يقولون: الاعتراف سيّد الأدلّة، وهذه القاعدة ليست على إطلاقها، فالاعتراف يكون سيد الأدلة إذا كان المتهم قد أدلى به وهو في كامل وعيه وإرادته، فإذا انعدمت الإرادة أو الوعي بطل الاعتراف.
وفي محاكم الدنيا نجد صورة الميزان " أبو كفتين " للدلالة على العدل، وهذا قبل اختراع الميزان " أبو كفة " والميزان الإلكتروني. وقد نجد أن ميزان " الخضري " أعدل من بعض الموازين التي تتزين بها بوابات الكثير من محاكم الدنيا. فالخضري تجد لديه من العدل ما لا تجده عند كثير من القضاة في هذا العالم، وقد يزيد الخضري " طبشة " في الوزن إبراء للذمة.
وحين نتحدث عن محاكم دنيا الدكتاتورية وما فيها من ظلم وظلمات عبر التاريخ، فلا بد وأن نتذكر محكمة الآخرة ( محكمة العدل الإلهية ) المحكمة التي لا تأتيها أوراق المتهم من النيابة العامة " الزبانية " وعلى القاضي أن يحكم حسب الأوراق الرسمية حتى لو كان ضمير القاضي - إن كان له ضمير - يرى أن المتهم بريء. أي أن الحكم قد صدر أصلا من النيابة وأن النطق به من قبل المحكمة ما هو إلا لإضفاء الشرعية والقداسة على الحكم. ثم نجد من يقول والحالة تلك أن القضاء " نزيه وشامخ " ! ولا أدري أين كان ضمير القاضي من قضية " يوسف " عليه السلام وهو الذي حصل على البراءة بداية في بيت العزيز " وشهد شاهد من أهلها " ومع ذلك " فلبث في السجن بضع سنين " وهذا يعني أن السلطة السياسية كانت فوق القضاء وما زالت في عالم الدكتاتورية فوق القضاء حين يتعلق الأمر بأصحاب النفوذ.
وفي محكمة العدل الإلهية يوم الحساب يقول الله تبارك وتعالى للإنسان" إقْرَأْ كِتَابَكَ " ولم يقل تبارك وتعالى " إقرأ كتابنا " وبما أن الإنسان هو صاحب الأفعال لذلك نسب الكتاب إليه " إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا " ولن يكون هناك يومئذ محامي دفاع " بتاع الشعرة والعجين ". وحين ينكر الإنسان ما يجده في ذلك الكتاب، فإن الله تعالى لا ينزع الاعتراف منه مباشرة بتسليط الزبانية عليه، أو بقذفه في نار جهنم الكفيلة باعتراف حتى البريء بأكبر الجرائم في التاريخ البشري، فساعة إنكاره يختم على فيه، فيأتي الإقرار من مصادر أخرى وثيقة الصلة غير اللسان، يقول الله تبارك وتعالى " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ". وفي سياق آخر يقول الله تبارك وتعالى (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهنا يأتي العتاب لأولئك الشهود غير المتوقعين (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) ونلحظ هنا أن العتاب موجه للجلود دون باقي الشهود، وهذا ما يفسره قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا).
وفي محكمة العدل الإلهية، لا تزر وازرة وزر أخرى، وهذا يعني أن الجرم لا يتعدى صاحبه إلى غيره ولا يشمل أهله وعشيرته كما هو حاصل في الأنظمة الدكتاتورية التي لا تراعي حرمة لإنسان وهي تمارس التشفي على أوسع نطاق.وأمام القضاء الجميع ينشد العدالة حتى الطغاة ساعة يجدون أنفسهم في قفص الاتهام، يتجلى ذلك في موقف " صدام حسين " حين اعترض على سير المحاكمة، فوقف أمام القاضي وقال مستنكرا : هاي عدالة ؟!. لقد أدرك صدام حسين أخيرا معنى العدالة يوم أن تجرّع كأس المذلة والظلم التي سقاها للكثيرين يوم أن كان هو " سيّد الأدلة ".
واليوم نجد أن أبشع وأوقح جرائم الظلم تقع في بلاد المسلمين وفيها ما يشيب من هولها الولدان في غياب واضح لمؤسسة العدالة ( القضاء ). وفي هذا العالم المثخن بالظلم والطغيان يجب على ضمير العدالة أن يصحو من غفوته وأن يتصدر مشهد الدفاع عن حقوق الإنسان في هذا العالم المليء بعذابات البشر حين تتجاوز العقوبات الحد في امتهان كرامة الإنسان.وما فسدت أحوال المسلمين إلا حين غابت عنهم شمس العدالة، فالدنيا تصلح بالكفر والعدل، ولا تصلح بالإيمان والظلم، وهذا ما نلاحظه جليا في عالم اليوم.
وفي محاكم الدنيا نجد صورة الميزان " أبو كفتين " للدلالة على العدل، وهذا قبل اختراع الميزان " أبو كفة " والميزان الإلكتروني. وقد نجد أن ميزان " الخضري " أعدل من بعض الموازين التي تتزين بها بوابات الكثير من محاكم الدنيا. فالخضري تجد لديه من العدل ما لا تجده عند كثير من القضاة في هذا العالم، وقد يزيد الخضري " طبشة " في الوزن إبراء للذمة.
وحين نتحدث عن محاكم دنيا الدكتاتورية وما فيها من ظلم وظلمات عبر التاريخ، فلا بد وأن نتذكر محكمة الآخرة ( محكمة العدل الإلهية ) المحكمة التي لا تأتيها أوراق المتهم من النيابة العامة " الزبانية " وعلى القاضي أن يحكم حسب الأوراق الرسمية حتى لو كان ضمير القاضي - إن كان له ضمير - يرى أن المتهم بريء. أي أن الحكم قد صدر أصلا من النيابة وأن النطق به من قبل المحكمة ما هو إلا لإضفاء الشرعية والقداسة على الحكم. ثم نجد من يقول والحالة تلك أن القضاء " نزيه وشامخ " ! ولا أدري أين كان ضمير القاضي من قضية " يوسف " عليه السلام وهو الذي حصل على البراءة بداية في بيت العزيز " وشهد شاهد من أهلها " ومع ذلك " فلبث في السجن بضع سنين " وهذا يعني أن السلطة السياسية كانت فوق القضاء وما زالت في عالم الدكتاتورية فوق القضاء حين يتعلق الأمر بأصحاب النفوذ.
وفي محكمة العدل الإلهية يوم الحساب يقول الله تبارك وتعالى للإنسان" إقْرَأْ كِتَابَكَ " ولم يقل تبارك وتعالى " إقرأ كتابنا " وبما أن الإنسان هو صاحب الأفعال لذلك نسب الكتاب إليه " إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا " ولن يكون هناك يومئذ محامي دفاع " بتاع الشعرة والعجين ". وحين ينكر الإنسان ما يجده في ذلك الكتاب، فإن الله تعالى لا ينزع الاعتراف منه مباشرة بتسليط الزبانية عليه، أو بقذفه في نار جهنم الكفيلة باعتراف حتى البريء بأكبر الجرائم في التاريخ البشري، فساعة إنكاره يختم على فيه، فيأتي الإقرار من مصادر أخرى وثيقة الصلة غير اللسان، يقول الله تبارك وتعالى " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ". وفي سياق آخر يقول الله تبارك وتعالى (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهنا يأتي العتاب لأولئك الشهود غير المتوقعين (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) ونلحظ هنا أن العتاب موجه للجلود دون باقي الشهود، وهذا ما يفسره قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا).
وفي محكمة العدل الإلهية، لا تزر وازرة وزر أخرى، وهذا يعني أن الجرم لا يتعدى صاحبه إلى غيره ولا يشمل أهله وعشيرته كما هو حاصل في الأنظمة الدكتاتورية التي لا تراعي حرمة لإنسان وهي تمارس التشفي على أوسع نطاق.وأمام القضاء الجميع ينشد العدالة حتى الطغاة ساعة يجدون أنفسهم في قفص الاتهام، يتجلى ذلك في موقف " صدام حسين " حين اعترض على سير المحاكمة، فوقف أمام القاضي وقال مستنكرا : هاي عدالة ؟!. لقد أدرك صدام حسين أخيرا معنى العدالة يوم أن تجرّع كأس المذلة والظلم التي سقاها للكثيرين يوم أن كان هو " سيّد الأدلة ".
واليوم نجد أن أبشع وأوقح جرائم الظلم تقع في بلاد المسلمين وفيها ما يشيب من هولها الولدان في غياب واضح لمؤسسة العدالة ( القضاء ). وفي هذا العالم المثخن بالظلم والطغيان يجب على ضمير العدالة أن يصحو من غفوته وأن يتصدر مشهد الدفاع عن حقوق الإنسان في هذا العالم المليء بعذابات البشر حين تتجاوز العقوبات الحد في امتهان كرامة الإنسان.وما فسدت أحوال المسلمين إلا حين غابت عنهم شمس العدالة، فالدنيا تصلح بالكفر والعدل، ولا تصلح بالإيمان والظلم، وهذا ما نلاحظه جليا في عالم اليوم.