يحكى أن مزارعاً كان عنده حصان طال به العمر ، وأعيته السنون ، وأقعدته الأيام ، وتناوشته الأمراض ، فأصبح لا يطيق القيام ، فرأى المزارع ما حل بحصانه ، ولم يعجبه الحال ؛ فبادر ليستشير أحد أصحابه في أمر الحصان ، فأشار ذلك المستشار : إذا لم يقم " فاذبحه " هذا هو الحل !
فقرر المزارع أن يقتل ذلك الحصان الذي تفانى في خدمته ، ولطالما حمله وحمل أثقاله ، وتناسى أن من استشاره أصلا يملك مزرعة صغيرة مجاوره فيها عدد من الأحصنة والخراف أقل بكثير مما لدى ذلك المزارع !
طبعاً في أثناء هذا الحوار أو تلك الاستشارة كان أحد سكان المزرعة وهو الخروف يستمع إليهما وإلى ما قالا !
فذهب ليخبر الحصان بالخبر بدافع خوفه على صديقه في المزرعة ، ولحقّ جاره في الحظيرة ، وهذا تصرف طبيعي من كل صادق يحب الخير .
فكان كل يوم يأتي للحصان ويقول له : حاول أن تنهض ! لكن الحصان لا يطيق ذلك ، فقد أصيب باليأس والضجر ، فكرر عليه الخروف مرارً ولم يملّ وقال له : إن لم تقم فسيذبحونك صدقني ، عندها تحامل الحصان الهرم على نفسه وقام !
سمع المزارع بالخبر ، فطار فرحاً بهذا وأخبر مستشاره بالخبر وقال : أبشرك أن حصاني قد نهض أخيراً ، فاظهر المستشار فرحه و قال للمزارع : مبارك عليك يا صديقي ، ولنحتفل بهذه المناسبة الجميلة ولنذبح الخروف على شرف قيام الحصان !
إذن سيموت الخروف ! عفواً هو قد مات الآن وانتهت القصة .
لكن أخي القارئ : بعد قراءة القطعة السابقة ؛ أجب عن هذه التساؤل : من المتسبب بمصرع الخروف ؟
أهو تدخله في شؤون غيره ؟
أم طيبة المزارع الزائدة ؟
أم ظلم ذلك المستشار وعنجهيته الذي لا يحسن سوى ( القتل ) كعلاج لكل مشكلة ووسيلة للتعبير عن الفرح السرور ؟
و هل ما قام به الخروف فضول عدواني و تطفل صبياني أم أنه احتساب لحفظ النوع الحيواني ؟
موت الخروف ؛ هل سيسجل في تاريخ ( المزرعة ) على أنه شهادة في سبيل الحفاظ على أبناء المزرعة يستحق عليها وسام الشجاعة ؟ ام سيسجل على أنه تهور وانتحار يذم الدهرَ بسببه ؟
أخي القارئ : استخرج من القطعة السابقة : فاعلا مرفوعا أكثر من اللازم !
للتواصل
s.e.a.s.a@hotmail.com
فقرر المزارع أن يقتل ذلك الحصان الذي تفانى في خدمته ، ولطالما حمله وحمل أثقاله ، وتناسى أن من استشاره أصلا يملك مزرعة صغيرة مجاوره فيها عدد من الأحصنة والخراف أقل بكثير مما لدى ذلك المزارع !
طبعاً في أثناء هذا الحوار أو تلك الاستشارة كان أحد سكان المزرعة وهو الخروف يستمع إليهما وإلى ما قالا !
فذهب ليخبر الحصان بالخبر بدافع خوفه على صديقه في المزرعة ، ولحقّ جاره في الحظيرة ، وهذا تصرف طبيعي من كل صادق يحب الخير .
فكان كل يوم يأتي للحصان ويقول له : حاول أن تنهض ! لكن الحصان لا يطيق ذلك ، فقد أصيب باليأس والضجر ، فكرر عليه الخروف مرارً ولم يملّ وقال له : إن لم تقم فسيذبحونك صدقني ، عندها تحامل الحصان الهرم على نفسه وقام !
سمع المزارع بالخبر ، فطار فرحاً بهذا وأخبر مستشاره بالخبر وقال : أبشرك أن حصاني قد نهض أخيراً ، فاظهر المستشار فرحه و قال للمزارع : مبارك عليك يا صديقي ، ولنحتفل بهذه المناسبة الجميلة ولنذبح الخروف على شرف قيام الحصان !
إذن سيموت الخروف ! عفواً هو قد مات الآن وانتهت القصة .
لكن أخي القارئ : بعد قراءة القطعة السابقة ؛ أجب عن هذه التساؤل : من المتسبب بمصرع الخروف ؟
أهو تدخله في شؤون غيره ؟
أم طيبة المزارع الزائدة ؟
أم ظلم ذلك المستشار وعنجهيته الذي لا يحسن سوى ( القتل ) كعلاج لكل مشكلة ووسيلة للتعبير عن الفرح السرور ؟
و هل ما قام به الخروف فضول عدواني و تطفل صبياني أم أنه احتساب لحفظ النوع الحيواني ؟
موت الخروف ؛ هل سيسجل في تاريخ ( المزرعة ) على أنه شهادة في سبيل الحفاظ على أبناء المزرعة يستحق عليها وسام الشجاعة ؟ ام سيسجل على أنه تهور وانتحار يذم الدهرَ بسببه ؟
أخي القارئ : استخرج من القطعة السابقة : فاعلا مرفوعا أكثر من اللازم !
للتواصل
s.e.a.s.a@hotmail.com