وكما انه مفترق للطرق ، ومقسم للأحياء إلا أنه ايضاً علامة فارقة بين تبوك وتبوك أخرى ، بين حضارة قديمة وحضارة جديدة ، هو أشبه ببوابة للعالم الحديث أو مخرج من العالم العتيق !
لو تجولتُ بك من خلال هذا المقال قليلاً لأطلعك على عالمين مختلفين ! فأنت عندما تأتي من الطريق الدائري إلى هذا الدوار ؛ يقابلك دوار قد ملئ بالنخيل والأشجار فتستقبلك خضرة الشجر إضافة إلى الأنوار الصفراء الهادئة والطرق الواسعة والأرصفة الأنيقة ، فيحار طرفك لهذا المنظر الجميل ، ولتكمل طريقك نحو ( دوار الحضارة ) تجد عن يمينك عددا من الدوائر الحكومية صممت في الغالب حسب الطراز الحديث ، وقبل أن تصل إلى الدوار آنف الذكر ترى عن يمينك سهولا خضراء ، وجنة غناء ( إنه ليس مسكناً أو حياً ) إنه متنزه جديد أنعمت به علينا أمانة المنطقة فانعم الله عليهم كما أنعموا علينا !
نحن الآن عند دوار الحضارات : هنا نقف ونردد ما صمم في داخل الدوار ( الله أكبر ) نعم يستحق وقوفنا في هذا المكان أن نكبر ونهلل ، بل حري بنا والله أن نحوقل حيال ما نرى ! عند هذا الدوار عليك أن تحدد وجهتك ، التي تبني عليها نفسيتك ، فأنت إن نويت سلوك الطريق باتجاه شارع الخمسين على دوار ( المطار القديم ) ماذا سترى غير طريق نال من العناية مالم ينله طريق قبله ولا بعده ، فهو أكثر الشوارع إنارة ، وأكثرها غضارة ونضاره ! وفيه ما تشاء من التنظيم والترصيف ، وما تشتهي من الحدائق العامة التي تسلب الألباب ، وتسحر الأهداب ( على الأقل بالنسبة لنا في تبوك )
شارع واسع ، وطريق نظيف ، فلا مطبات اصطناعية ولا حفر للبلدية ، إنه إشارة السير آمنا غير خائف على عجلات سياراتك أو سلامة رفقتك !
دع عنك هذا الشارع الان وارجع إلى دورا الحضارات قليلاً ! وقف ثَم ! ثم أرسل طرفك شرقا ، لترى حضارة جديدة ، وسياسة فريدة نحو هذه المقاطعات الشرقية : فأنت تستطيع أن تعد اربع متنزهات من المسطحات الخضراء ثلاثة يستمتع الناس بها اليوم والأخير شرقي السجن حيث - بعض - المنازل الفارهة ، إلا إن كان المتنزه قد اعد لتنزه السجناء ؛ فهذا شأن آخر !
إذن : دعني الآن انتقل بك ايها القرئ الكريم نحو ديار الأجداد ونحو الحضارة القديمة ، نحور مضارب البادية ، نحو بقايا الماضي ، حيث الأخوياء وأم درمان النزهة حيث الصناعية القديمة ، تعل لنشق طريقنا نحو مجاهل الأحياء الجنوبية ، هنا لا تعول كثيرا على الارصفة ، ولا تحسن الظن بالطرقات ، ولا تبحث عن مروج خضراء ولا أشجار يانعة ، ولا تتوقع تلك الأنور الصفراء التي رأيتها سابقا شرق دوار الحضارات ! إنك في طريقك إلى حي أبو سبعة ورحيل !
أتدري عن هذه الأحياء شيئا ، هل سمعت بها يوماً ، هل مررت يوماً ما بحارة الشيخ أو تجولت في المنتزة ؟
هناك حضارة أخرى ، وسياسة ثانية ! فالناس في هذه الأحياء يريدون سفلتة بعض شوارعهم ، ورحمتهم من تلك الحفر وتلك الشوارع المشوهة ، هم لا يريدون نخيلا تغرس في طرقاتهم ولا وروداً تنثر على حواف شوارعهم ، لا يريدون أعمدة فاخرة لإنارة شوارعهم ، كل ما يريدونه فقط ضرورياتهم فقط ، ترصيف لشوارعهم ولا يشترط التلوين ، سفلتة لشورعهم ولا يريدون وروداً !
أتدرون ؟ أن من رحمة الله أنها لم تمطر ، أتعرفون ذلك المطر الذي يخرج الناس فيه للتنزه ويبتهج الكل به فتصبح المتنزهات فيه أكثر بهجة ونُضرة ؟
أتعرفون أن أهل الأحياء الجنوبية يدفعون ثمن هذا المطر كثيراً كثيراً ، وقد رأيتم وشاهدتم تلك المقاطع التي نشرت على اليوتيوب عند أحد مدارس البنات في حي أبو سبعة كيف وصل الماء إلى ركبهن ! كان مشهدا مخيباً للآمال !
لم اعد أدري أي شيء أولى حقيقة ، أهو الإشتغال بتزيين بعض الأحياء وإنشاء المتنزهات ، أم سد حاجات الناس الضرورية ؟ أم هل هناك خطة لتسكيننا في هذها لمتنزهات بعد إتمامها مثلاً ؟
كل ما أخشاه أن تكون الأمانة فهمت حديث (يوشك يا معاذ ان طالت بك حياة ان ترى ماههنا قد ملىء جنانا ) بشكل خاطئ ، فظنوا أنه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لإنشاء تلك الجنان وهذا الذي لم يفسره أحد من أهل العلم !
ولكن حتى لو فهموا هكذا ؛ هل نص الحديث على أحياء دون أحياء من تبوك ؟
للتواصل
s.e.a.s.a@hotmail.com
لو تجولتُ بك من خلال هذا المقال قليلاً لأطلعك على عالمين مختلفين ! فأنت عندما تأتي من الطريق الدائري إلى هذا الدوار ؛ يقابلك دوار قد ملئ بالنخيل والأشجار فتستقبلك خضرة الشجر إضافة إلى الأنوار الصفراء الهادئة والطرق الواسعة والأرصفة الأنيقة ، فيحار طرفك لهذا المنظر الجميل ، ولتكمل طريقك نحو ( دوار الحضارة ) تجد عن يمينك عددا من الدوائر الحكومية صممت في الغالب حسب الطراز الحديث ، وقبل أن تصل إلى الدوار آنف الذكر ترى عن يمينك سهولا خضراء ، وجنة غناء ( إنه ليس مسكناً أو حياً ) إنه متنزه جديد أنعمت به علينا أمانة المنطقة فانعم الله عليهم كما أنعموا علينا !
نحن الآن عند دوار الحضارات : هنا نقف ونردد ما صمم في داخل الدوار ( الله أكبر ) نعم يستحق وقوفنا في هذا المكان أن نكبر ونهلل ، بل حري بنا والله أن نحوقل حيال ما نرى ! عند هذا الدوار عليك أن تحدد وجهتك ، التي تبني عليها نفسيتك ، فأنت إن نويت سلوك الطريق باتجاه شارع الخمسين على دوار ( المطار القديم ) ماذا سترى غير طريق نال من العناية مالم ينله طريق قبله ولا بعده ، فهو أكثر الشوارع إنارة ، وأكثرها غضارة ونضاره ! وفيه ما تشاء من التنظيم والترصيف ، وما تشتهي من الحدائق العامة التي تسلب الألباب ، وتسحر الأهداب ( على الأقل بالنسبة لنا في تبوك )
شارع واسع ، وطريق نظيف ، فلا مطبات اصطناعية ولا حفر للبلدية ، إنه إشارة السير آمنا غير خائف على عجلات سياراتك أو سلامة رفقتك !
دع عنك هذا الشارع الان وارجع إلى دورا الحضارات قليلاً ! وقف ثَم ! ثم أرسل طرفك شرقا ، لترى حضارة جديدة ، وسياسة فريدة نحو هذه المقاطعات الشرقية : فأنت تستطيع أن تعد اربع متنزهات من المسطحات الخضراء ثلاثة يستمتع الناس بها اليوم والأخير شرقي السجن حيث - بعض - المنازل الفارهة ، إلا إن كان المتنزه قد اعد لتنزه السجناء ؛ فهذا شأن آخر !
إذن : دعني الآن انتقل بك ايها القرئ الكريم نحو ديار الأجداد ونحو الحضارة القديمة ، نحور مضارب البادية ، نحو بقايا الماضي ، حيث الأخوياء وأم درمان النزهة حيث الصناعية القديمة ، تعل لنشق طريقنا نحو مجاهل الأحياء الجنوبية ، هنا لا تعول كثيرا على الارصفة ، ولا تحسن الظن بالطرقات ، ولا تبحث عن مروج خضراء ولا أشجار يانعة ، ولا تتوقع تلك الأنور الصفراء التي رأيتها سابقا شرق دوار الحضارات ! إنك في طريقك إلى حي أبو سبعة ورحيل !
أتدري عن هذه الأحياء شيئا ، هل سمعت بها يوماً ، هل مررت يوماً ما بحارة الشيخ أو تجولت في المنتزة ؟
هناك حضارة أخرى ، وسياسة ثانية ! فالناس في هذه الأحياء يريدون سفلتة بعض شوارعهم ، ورحمتهم من تلك الحفر وتلك الشوارع المشوهة ، هم لا يريدون نخيلا تغرس في طرقاتهم ولا وروداً تنثر على حواف شوارعهم ، لا يريدون أعمدة فاخرة لإنارة شوارعهم ، كل ما يريدونه فقط ضرورياتهم فقط ، ترصيف لشوارعهم ولا يشترط التلوين ، سفلتة لشورعهم ولا يريدون وروداً !
أتدرون ؟ أن من رحمة الله أنها لم تمطر ، أتعرفون ذلك المطر الذي يخرج الناس فيه للتنزه ويبتهج الكل به فتصبح المتنزهات فيه أكثر بهجة ونُضرة ؟
أتعرفون أن أهل الأحياء الجنوبية يدفعون ثمن هذا المطر كثيراً كثيراً ، وقد رأيتم وشاهدتم تلك المقاطع التي نشرت على اليوتيوب عند أحد مدارس البنات في حي أبو سبعة كيف وصل الماء إلى ركبهن ! كان مشهدا مخيباً للآمال !
لم اعد أدري أي شيء أولى حقيقة ، أهو الإشتغال بتزيين بعض الأحياء وإنشاء المتنزهات ، أم سد حاجات الناس الضرورية ؟ أم هل هناك خطة لتسكيننا في هذها لمتنزهات بعد إتمامها مثلاً ؟
كل ما أخشاه أن تكون الأمانة فهمت حديث (يوشك يا معاذ ان طالت بك حياة ان ترى ماههنا قد ملىء جنانا ) بشكل خاطئ ، فظنوا أنه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لإنشاء تلك الجنان وهذا الذي لم يفسره أحد من أهل العلم !
ولكن حتى لو فهموا هكذا ؛ هل نص الحديث على أحياء دون أحياء من تبوك ؟
للتواصل
s.e.a.s.a@hotmail.com