أينما اتجهت وفي أثناء تنقلاتك داخل المدن تلاحقك إعلانات لشركات ومؤسسات كبرى عقارية ،تعرض ما لديها من منتجات تضم منازل ، ووحدات سكنية راقية وبأسعار منافسة كما يزعمون ذلك ، وإن اتخذت قرارا بتملك أحد هذه المنازل بعد تجاذب عنان الرأي والمشورة ؛ توجهت لمقر الشركة الكبرى لتأخذ جزء من إنتاجها الذي ظننت أنه كما أقنعوك به فخم ومنزل العمر ، ولا يوجد تخطيط وطريقة إنشاء تضاهي طريقتهم العصرية التي تلبي جميع أذواق الباحثين عن منازل تقيهم حر الصيف وبرودة فصل الأمطار ، تدخل المنزل أو سمه كما شئت وحدة سكنية التي هي جزء من مبنى ضخم لتتفاجأ بقوة لمعان بلاط الأرضيات ، والتشكيل الفني المحترف بالإضاءة الداخلية والخارجية ، وإن واصلت السير ببطء إلى الداخل حيث الغرف والصالات سوف تشاهد تشكيلة مذهلة من الدهانات وضعت لكي ترضي أذواق كل من يأمل بالعيش في منزل يتصف بالجودة العالية ، بالتأكيد هي مناظر مثيرة أقتنع بها الباحث عن المسكن ليتوجه فورا إلى مقر الشركة ليتمم إجراءات شراء منزل العمر ، ولكن هيهات أن يكون ذلك ، فبعد بضعة أشهر من دفع المبلغ الخيالي كقيمة للمنزل ، يبدأ بلاط الأرضيات بالنزول وتبدأ ألوان الدهانات بالتغير إلى الأسوأ، ومشاكل السباكة تظهر وتتكرر بصفة يومية ، وتزداد التشققات في كل مكان في الوحدة السكنية ، وأثناء نزول الأمطار يتحول السقف إلى غيمة تجود بقطرات ماء غير مرغوب بها، وعند ذهاب مالك العقار لأصحاب الشركة أو المؤسسة يتبرؤون من كل هذه المشاكل ، ويعزونها إلى سوء الاستخدام من المالك وأسرته ، وعيوب في التربة التي تم أنشاء العقار عليها ، ولكن الحقيقة تجافي هذه الشركات والمؤسسات ؛ التي استخدمت أسوأ المواد وأقلها كمية وقيمة في إنشاء الهيكل الخرساني ، ثم استخدام خامات رديئة تكلفتها منخفضة في التشطيبات النهائية ، وحرصوا على وضع ما يشد أنظار كل من يأمل بسكن له وأسرته ، مع تحميله مبالغ باهظة جدا تفوق القيمة المناسبة للعقار ، ولا أبالغ أن قلت أضعاف الثمن الحقيقي ، وعوضاً عن مساهمة القطاع الخاص من شركات أو مؤسسات في حل مشكلة الإسكان؛ نجدهم يحرصون على توسيع وانتشار هذه المشكلة بين أناس بسطاء همهم الأكبر البحث عن منازل ذات جودة منافسة ، وليس الحصول على منازل الأوهام.
كتبه/ نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
Nawaf13191@
كتبه/ نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
Nawaf13191@