أصبحت المنظومة العالمية القائمة حاليا مسؤله عن كل صغيرة وكبيرة في هذا العالم صوابا أو خطأ كما ان تقاطع المصالح بين الدول فرض على الدول الكبيرة رعاية الدول الصغيرة وفرض على الدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة وفرض على الدول الآمنة الوقوف إلى جانب الدول المهددة بأمنها وسلامتها كل هذه الحقائق الماثلة أمام العرب اليوم فرضت عليهم قبول التوغل الأمريكي في شئون الشرق الأوسط العربي حيث يؤكد واقع الحال ان أمريكا في كل زاوية من الزوايا وفي معظم جوانب الحياة سواء كانت بصفة صديقة أو عدوة، مالكة أو مستأجرة، مصلحة أو مخربة، بانية أم هادمة، صادقة أم كاذبة، قاتلة أو مقتولة، منتصرة أو مهزومة.
وقد أضحت أمريكا بعد (11سبتمبر) هي الضابطة للحياة العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فما تؤلف حكومة عربية جديدة أو تستقبل إلا وينسب ذلك بأنه وحي من أمريكا ولا يحرك حجر من مكانه إلا ويقال أن ذلك بمشيئة أمريكا. وفي ذلك شيء من الحقيقة وشيء من الوهم.
أمريكا على هذا النحو ليست شاغلة العرب وحدهم وإنما شاغلة العالم بأسره أستنادا إلى قوتها السياسية والعسكرية والأقتصادية. وهي موجودة في كل مكان بحجة أن القوة الأمريكية والتواجد الأمريكي هما الضمان الأساسي للسلام العالمي مما دفع بالرئيس أوباما أن يتفاخر بأن أمريكا قسمت العراق الى ميليشيات شيعية تقمع السنة وتأخذ العراق بعيدا عن محيطه العربي مذكرا أن التاريخ القديم قد حدثه عن خطر العراق ومعتبرا أن تدميرالعراق عقاب له على العهد البابلي الذي نكل باليهود ثم نوه بالدور الأمريكي في باكستان واليمن والصومال وسوريا كمذهب أمريكي في شن الهجمات الأستباقية لحماية العالم المتحضروترسيخ مذهب القوة التي يؤمن بها مجتمعه الأمريكي ثم أشاد بالانجازات الكبرى لادارته وهي وأد "الربيع العربي". حيث أعتبر أن الثورات التي قامت في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2011 كانت تهدد أمن إسرائيل التي يعتبرون بقاءها في هذا الجزء من العالم مرتبط ببقاء الهوية الأمريكية والغربية. وأن تلك الثورات خطر لابد من اجهاضه وقد نجحوا بالتعاون مع حلفائهم الغربين في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وقضوا على المولود الديمقراطي في مصر وسمحوا لحلفائهم الشيعة بأستباحة سوريا واغراقها بالدم.
أما المكاسب العربية من هذا التوغل الأمريكي فذكرها غم، وشرحها سم، وتعدادها هم. وهي مستهجنه، ،مكروهه، وغير مرحب بها في الأدبيات السياسية والدينية والقومية ولكن توغلها على هذا النحو في شئون البلدان العربية جعلها كملح الطعام الذي لا تستطاب الوجبات العربية الا به. وهذا لا يتنافى في كون أمريكا ليل العرب ونهارهم وشغلهم الشاغل فأين ما نظر العربي يجد أمريكا ماثلة أمامه أما بسلاحها، أو بطعامها وبموسيقاها وأفلامها وكتبها، وأموالها وقمحها بوجهها القبيح أو بوجهها المليح.
لقد أفاد العرب من خشيتهم من سطوة أمريكا بأن أصبحوا يضبطون خطواتهم ويدركون أن هناك رقيب يحاسب ويعاقب ولاشك ان أمريكا قد أظهرت العين الحمراء للأنظمة العربية الصديقة منها والعدوة على حد سواء واخذت تنتقد هذه الأنظمة بشدة وتعمل على رسم مشرق جديد بالتعاون مع إيران التي ثبت أنها ليست مسلمة كما كان يشاع لكبح الأسلام السني الذي يعتبرونه أساس المشكله وهاهي أمريكا تطلب من المسلمين اعادة النظر في نصوص دينهم وأن يجنحوا إلى مصالحتها مع الحداثة كما فعلت المسيحية قبل قرون وحتى تنفيذ هذه المراجعة فعليهم التأقلم مع الدكتاتورية التي تحكمهم اذ هي أفضل خيار للحد من خطرهم الكوني.
هكذا نتج عن التوغل الأمريكي في الوطن العربي أمور متفرقة ظاهرة وباطنة طرحها وشرحها يوجع القلب الديني والقومي العربي ويطرد النوم من عيون العرب الناعسة ولكن العيون المبصرة لاتخفيه ولا تخطئه وبنظرة سريعة إلى مايحيط بنا في هذا الفضاء العربي الآن دليل قوي على ربحنا وخسارتنا أنها التجارة السياسية العربية مع الشريك الأمريكي والتجارة ربح وخسارة.
وختاما قال الله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} فهل تعلم العرب الدرس.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد: عبدالله بن كريم بن عطيه
وقد أضحت أمريكا بعد (11سبتمبر) هي الضابطة للحياة العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فما تؤلف حكومة عربية جديدة أو تستقبل إلا وينسب ذلك بأنه وحي من أمريكا ولا يحرك حجر من مكانه إلا ويقال أن ذلك بمشيئة أمريكا. وفي ذلك شيء من الحقيقة وشيء من الوهم.
أمريكا على هذا النحو ليست شاغلة العرب وحدهم وإنما شاغلة العالم بأسره أستنادا إلى قوتها السياسية والعسكرية والأقتصادية. وهي موجودة في كل مكان بحجة أن القوة الأمريكية والتواجد الأمريكي هما الضمان الأساسي للسلام العالمي مما دفع بالرئيس أوباما أن يتفاخر بأن أمريكا قسمت العراق الى ميليشيات شيعية تقمع السنة وتأخذ العراق بعيدا عن محيطه العربي مذكرا أن التاريخ القديم قد حدثه عن خطر العراق ومعتبرا أن تدميرالعراق عقاب له على العهد البابلي الذي نكل باليهود ثم نوه بالدور الأمريكي في باكستان واليمن والصومال وسوريا كمذهب أمريكي في شن الهجمات الأستباقية لحماية العالم المتحضروترسيخ مذهب القوة التي يؤمن بها مجتمعه الأمريكي ثم أشاد بالانجازات الكبرى لادارته وهي وأد "الربيع العربي". حيث أعتبر أن الثورات التي قامت في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2011 كانت تهدد أمن إسرائيل التي يعتبرون بقاءها في هذا الجزء من العالم مرتبط ببقاء الهوية الأمريكية والغربية. وأن تلك الثورات خطر لابد من اجهاضه وقد نجحوا بالتعاون مع حلفائهم الغربين في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وقضوا على المولود الديمقراطي في مصر وسمحوا لحلفائهم الشيعة بأستباحة سوريا واغراقها بالدم.
أما المكاسب العربية من هذا التوغل الأمريكي فذكرها غم، وشرحها سم، وتعدادها هم. وهي مستهجنه، ،مكروهه، وغير مرحب بها في الأدبيات السياسية والدينية والقومية ولكن توغلها على هذا النحو في شئون البلدان العربية جعلها كملح الطعام الذي لا تستطاب الوجبات العربية الا به. وهذا لا يتنافى في كون أمريكا ليل العرب ونهارهم وشغلهم الشاغل فأين ما نظر العربي يجد أمريكا ماثلة أمامه أما بسلاحها، أو بطعامها وبموسيقاها وأفلامها وكتبها، وأموالها وقمحها بوجهها القبيح أو بوجهها المليح.
لقد أفاد العرب من خشيتهم من سطوة أمريكا بأن أصبحوا يضبطون خطواتهم ويدركون أن هناك رقيب يحاسب ويعاقب ولاشك ان أمريكا قد أظهرت العين الحمراء للأنظمة العربية الصديقة منها والعدوة على حد سواء واخذت تنتقد هذه الأنظمة بشدة وتعمل على رسم مشرق جديد بالتعاون مع إيران التي ثبت أنها ليست مسلمة كما كان يشاع لكبح الأسلام السني الذي يعتبرونه أساس المشكله وهاهي أمريكا تطلب من المسلمين اعادة النظر في نصوص دينهم وأن يجنحوا إلى مصالحتها مع الحداثة كما فعلت المسيحية قبل قرون وحتى تنفيذ هذه المراجعة فعليهم التأقلم مع الدكتاتورية التي تحكمهم اذ هي أفضل خيار للحد من خطرهم الكوني.
هكذا نتج عن التوغل الأمريكي في الوطن العربي أمور متفرقة ظاهرة وباطنة طرحها وشرحها يوجع القلب الديني والقومي العربي ويطرد النوم من عيون العرب الناعسة ولكن العيون المبصرة لاتخفيه ولا تخطئه وبنظرة سريعة إلى مايحيط بنا في هذا الفضاء العربي الآن دليل قوي على ربحنا وخسارتنا أنها التجارة السياسية العربية مع الشريك الأمريكي والتجارة ربح وخسارة.
وختاما قال الله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} فهل تعلم العرب الدرس.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد: عبدالله بن كريم بن عطيه