يظل الغزو الامريكي للعراق الحدث الابرز خلال مطلع هذا القرن الحادي والعشرين والذي كان ولا يزال المحرك الابرز لحالة انعدام التوازن التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط منذ ذاك التاريخ وحتى اليوم.
فالأصولية الاسلامية والتطرف نمت بشكل متسارع على هبات تغذية الصراعات الطائفية فالمنطقة اجمع والتي كان وقودها اللعب على أوتار الاختلاف الذي اوجده سبحانه وتعالى رحمة بالعالمين.
واستبيحكم العذر اعزائي القرّاء بالولوج الى محور حديثنا في هذا المقال والذي كنت قد اطلعت قبل ان أشرع في كتابته خلال الأشهر الماضية على مذكرات لأحد اهم الشخصيات العراقية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين " رحمه الله " الذي كان مطلعاً وبشكل وثيق ودقيق بل ومشاركاً في صياغة الأحداث في بلد فيه من التناقضات مايجعل قيامه من جديد ضرباً
من ضروب الخيال.
هذا الرجل هو اخر رئيس لجهاز الاستخبارات العامة العراقية الفريق : طاهر جليل الحبوش فمن يكون !
ولد الفريق طاهر جليل الحبّوش في مدينة تكريت عام 1950، وينتسب لعائلة حسينية تصل بجذورها إلى عشيرة بني النجار . وهو خريج كلية الشرطة حصل على بكالوريوس القانون من جامعة بغداد. تدرّج في المناصب الحكومية في سلك الأمن والسلك الدبلوماسي ومكاتب قيادة حزب البعث وغيرها من الدوائر، فكان محافظاً لذي قار وواسط، ثم مديراً عاماً لجهاز الشرطة ومن بعدها مديراً للأمن العام، وكانت رئاسة لجهاز الاستخبارات العراقية آخر منصب تولاه عشية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003
إذن فنحن أمام رجل يعرف ما يقول وليس لديه مصلحة في العبث بالحقيقة اي كان اثرها بعد ان قضى ذلك العهد الذي يمثله بماله وماعليه.
ومن الأحداث المهمة التي لازالت عالقة في ذهن الرجل :
يستذكر الفريق طاهر ويروي وقائع الاجتماع الاخير للقيادة العراقية في يوم الخامس من نيسان 2003 ويقول :
ان الرئيس اصدر أمراً باقصاء مدير الاستخبارات العسكرية العراقي من منصبه خلال حضوره اجتماعا ً كان مقرراً في احد المواقع السرية خلف مطعم الساعة في حي المنصور وسط بغداد قبل اربعة ايام من احتلال بغداد.
ويروي ان صدام كان يتمتع بحدس أمني عالي جداً فعندما وصل المكان سأل عن اسماء الحاضرين واسباب تخلف بعضهم عن الاجتماع ثم غادر المكان الذي قصفته الطائرات الامريكية بعد دقائق وكان ذلك في الخامس من نيسان 2003 .
في هذه اللحظات الحاسمة امضى صدام ليلته في جامع ام الطبول غربي بغداد بعد ان اشرف على معركة جرت على مقربة من الجامع المذكور بين قوات الحرس الجمهوري وبعض المقاتلين العرب وفدائيي صدام من جهة والقوات الامريكية من جهة اخرى التي كانت قد تسللت عبر الطريق المؤدي الى المطار الدولي الى ضواحي بغداد.
اثر ذلك توجه صدام ظهر التاسع من نيسان الى منطقة الاعظمية وحياً الذين تجمعوا لتحيته وكان معه وزير الدفاع سلطان هاشم احمد وولده قصي وبعض افراد حماية وعندما انتهى من ذلك اصطحب معه قصي ووزير الدفاع وسكرتيره عبد حمود وثلاثة فقط من حمايته وتوجه بعدها الى جهة مجهولة !!
وفيما يخص اعتقال الرئيس الراحل صدام حسين يروي الفريق الحبوش :
أنه كان في مكان آمن بصحبة مرافقين موثوقين، ولكن المخابرات الأميركية تمكنت من تجنيد واحد منهم فقام بدسّ مادة مخدرة في طعام الرئيس الذي شعر عقب تناوله بنعاس شديد، فقال لمرافقيه أنه سينام لمدة ربع ساعة وطلب منهم أن يوقظوه بعدها، لكنه حينما استيقظ وجد نفسه في قاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد الدولي بعدها بساعات تم نقله الى قاعدة السيلية في قطر ليتم التأكد من هويته عبر تحليل الحمض النووي وبعد ان تم ذلك جرى إعادته الى مقر القيادة المركزية الامريكية في بغداد في قاعدة قرب المطار ليبقى فيها الى ان تم تسليمه لجلاديه في يوم عيد الأضحى المبارك من العام 2006
ويستمر الفريق طاهر من خلال مجموعة اوراقه بعرض وجهة النظر العراقية للأحداث الاقليمية ويذكر من ان العراق كان ضحية مواقفه القومية التي اساسها القضية الفلسطينية والتي لم يُقبل المساومة عليها حيث انها من الثوابت وفق رؤية القيادة العراقية آنذاك.
ويستذكر الرجل ان العراق اثناء فترة حكم صدام حسين لم يكن مخترقاً من اي جهاز استخباري اي كان وان القيادة العراقية كانت على قدر كبير من المسؤولية.
ويعتقد ان جهاز "الاستخبارات البريطاني MI6 " "وجهاز المخابرات الألمانية MAD "ادق واكثر فاعليه من الأجهزة الاخرى بما فيها الامريكية.
ويذكر ايضاً ان القيادة السورية خذلت القيادة العراقية فقامت بتسليم كل من لجأ اليها من أعضاء القيادة العراقية للامريكان في إطار تعاون استخباري وثيق بين البلدين.
ويختم الرجل مذكراته بالدعاء لله سبحانه ان يرحم العراق مما آل اليه من فرقة وتشرذم كان السبب الأساسي فيها سقوط النظام وتسليم العراق من قبل محتليه ل إيران بعد ان كان ذلك ضرباً من الخيال خلال العهد العراقي السابق.
وللعلم فإن الفريق طاهر مازال حراً طليقاً لم تستطع القوات الامريكية ولا المليشيات العراقية الإيرانية المشتركة الوصول اليه حتى الان.
الفريق/ طاهر جليل الحبوش آخر رئيس لجهاز الاستخبارات العراقية في عهد الرئيس صدام حسين.
فالأصولية الاسلامية والتطرف نمت بشكل متسارع على هبات تغذية الصراعات الطائفية فالمنطقة اجمع والتي كان وقودها اللعب على أوتار الاختلاف الذي اوجده سبحانه وتعالى رحمة بالعالمين.
واستبيحكم العذر اعزائي القرّاء بالولوج الى محور حديثنا في هذا المقال والذي كنت قد اطلعت قبل ان أشرع في كتابته خلال الأشهر الماضية على مذكرات لأحد اهم الشخصيات العراقية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين " رحمه الله " الذي كان مطلعاً وبشكل وثيق ودقيق بل ومشاركاً في صياغة الأحداث في بلد فيه من التناقضات مايجعل قيامه من جديد ضرباً
من ضروب الخيال.
هذا الرجل هو اخر رئيس لجهاز الاستخبارات العامة العراقية الفريق : طاهر جليل الحبوش فمن يكون !
ولد الفريق طاهر جليل الحبّوش في مدينة تكريت عام 1950، وينتسب لعائلة حسينية تصل بجذورها إلى عشيرة بني النجار . وهو خريج كلية الشرطة حصل على بكالوريوس القانون من جامعة بغداد. تدرّج في المناصب الحكومية في سلك الأمن والسلك الدبلوماسي ومكاتب قيادة حزب البعث وغيرها من الدوائر، فكان محافظاً لذي قار وواسط، ثم مديراً عاماً لجهاز الشرطة ومن بعدها مديراً للأمن العام، وكانت رئاسة لجهاز الاستخبارات العراقية آخر منصب تولاه عشية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003
إذن فنحن أمام رجل يعرف ما يقول وليس لديه مصلحة في العبث بالحقيقة اي كان اثرها بعد ان قضى ذلك العهد الذي يمثله بماله وماعليه.
ومن الأحداث المهمة التي لازالت عالقة في ذهن الرجل :
يستذكر الفريق طاهر ويروي وقائع الاجتماع الاخير للقيادة العراقية في يوم الخامس من نيسان 2003 ويقول :
ان الرئيس اصدر أمراً باقصاء مدير الاستخبارات العسكرية العراقي من منصبه خلال حضوره اجتماعا ً كان مقرراً في احد المواقع السرية خلف مطعم الساعة في حي المنصور وسط بغداد قبل اربعة ايام من احتلال بغداد.
ويروي ان صدام كان يتمتع بحدس أمني عالي جداً فعندما وصل المكان سأل عن اسماء الحاضرين واسباب تخلف بعضهم عن الاجتماع ثم غادر المكان الذي قصفته الطائرات الامريكية بعد دقائق وكان ذلك في الخامس من نيسان 2003 .
في هذه اللحظات الحاسمة امضى صدام ليلته في جامع ام الطبول غربي بغداد بعد ان اشرف على معركة جرت على مقربة من الجامع المذكور بين قوات الحرس الجمهوري وبعض المقاتلين العرب وفدائيي صدام من جهة والقوات الامريكية من جهة اخرى التي كانت قد تسللت عبر الطريق المؤدي الى المطار الدولي الى ضواحي بغداد.
اثر ذلك توجه صدام ظهر التاسع من نيسان الى منطقة الاعظمية وحياً الذين تجمعوا لتحيته وكان معه وزير الدفاع سلطان هاشم احمد وولده قصي وبعض افراد حماية وعندما انتهى من ذلك اصطحب معه قصي ووزير الدفاع وسكرتيره عبد حمود وثلاثة فقط من حمايته وتوجه بعدها الى جهة مجهولة !!
وفيما يخص اعتقال الرئيس الراحل صدام حسين يروي الفريق الحبوش :
أنه كان في مكان آمن بصحبة مرافقين موثوقين، ولكن المخابرات الأميركية تمكنت من تجنيد واحد منهم فقام بدسّ مادة مخدرة في طعام الرئيس الذي شعر عقب تناوله بنعاس شديد، فقال لمرافقيه أنه سينام لمدة ربع ساعة وطلب منهم أن يوقظوه بعدها، لكنه حينما استيقظ وجد نفسه في قاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد الدولي بعدها بساعات تم نقله الى قاعدة السيلية في قطر ليتم التأكد من هويته عبر تحليل الحمض النووي وبعد ان تم ذلك جرى إعادته الى مقر القيادة المركزية الامريكية في بغداد في قاعدة قرب المطار ليبقى فيها الى ان تم تسليمه لجلاديه في يوم عيد الأضحى المبارك من العام 2006
ويستمر الفريق طاهر من خلال مجموعة اوراقه بعرض وجهة النظر العراقية للأحداث الاقليمية ويذكر من ان العراق كان ضحية مواقفه القومية التي اساسها القضية الفلسطينية والتي لم يُقبل المساومة عليها حيث انها من الثوابت وفق رؤية القيادة العراقية آنذاك.
ويستذكر الرجل ان العراق اثناء فترة حكم صدام حسين لم يكن مخترقاً من اي جهاز استخباري اي كان وان القيادة العراقية كانت على قدر كبير من المسؤولية.
ويعتقد ان جهاز "الاستخبارات البريطاني MI6 " "وجهاز المخابرات الألمانية MAD "ادق واكثر فاعليه من الأجهزة الاخرى بما فيها الامريكية.
ويذكر ايضاً ان القيادة السورية خذلت القيادة العراقية فقامت بتسليم كل من لجأ اليها من أعضاء القيادة العراقية للامريكان في إطار تعاون استخباري وثيق بين البلدين.
ويختم الرجل مذكراته بالدعاء لله سبحانه ان يرحم العراق مما آل اليه من فرقة وتشرذم كان السبب الأساسي فيها سقوط النظام وتسليم العراق من قبل محتليه ل إيران بعد ان كان ذلك ضرباً من الخيال خلال العهد العراقي السابق.
وللعلم فإن الفريق طاهر مازال حراً طليقاً لم تستطع القوات الامريكية ولا المليشيات العراقية الإيرانية المشتركة الوصول اليه حتى الان.
الفريق/ طاهر جليل الحبوش آخر رئيس لجهاز الاستخبارات العراقية في عهد الرئيس صدام حسين.