لقد خلق الله الإنسان فكرمه وأحسن خلقه ، وشرفه بالعقل ومكن في نفسه غرائز وعواطف وأحاسيس ومشاعر يتفاعل ويتواصل بها مع غيره ، هذه النفس التي جعلها الله لنا آية ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )
والحياة الإجتماعية عبارة عن خيط وسكين ، الخيط يربط الناس بعضهم ببعض ، والسكين تقطع الرباط بينهم وهذا يعني أن المجتمع البشري لايمكن أن يخلو من تنازع ، كما لايمكن أن يخلو من تعاون ، كلا الأمرين متلازمين في حياة الناس ولايمكن أن يظهر أحدهما إلا ويظهر الآخر معه ليحد منه ويتمم وجوده.
إن التنازع والتعاون هما دعامتا الإجتماع البشري وقد اتضح أن الحب والبغض متلازمان في النفس كتلازم التعاون والتنازع في المجتمع.
ومع كل الإحترازات الشرعية التي ربى الإسلام أهله عليها فإن الإنسان وهو يعيش صخب الحياة ومشكلاتها لابد أن يعتريه غضب ، وسهو ، وغفلة ، فيعتدي أخيه قول أو فعل في حالة ضعف منه عن كبح جماح نفسه ، وتسكين سورة غضبه ولا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة التي يوغر بها صدور الخلق ، وحتى لايتسبب هذا الشقاق إلى الخصومة والقطيعة رتب الإسلام أجور عظيمة على الحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس ، تلك تشريعات ربانية جليلة عظيمة ، لو أخذ بها الناس لما وجد الشيطان عليهم سبيلا ، والخلاف أمر طبيعي لا يسلم منه أحد ، خيرة البشر حصل بينهم خلاف قال تعالى : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) ، لذا عالج الإسلام مسألة الخلاف بدء من المشاحنة ، والمجادلة مرورا بالهجر والتباعد وانتهاء بالإعتداء والقتال ، ونادى إلى الصلح حيث مقاصد التشريع تحقيق المودة والألفة بين الناس.
والإصلاح مهمة فرط بها كثيرا من الناس مع قدرتهم عليها وهو خلق يحبه الله ورسوله ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وفي انعدام الإصلاح تفسد الأسر التي هي نواة المجتمع وأساس بنائه وتنتهك الحرمات ويعم الشر القريب والبعيد ، وكم عصم الله بفضل المصلحين من دماء واموال ، وفتن شيطانية كادت أن تشتعل ، بالإصلاح تكون الطمأنينة ، والهدوء ، والإستقرار ، وتضفي المحبة والألفة ، الإصلاح عزيمة راشدة ، ونية خيرة ، والناس تحتاج إلى إصلاح يدخل الرضاء ، ويعيد الوئام إلى المتنازعين ، والصلح خير من الشقاق ، والصلة أفضل من القطيعة.
والمودة أولى من الكراهية ، والإصلاح لا يقوم به إلا عصبة خيرة من عباد الله ، كرمت أخلاقهم ، وطابت منابتهم وشرفت أقدارهم ، وخلصت نيتهم إلى الله ، لاينشدون ثناء الناس وشكرهم لأن هذه المهمة الجليلة مظنة للرفعة والسؤدد والثناء ، وقد يدخل الشيطان من خلالها على العبد فيفسد نيته.
والمصلح يبذل جهده وجاهه ، قلبه من أحسن الناس قلوبا ، ونفسه تحب الخير ، يبذل وقته ويقع في حرج مع هذا وذاك ، ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهم ، ومن لايسعى بالصلح ولا يقبل به إنسان قاسي القلب قد فسد باطنه ، وخبثت نيته وساء خلقه وهو إلى الشر اقرب وعن الخير أبعد.
كم من بيت كاد أن ينهدم بسبب خلاف بسيط بين الزوج وزوجته ، وكاد الطلاق فإذا بهذا المصلح يعيد الأمور إلى نصابها بكلمة طيبة ونصيحة غالية ، وكم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين أو صديقيين أو قريبين بسبب زلة أو هفوة ، وإذا بهذا المصلح يرقع ثقوب الفتنة ويصلح بينهما.
إن الأسر هي قلاع العزة والكرامة ، والرحمة والحب والطمأنينة ، إن أبنائنا وبناتنا أمانة كبرى في أعناقنا فلنكن قريبين منهم بالحب ، والرعاية ، والتربية الزكية.
إن الأخوة ليس علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ، بل هي دم يجري في عروقك لذلك لو تجاهلت وجوده في حياتك فيتصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه ومن يعيشون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات.
إن الخير متأصل في ولاتنا ، والصدق متجذر في دعاتنا ، والإيمان متمكن في نفوس قومنا ، فهنيئا للذين جادوا بأوقاتهم وأفكارهم واعمالهم لمنفعة الناس وخدمة المجتمع والوطن من خلال هذا العمل المبارك.
ولابد من الشكر الجليل والاعتراف بالدور العظيم لصاحب الفضل أميرنا فهد بن سلطان الذي امر بتفعيل دور لجنة إصلاح ذات البين في تبوك ، وأهتم بها ودعمها وشجعها وأولاها جل اهتمامه بقلبه الرحيم ونفسه الصافية.
بالإصلاح تكون الأمة وحدة متماسكة يعز فيها الضعف ويندر فيها الخلل ويقوي رباطها ويسعى بعضها إلى اصلاح بعض ، ومصلح واحد أحب إلى الله من عشرات الصالحين.
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية
أمين عام لجنة إصلاح ذات البين بتبوك
والحياة الإجتماعية عبارة عن خيط وسكين ، الخيط يربط الناس بعضهم ببعض ، والسكين تقطع الرباط بينهم وهذا يعني أن المجتمع البشري لايمكن أن يخلو من تنازع ، كما لايمكن أن يخلو من تعاون ، كلا الأمرين متلازمين في حياة الناس ولايمكن أن يظهر أحدهما إلا ويظهر الآخر معه ليحد منه ويتمم وجوده.
إن التنازع والتعاون هما دعامتا الإجتماع البشري وقد اتضح أن الحب والبغض متلازمان في النفس كتلازم التعاون والتنازع في المجتمع.
ومع كل الإحترازات الشرعية التي ربى الإسلام أهله عليها فإن الإنسان وهو يعيش صخب الحياة ومشكلاتها لابد أن يعتريه غضب ، وسهو ، وغفلة ، فيعتدي أخيه قول أو فعل في حالة ضعف منه عن كبح جماح نفسه ، وتسكين سورة غضبه ولا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة التي يوغر بها صدور الخلق ، وحتى لايتسبب هذا الشقاق إلى الخصومة والقطيعة رتب الإسلام أجور عظيمة على الحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس ، تلك تشريعات ربانية جليلة عظيمة ، لو أخذ بها الناس لما وجد الشيطان عليهم سبيلا ، والخلاف أمر طبيعي لا يسلم منه أحد ، خيرة البشر حصل بينهم خلاف قال تعالى : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) ، لذا عالج الإسلام مسألة الخلاف بدء من المشاحنة ، والمجادلة مرورا بالهجر والتباعد وانتهاء بالإعتداء والقتال ، ونادى إلى الصلح حيث مقاصد التشريع تحقيق المودة والألفة بين الناس.
والإصلاح مهمة فرط بها كثيرا من الناس مع قدرتهم عليها وهو خلق يحبه الله ورسوله ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وفي انعدام الإصلاح تفسد الأسر التي هي نواة المجتمع وأساس بنائه وتنتهك الحرمات ويعم الشر القريب والبعيد ، وكم عصم الله بفضل المصلحين من دماء واموال ، وفتن شيطانية كادت أن تشتعل ، بالإصلاح تكون الطمأنينة ، والهدوء ، والإستقرار ، وتضفي المحبة والألفة ، الإصلاح عزيمة راشدة ، ونية خيرة ، والناس تحتاج إلى إصلاح يدخل الرضاء ، ويعيد الوئام إلى المتنازعين ، والصلح خير من الشقاق ، والصلة أفضل من القطيعة.
والمودة أولى من الكراهية ، والإصلاح لا يقوم به إلا عصبة خيرة من عباد الله ، كرمت أخلاقهم ، وطابت منابتهم وشرفت أقدارهم ، وخلصت نيتهم إلى الله ، لاينشدون ثناء الناس وشكرهم لأن هذه المهمة الجليلة مظنة للرفعة والسؤدد والثناء ، وقد يدخل الشيطان من خلالها على العبد فيفسد نيته.
والمصلح يبذل جهده وجاهه ، قلبه من أحسن الناس قلوبا ، ونفسه تحب الخير ، يبذل وقته ويقع في حرج مع هذا وذاك ، ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهم ، ومن لايسعى بالصلح ولا يقبل به إنسان قاسي القلب قد فسد باطنه ، وخبثت نيته وساء خلقه وهو إلى الشر اقرب وعن الخير أبعد.
كم من بيت كاد أن ينهدم بسبب خلاف بسيط بين الزوج وزوجته ، وكاد الطلاق فإذا بهذا المصلح يعيد الأمور إلى نصابها بكلمة طيبة ونصيحة غالية ، وكم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين أو صديقيين أو قريبين بسبب زلة أو هفوة ، وإذا بهذا المصلح يرقع ثقوب الفتنة ويصلح بينهما.
إن الأسر هي قلاع العزة والكرامة ، والرحمة والحب والطمأنينة ، إن أبنائنا وبناتنا أمانة كبرى في أعناقنا فلنكن قريبين منهم بالحب ، والرعاية ، والتربية الزكية.
إن الأخوة ليس علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ، بل هي دم يجري في عروقك لذلك لو تجاهلت وجوده في حياتك فيتصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه ومن يعيشون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات.
إن الخير متأصل في ولاتنا ، والصدق متجذر في دعاتنا ، والإيمان متمكن في نفوس قومنا ، فهنيئا للذين جادوا بأوقاتهم وأفكارهم واعمالهم لمنفعة الناس وخدمة المجتمع والوطن من خلال هذا العمل المبارك.
ولابد من الشكر الجليل والاعتراف بالدور العظيم لصاحب الفضل أميرنا فهد بن سلطان الذي امر بتفعيل دور لجنة إصلاح ذات البين في تبوك ، وأهتم بها ودعمها وشجعها وأولاها جل اهتمامه بقلبه الرحيم ونفسه الصافية.
بالإصلاح تكون الأمة وحدة متماسكة يعز فيها الضعف ويندر فيها الخلل ويقوي رباطها ويسعى بعضها إلى اصلاح بعض ، ومصلح واحد أحب إلى الله من عشرات الصالحين.
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية
أمين عام لجنة إصلاح ذات البين بتبوك