من الآيات التي يخوف الله بها عباده ما يحدث من كسوف الشمس أو خسوف القمر، ومع هذا أضحى الناس تجاه هذه الآيات في تبلد غريب، واستخفاف عجيب، فأكثرهم بهذه الحوادث لا يبالي، ولحجمها لا يقدر، فيظل في غيه سادراً، وفي طريق ضلاله ماضياً، وكأنه لا يدرك حجم الخطر والجرم الذي هو فيه . إن هذا البرود الغريب تجاه هذه الآيات لينبئ بعاقبة وخيمة ونهاية سيئة .
فالشمس والقمر من آيات الله المتكررة علينا في نظام عجيب لايتحول ولا يتبدل، وجعل سبحانه لنا فيها مصالحَ ومعايشَ، نعرف السنين والحساب، وبها نعرف أوقات العبادة , لكن هناك ثلة من الناس عبدوا هذه الآيات من دون الله ، فهم لضوء الشمس يركعون، ولنور القمر يسجدون، ضلت بهم أحلامهم، وهوت بهم إلى الحضيض أوهامهم، أما يرون الخسوف والكسوف يصاب به النيِّران ! فهل يُعبد من لا يرد عن نفسه الضرر ؟
إن خوفَ الله في قلوب بعض العباد قد اضمحل، وقدرَ أوامر الله في نفوس القوم قد نقص وقل، يقول بعضهم أضحى الكسوف معلوماً قبل وقوعه فلم الخوف والفزع، ولم هذا التضخيم للحدث، إنه يُعلم بالحساب متى يكون ومتى ينقشع .
يا هؤلاء لستم أعلم بالله من نبيه الذي أرسل، ولا من مصطفاه الذي علم، لقد قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : (( والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم به )) فكيف كان حاله عند حدوث هذه .
وهذه عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تحكي حاله فتقول : ((خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام صلى الله عليه وسلم فزعاً يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته قط يفعله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف بهما عباده لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة )) .
إن من نقص العلم أن ينبري من المجلس رجل يقلل من شأن هذه الآيات، أو من تأثيرها بسبب معرفة أسبابها ووقت حدوثها وجلائها، إن الأمر ليس متعلقاً بهذا فحسب بل الأمر دين أولاً وأخيراً نأخذه من المرسل به صلى الله عليه وسلم .
ولو اختل هذا الكون في نظامه لعلمت حينها مدى قدرة الله ومدى ضعفك، وسيحدث هذا التغيير يوماً من الأيام، يوم تقوم الساعة، يوم يتغير الكون .
فلابد إذاً للشمس أن تتكور، ولابد للسماء أن تتفطر، ولابد للقبور أن تتبعثر، ولابد للبحار أن تفجرّ وتسجرّ، وتطمس النجوم، وتحشر الوحوش، وينقلب النظام ويتغير، فليكن لك بهذا التغير الوقتي عبر وعظة، فإنك على عذاب النار لا تقوى، وعلى الحساب لا تصبر .
الدكتور عويض بن حمود العطوي
جامعة تبوك
Dr.ahha1@gmail.com
فالشمس والقمر من آيات الله المتكررة علينا في نظام عجيب لايتحول ولا يتبدل، وجعل سبحانه لنا فيها مصالحَ ومعايشَ، نعرف السنين والحساب، وبها نعرف أوقات العبادة , لكن هناك ثلة من الناس عبدوا هذه الآيات من دون الله ، فهم لضوء الشمس يركعون، ولنور القمر يسجدون، ضلت بهم أحلامهم، وهوت بهم إلى الحضيض أوهامهم، أما يرون الخسوف والكسوف يصاب به النيِّران ! فهل يُعبد من لا يرد عن نفسه الضرر ؟
إن خوفَ الله في قلوب بعض العباد قد اضمحل، وقدرَ أوامر الله في نفوس القوم قد نقص وقل، يقول بعضهم أضحى الكسوف معلوماً قبل وقوعه فلم الخوف والفزع، ولم هذا التضخيم للحدث، إنه يُعلم بالحساب متى يكون ومتى ينقشع .
يا هؤلاء لستم أعلم بالله من نبيه الذي أرسل، ولا من مصطفاه الذي علم، لقد قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : (( والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم به )) فكيف كان حاله عند حدوث هذه .
وهذه عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تحكي حاله فتقول : ((خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام صلى الله عليه وسلم فزعاً يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته قط يفعله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف بهما عباده لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة )) .
إن من نقص العلم أن ينبري من المجلس رجل يقلل من شأن هذه الآيات، أو من تأثيرها بسبب معرفة أسبابها ووقت حدوثها وجلائها، إن الأمر ليس متعلقاً بهذا فحسب بل الأمر دين أولاً وأخيراً نأخذه من المرسل به صلى الله عليه وسلم .
ولو اختل هذا الكون في نظامه لعلمت حينها مدى قدرة الله ومدى ضعفك، وسيحدث هذا التغيير يوماً من الأيام، يوم تقوم الساعة، يوم يتغير الكون .
فلابد إذاً للشمس أن تتكور، ولابد للسماء أن تتفطر، ولابد للقبور أن تتبعثر، ولابد للبحار أن تفجرّ وتسجرّ، وتطمس النجوم، وتحشر الوحوش، وينقلب النظام ويتغير، فليكن لك بهذا التغير الوقتي عبر وعظة، فإنك على عذاب النار لا تقوى، وعلى الحساب لا تصبر .
الدكتور عويض بن حمود العطوي
جامعة تبوك
Dr.ahha1@gmail.com