وهنا أبصم بالعشرة أني فقير في كتابة المقالات التي تهم الناس. ربما أدركت أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء، وكم أتمنى أن يدخلوها بلا حساب.
وفي هذه الدنيا ذات الكنوز من يحاسب الفقراء حتى على فقرهم.
وفي إحدى الليالي ، كان رأسي الشبيه بالقرعة مليئا بالأفكار، حتى تلك التي لا يقبلها رأس حمار " ثقافة "! . وجدت نفسي أفكر، ليس في عناوين الكتب التي تملأ مكتبتي، بل في عناوين الدنيا من حولي.
تذكرت رواية مخطوطة كنت قد كتبتها وعشعشت بين فصولها العناكب. فتحت الرواية لعلي أجد عند المساطيل ( شخصيات الرواية ) حلا يفك زنقتي، فوجدت أحدهم وقد اعتراه ما اعتراني من العوز، ولم يكن لديه غير حمار، فكتب لوحة وعلّقها في رقبة الحمار " الحمار للبيع "، وأخذ يطوف في السوق، فلقيه مسطول آخر، فقال له: يا هذا! يكفي أن تكتب " للبيع"، فالناس تعرف حتما أن المقصود الحمار !. فصرخ به صاحب الحمار وأقسم قائلا: والله لو أنفع أتباع لأتباع!هكذا قالها وسكت، فنهق الحمار ونهقت معه حمير السوق.
الحقيقة أن " السّلفة " تشكل لي كابوسا ولو كانت من البنك الدولي، لذلك أدركت بعد تمحيص وتدقيق أن أبيع مكتبتي، فهي الشيء الوحيد الذي يمكن أن أستغني عنه، ولا يشكل عدم وجوده أي خطر على مسارات الحياة المتعددة، فكان قرارا تاريخيا يضاف إلى كل القرارات التاريخية.
اكتشفت وأنا أقلب كتب التاريخ التي تحويها مكتبتي، أننا أساتذة في التاريخ، جهلة في الجغرافيا، مع أن الجغرافيا هي أم العلوم، وهي أبقى وأصدق من التاريخ المزيّف.
آآه لقد بعت مكتبتي بثمن بخس، واشتريت به ما يسد فراغ معدتي، فكان ثمن كيلو عدس أغلى من تاريخ "الحجاج بن يوسف" فاتح الهند والسند.لا بد وأن ربطة فجل ستكون أغلى من تاريخ المنبطحين على بطونهم وظهورهم في عصر ما بعد الحجاج.
الحقيقة أننا نحن العرب بحاجة إلى مزيد من الكربوهيدرات والفيتامينات والبروتينات مع شيء من الهاضوم والقاضوم التي تساعدنا على فهم ما يجري في محيطنا وما يدور على رؤوسنا، وهذه العناصر الغذائية لن نجدها في المكتبة العربية المتخمة بكل ما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولرداءة المنتج الفكري يمارس بائعو الفكر الرديء النصب والاحتيال تحت عناوين برّاقة لكتب مغلفة بالبلاستيك حتى لا يكتشف القارىء سوء المحتوى فيعرض عنها.
نحن بحاجة إلى علوم وأفكار ترقى بنا إلى مصاف الأمم المتقدمة وأن لا نشغل عقولنا بدراسة تلك الأحافير والهياكل العظمية، ففي بلد نجح فيه التاريخ وسقطت فيه الجغرافيا كان أحدهم يبكي ويقول : لقد باع العراقي أثاث بيته وهاهو اليوم يبيع مكتبته!
يا صاحبي! كل شيء في عالمنا العربي " أبو التاريخ " أصبح قابل للبيع!
وأخيرا "عَلِّمُوا أولادكم التاريخ، ولكن احذروا أن تجعلوهم يعيشون فيه. لا أحد يرغب أن يعيش في متحف ولو كان جميلا "
وفي هذه الدنيا ذات الكنوز من يحاسب الفقراء حتى على فقرهم.
وفي إحدى الليالي ، كان رأسي الشبيه بالقرعة مليئا بالأفكار، حتى تلك التي لا يقبلها رأس حمار " ثقافة "! . وجدت نفسي أفكر، ليس في عناوين الكتب التي تملأ مكتبتي، بل في عناوين الدنيا من حولي.
تذكرت رواية مخطوطة كنت قد كتبتها وعشعشت بين فصولها العناكب. فتحت الرواية لعلي أجد عند المساطيل ( شخصيات الرواية ) حلا يفك زنقتي، فوجدت أحدهم وقد اعتراه ما اعتراني من العوز، ولم يكن لديه غير حمار، فكتب لوحة وعلّقها في رقبة الحمار " الحمار للبيع "، وأخذ يطوف في السوق، فلقيه مسطول آخر، فقال له: يا هذا! يكفي أن تكتب " للبيع"، فالناس تعرف حتما أن المقصود الحمار !. فصرخ به صاحب الحمار وأقسم قائلا: والله لو أنفع أتباع لأتباع!هكذا قالها وسكت، فنهق الحمار ونهقت معه حمير السوق.
الحقيقة أن " السّلفة " تشكل لي كابوسا ولو كانت من البنك الدولي، لذلك أدركت بعد تمحيص وتدقيق أن أبيع مكتبتي، فهي الشيء الوحيد الذي يمكن أن أستغني عنه، ولا يشكل عدم وجوده أي خطر على مسارات الحياة المتعددة، فكان قرارا تاريخيا يضاف إلى كل القرارات التاريخية.
اكتشفت وأنا أقلب كتب التاريخ التي تحويها مكتبتي، أننا أساتذة في التاريخ، جهلة في الجغرافيا، مع أن الجغرافيا هي أم العلوم، وهي أبقى وأصدق من التاريخ المزيّف.
آآه لقد بعت مكتبتي بثمن بخس، واشتريت به ما يسد فراغ معدتي، فكان ثمن كيلو عدس أغلى من تاريخ "الحجاج بن يوسف" فاتح الهند والسند.لا بد وأن ربطة فجل ستكون أغلى من تاريخ المنبطحين على بطونهم وظهورهم في عصر ما بعد الحجاج.
الحقيقة أننا نحن العرب بحاجة إلى مزيد من الكربوهيدرات والفيتامينات والبروتينات مع شيء من الهاضوم والقاضوم التي تساعدنا على فهم ما يجري في محيطنا وما يدور على رؤوسنا، وهذه العناصر الغذائية لن نجدها في المكتبة العربية المتخمة بكل ما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولرداءة المنتج الفكري يمارس بائعو الفكر الرديء النصب والاحتيال تحت عناوين برّاقة لكتب مغلفة بالبلاستيك حتى لا يكتشف القارىء سوء المحتوى فيعرض عنها.
نحن بحاجة إلى علوم وأفكار ترقى بنا إلى مصاف الأمم المتقدمة وأن لا نشغل عقولنا بدراسة تلك الأحافير والهياكل العظمية، ففي بلد نجح فيه التاريخ وسقطت فيه الجغرافيا كان أحدهم يبكي ويقول : لقد باع العراقي أثاث بيته وهاهو اليوم يبيع مكتبته!
يا صاحبي! كل شيء في عالمنا العربي " أبو التاريخ " أصبح قابل للبيع!
وأخيرا "عَلِّمُوا أولادكم التاريخ، ولكن احذروا أن تجعلوهم يعيشون فيه. لا أحد يرغب أن يعيش في متحف ولو كان جميلا "