ليس مستغربا أن يضرب الإرهاب الشنيع ويصل تدميره كثير من الدول في هذا العالم ؛ وخاصة الدول الأوروبية ويدمر منشآتها الحضارية ويذيق هذه الدول وشعوبها الرعب وفقدان الطمأنينة ، فبعد هجمات العاصمة الفرنسية باريس، تجدد للإرهابيين موعد مخطط له مع العاصمة غير الرسمية للإتحاد الأوروبي بروكسل لتعيش موجات من التدمير والنار والدم والقتل بتفجيرات الأسبوع الماضي الدامية المستنكرة من جميع محبي السلام العالمي والداعين له، وقد يكون للإرهاب وأعوانه محطات قادمة في دول أوروبية أخرى إن وجدوا فرصة سانحة لهم ، لقد استفادت عناصر الإرهاب سهولة الإجراءات وسرعتها في تلك الدول المتقدمة واستفادوا من بعض الثغرات الأمنية ليمارسوا الإرهاب والانتحار بكل احتراف ضد بقاء البشرية وسلامتها ، وهذه التفجيرات قام بتنفيذها الإرهابيين ومن يدعمهم للتأثير على الدول الأوروبية وموقفها من مكافحة الإرهاب العالمي ، وسيكون لهذا الإرهاب ونتائجه تداعيات رئيسية من أبرزها تغييرات جذرية في قرارات الحكومات الأوروبية المتحالفة مع بعضها ، والتغيير في سياساتها سواء على المستوى القومي أو الخارجي فعلى الشأن الداخلي للدول الأوروبية سيتم إجراء تعديلات وزارية تشمل الوزارات السيادية و فرض إجراءات مشددة على الهجرة من خارج أوروبا ومنح الجنسيات ، والتضييق على الحريات الدينية وفرض الرقابة الصارمة على دور العبادة ، وسن التشريعات المناهضة لأي أعمال قد تؤدي إلى ممارسة أي نوع من الإرهاب أيا كان موقعها ، وتشديد الإجراءات الأمنية في المواقع الحيوية والمؤسسات القُطرية ، ووسائل المواصلات الجماعية مع الاستفادة من تقنية التصوير الحديثة باستخدام الكاميرات الذكية ونشرها بكثافة في الميادين العامة ؛وقد تشمل الإجراءات فرض الرقابة على الاتصالات السلكية واللاسلكية،ولن يغيب عن الدول الأوروبية وقادتها فرض شروط وإجراءات معقدة على كل من يرغب بالقدوم المؤقت إليها ؛مع متابعتهم أمنيا بعد وصولهم للبلاد للتأكد من سلامة سلوكهم وبعده عن ممارسة الإرهاب أو الدعوة له، وتشجيع الجامعات الأوروبية العريقة على إجراء البحوث العلمية للتوصل لحلول عملية تقضي على أي بوادر للإرهاب ،وعلى صعيد الشأن السياسي الخارجي فلن يغيب عن ذهن الأوروبيين وساستهم التعاون المثمر مع الدول المكافحة للإرهاب ، والدول التي عانت منه وتغلبت عليه وسحقته بكل نجاح عن طريق العمل المؤسسي والأمني الناجح كالمملكة العربية السعودية،وغيرها من الدول وهذا يتأتى عن طريق الاتفاقيات الثنائية بين الدول لتبادل الخبرات والمعلومات الدقيقة عن أي تحركات قد تقود للأعمال الإرهابية وتهديد السلام والاستقرار القاري .
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
كتبه: نواف بن شليويح العنزي