وتضيف لها هذه الوسائل أبعاد مثمرة بدون أن تطمس مفهومها التليد.
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
كتبه / نواف بن شليويح العنزي