الصداقة خُط لها صفحات مشرقة في ثقافتنا العربية عبر قرون أزمنة مضت ، وزادها تألقا سِير من سبقونا في حيواتهم وإسهام كثير من الأدباء في إثرائها ، والتغني بأهميتها وحسنها الخلاب ، ولم يعرف اليراع العربي ومداده وحامله التوقف من أجل هذا المفهوم العظيم ؛ الذي أهتم به السلف بكل معانيه والسبل الناجحة لتعميق الصداقة والوفاء من أجلها، والوصول بها لأرقى منزلة ، وتناغمت الحروف مختالة في سطور بهية تملأها البسمة وهي تتحدث عن أبجدياتها بكل لغات العالم ، ولهجات البشر فبدونها لا معنى ولا طعم لأي حياة وفي أي بقعة كانت.
والصداقة لا تتوقف عند صداقة الإنسان لنظيره الإنسان ؛ ولكن تمتد لتصل بيئته التي نشأ بها واستمتع بجمالها وطبيعتها وهوائها لتؤثر عليه بشكل مستمر ويؤثر بها عبر السنون المتعاقبة ، ويتضح عمق الصداقة بين الإنسان والبيئة بمجرد التأمل والوقوف على أحوال البيئة خلال فترات زمنية متعاقبة فأن كانت البيئة لا تتعرض لأي هدر أو تدمير وفي حالة من النمو البهيج ، وزيادة في معدل المخلوقات الفطرية المتواجدة بها وحولها ؛ فإن الإنسان قد منح بيئته صداقة تتسم بالوفاء والحرص عليها من أجل أن تبقى له ولمن يأتي بعده ؛ ولكن واقع الحال غير ذلك بل أنه مؤسف ، و لا نبالغ إن قلنا إن البيئة تعاني من جفاء وقطيعة مستمرة وإيذاء ممقوت يمارس في كل لحظة ولا يرجع عنه ، فإن رحل أحدهم إلى مكان وأقام زمنا يستمتع به غادره في صورة بشعة يستحيل أن يحل به أحد من بعده ، وإن امتلك سلاحا ناريا أو طيرا جارحا صوبه نحوها و اغتنم أقرب فرصة ليتفنن حسب رؤيته القاصرة في صيد وقتل كل مخلوق تقع يده وعينه عليه فيمارس عنفه في غير محله ويقتلع كل شجرة مورقة وغصن رطيب يجده في طريقه ، وينثر في الأفق كل ألوان الدخان ليلوث نقاء هواء بيئته، وبه يُكرس المفهوم المنتفي للصداقة الحقيقية لهذه البيئة ، وهو غالبا إن جلست معه أو هاتفته سيتحدث وبلغة غزيرة مفعمة بالمعاني عن أهمية الصداقة والوفاء للأصدقاء ،ويسرد قصص لبعض أوفياء التاريخ ويذم كل جاحد لها ويصفه بأوصاف تلامس مشاعر الآخرين بقوة التأثير المقصود ، وتناسى عبثه وإجرامه في البيئة التي احتضنته وأفنى أجمل أيامه بها ، وسيعقبه عليها آلاف البشر من بعده ، فمتى يتم التخلص من الجمود الحضاري الناهش ، وتصبح الصداقة للبيئة جزء من ثقافة منظماتنا.
إطلالة من أجل الوطن :-
هناك حروف رسمت كلمات خالدة ذات تراتيل شجية لتكتب بقبس من نور (( اخدموا وطنكم بكل إخلاص فخير ما تعلمتموه هو ما وضع من أجل خدمة ورقي المملكة العربية السعودية )). الدكتور سعود بن عيد الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة تبوك .
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
تويتر nawaf13191@
والصداقة لا تتوقف عند صداقة الإنسان لنظيره الإنسان ؛ ولكن تمتد لتصل بيئته التي نشأ بها واستمتع بجمالها وطبيعتها وهوائها لتؤثر عليه بشكل مستمر ويؤثر بها عبر السنون المتعاقبة ، ويتضح عمق الصداقة بين الإنسان والبيئة بمجرد التأمل والوقوف على أحوال البيئة خلال فترات زمنية متعاقبة فأن كانت البيئة لا تتعرض لأي هدر أو تدمير وفي حالة من النمو البهيج ، وزيادة في معدل المخلوقات الفطرية المتواجدة بها وحولها ؛ فإن الإنسان قد منح بيئته صداقة تتسم بالوفاء والحرص عليها من أجل أن تبقى له ولمن يأتي بعده ؛ ولكن واقع الحال غير ذلك بل أنه مؤسف ، و لا نبالغ إن قلنا إن البيئة تعاني من جفاء وقطيعة مستمرة وإيذاء ممقوت يمارس في كل لحظة ولا يرجع عنه ، فإن رحل أحدهم إلى مكان وأقام زمنا يستمتع به غادره في صورة بشعة يستحيل أن يحل به أحد من بعده ، وإن امتلك سلاحا ناريا أو طيرا جارحا صوبه نحوها و اغتنم أقرب فرصة ليتفنن حسب رؤيته القاصرة في صيد وقتل كل مخلوق تقع يده وعينه عليه فيمارس عنفه في غير محله ويقتلع كل شجرة مورقة وغصن رطيب يجده في طريقه ، وينثر في الأفق كل ألوان الدخان ليلوث نقاء هواء بيئته، وبه يُكرس المفهوم المنتفي للصداقة الحقيقية لهذه البيئة ، وهو غالبا إن جلست معه أو هاتفته سيتحدث وبلغة غزيرة مفعمة بالمعاني عن أهمية الصداقة والوفاء للأصدقاء ،ويسرد قصص لبعض أوفياء التاريخ ويذم كل جاحد لها ويصفه بأوصاف تلامس مشاعر الآخرين بقوة التأثير المقصود ، وتناسى عبثه وإجرامه في البيئة التي احتضنته وأفنى أجمل أيامه بها ، وسيعقبه عليها آلاف البشر من بعده ، فمتى يتم التخلص من الجمود الحضاري الناهش ، وتصبح الصداقة للبيئة جزء من ثقافة منظماتنا.
إطلالة من أجل الوطن :-
هناك حروف رسمت كلمات خالدة ذات تراتيل شجية لتكتب بقبس من نور (( اخدموا وطنكم بكل إخلاص فخير ما تعلمتموه هو ما وضع من أجل خدمة ورقي المملكة العربية السعودية )). الدكتور سعود بن عيد الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة تبوك .
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
تويتر nawaf13191@