تهل التباشير وتزهو العيون وتخفق الأفئدة محبة وسرورا برؤية هلاله البهي ، إنه شهر رمضان يا من اشتقتم له ، وللحظات دخول الشهر الكريم، مزخرفة الألسن كلمات عبقة وضاءة نيرة مطمئنة تلامس شغاف الأفئدة قبل الألباب ، وتعطر المسامع بالأدعية حمدا وثناءا على الوهاب الرازق المحيي ؛ بأن بلغنا شهر الصيام والبركة والقيام من بعد سنة كاملة كنا نأمل ونرجو أن نبلغه ؛ لنجتهد في صيامه وقيامه علّنا نفوز برضا الرحمن ، وبهذه الرؤية المشهودة يحل على المسلمين أجمعين شهرهم الفضيل ، شهر الطاعات والاستزادة من الحسنات فتبارك من جعل للصائمين بابا في جناته أسماه الريان لا يدخله إلا كل صائم صابر استجاب لركن عظيم من أركان الدين الإسلامي ، بلغنا به سيد الأولين والآخرين نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صام رمضانه الأول في السنة الثانية من الهجرة في طيبة الطيبة العاصمة الإسلامية الأولى ومعه صلى الله عليه وسلم صام أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من المهاجرين والأنصار ، ومن تلك السنة أمرنا بصيامه عند رؤية هلاله إن استطعنا لذلك سبيلا ، وإلا أكملنا عدة شهر شعبان ثلاثين يوما ، عنده فقط تسمو النفس المسلمة إلى درجات غير مسبوقة ،وتهفو إلى بث كل معنى حقيقي صادق للإسلام بعيدا عن الغلو والتطرف ، قولا وفعلا ، فرادى وجماعات ، وأصحابه تصفو نفوسهم وتتلاقى على المحبة وتبسم الوجوه ، رغبة في كسب رضا رب العرش العظيم ، وطيلة أيامه ينأى الصائم القائم عن منكرات وسفاسف الأمور بعد المشرق عن المغرب ، و في أيامه الفضيلة يتخلى المسلمون والمسلمات عن شهواتهم أيا كانت استجابة لتعاليم دينهم العظيم ، و تعجز أي رواية أن تصف بحق وكمال قدر اهتمام أُمة محمد صلى الله عليه وسلم بشهر الصوم فيظهر تكاتفها وتراصها كالبنيان المحكم ويتحقق التكافل بكل معانيه السامية ولا عجب في ذلك فالسعادة هي لجميع أبناء الإسلام في هذا الشهر ، الغني منهم والفقير ، والكبير والصغير ، هو شهر تضاعف فيه الحسنات وتعجز الشياطين عن إغواء كل صائم شاكر لربه ، وبحلول ليلة القدر وبركة السحور وتعجيل الفطر وكثرة تلاوة ودراسة القرآن الكريم يأتي شهر الخير متفردا عن بقية شهور السنة ، سباق الصائم فيه إلى العطاء و فعل الطاعات وتقديم الخيرات والدعوة لفعل الحسن وترك القبيح ، ومع نفحات الإيمان الجليلة في أيامه ولياليه الفضيلة لا تغيب الذاكرة الإسلامية عن أمجاد شيدها أبناء الإسلام الكرام دُونت في صفحات التاريخ الإسلامي المجيدة مؤكدة وشاهدة على أثر فضل هذا الشهر في نفوس المسلمين وسعيهم في تحقيق الحق ليبلغ الإسلام عزا لا يزول ونورا لا ينطفئ.
كلمات كُتبت قبل أن يجف المداد (( تحية عطرة بروحانية شهر رمضان لجميع الأبطال المرابطين على الحد الجنوبي ورجال المرور الصائمين في الميادين والطرقات و تحت أشعة الشمس يتقدمهم سعادة العقيد محمد العتيق ))
كتبه : نواف بن شليويح العنزي
كلمات كُتبت قبل أن يجف المداد (( تحية عطرة بروحانية شهر رمضان لجميع الأبطال المرابطين على الحد الجنوبي ورجال المرور الصائمين في الميادين والطرقات و تحت أشعة الشمس يتقدمهم سعادة العقيد محمد العتيق ))
كتبه : نواف بن شليويح العنزي