تقام بين الحين والآخر العديد من معارض الفن التشكيلي لهذا الفنان او تلك الفنانة تجسد في مجملها مختلف أنواع المدارس الفنية العالمية ، لقد ترددت طويلا في الكتابة عن هذا الموضوع لأنك عندما تتطرق اليه وتبدي رأيك فيه تكون اشبه بمن يدخل الى عش الدبايير او ترتكب السبع الموبقات جهارا نهارا ! ولا غرابة ان يتهموك في عقلك او بعدم الفهم في أحسن الأحوال ! في السنوات الأخيرة بدأ الفن التشكيلي الطبيعي ( الأصيل ) يتلاشى ويحل مكانه ما يسمى بالمدرس الفنية الحديثة كالسريالية والتكعيبية والتعبيرية والتجريدية وحتى المدرسة ( الوحشية ) !! المتأثرة بفن الزخرفة النباتية الاسلامية . واذا تأملت هذا النوع من اللوحات الفنية فتجدها في الغالب إما عبارة عن ( بقع مبعثرة ونقاط متناثرة وخطوط متداخلة ورموز غامضة هنا وهناك في فضاء اللوحة والوان عشوائية الحار منها والبارد) ! وقد تصاب عيناك بالحول أو الزغللة وانت تحاول الوصول الى الفكرة أو الرسالة التي يريد أن يوصلها الفنان ولكن دون جدوى ! فأنت لا تستطيع أن تميز حتى ملامح الصورة ، وكأني بهم ينفذون تعليمات المخرج العالمي ( الفريد هيتشكوك ) حرفيا عندما قال : (حاول دائما أن تجعل المشاهدين يعانون دائما) !! واحيانا تستمع الى تحليلات شاعرية عن هذه اللوحة أو تلك وأن الفنان اراد ان يعبر عن المعاناة او الاحباط أو ايصال رسالة أو شيء من هذا القبيل ، وبطريقة لم تكن في بطن الشاعر عفوا ( الفنان ) حتى في الأحلام ، ومع احترامي فهذه الأعمال الفنية أقرب الى رسومات الأطفال وكتابات وخربشات المراهقين على الجدران ، وهناك نوع آخر من الفن التشكيلي يخال اليك وانت تتأمل اللوحات الفنية المعروضة كأنك تشاهد احد أفلام المخرج العالمي الفريد هيتشكوك (ملك أفلام الرعب) ! فتجد وجوه ممسوخة وعيون غائرة وارجل مقطوعة وأجساد مشوهة وهياكل عظمية وظلام دامس وأشباح وأرواح وكأن لعنة الله قد حلت على المكان ، وأيضا تشاهد كائنات حية ومعدات غريبة ليس لها وجود وكأنك تشاهد احد أفلام الخيال العلمي ! ومع ذلك تجد هذا النوع (الهابط) من الفن يحظى بالرعاية والاهتمام وتفتح له صالات العرض ابوابها بل ويحصد الجوائز والميداليات ويفوز في المسابقات ! وعلى الرغم من التلميع الأعلامي والنفخ المستمر في رموز وأتباع هذا اللون من الفن الا انهم لم ينجحوا في فرض أنفسهم على الساحة الفنية ! فبالكاد تجد أحد منهم ينجح في بيع لوحة واحدة من أعماله وتجدها مكدسة في مرسمه على خطى ( فان جوخ ) ! او يقوم باهدائها الى الاصدقاء للتخلص منها أو يتبرع بعض (المحسنين) بشراء لوحة من باب رفع المعنويات !! طبعا السواد الأعظم من الفنانين العرب يلجأ الى تقليد المدارس العالمية باعتبار أن ذلك (جواز مرور) نحو الأضواء والشهرة ولكن بدون جدوى وبالتالي لا غرابة مع نهاية كل معرض ان تجد عبارات مثل ( حضرت الأعمال وغاب الجمهور ) أو ( كان الجمهور ضعيفا جدا ) ! ثم تجدهم يلقون باللوم على الجمهور وان هناك أزمة في ( الذوق والوعي ) وكأنهم أوصياء عليه أو أنه ما زال قاصرا عن الفهم ! الجمهور الآن على قدر كبير من الوعي والتذوق الفني ما يمكنه من ان يميز بين الغث والسمين ، في الثمانينيات من القرن الماضي ظلت احدى اللوحات الفنية معلقة في وضع ( المقلوب ) في احد المتاحف الأوروبية لمدة سنتين دون أن ينتبه احد لذلك سواء من العاملين في المتحف أو الزائرين ! الحقيقة ان هذا غير مستغرب على هذا النوع من الفن (الحلمنتيشي) حيث ان اللوحات الفنية.
لم تعد تعرف عاليها من سافلها ! وكثيرا ما تتعرض بعض اللوحات الفنية الى السرقات من المتاحف ويتم وضع لوحات بديلة ( مقلدة) مكانها ولا احد يكتشف ذلك الا بعد فوات الأوان ! يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ في كتابه ( امريكا التي رأيت ) زرت احد المتاحف في امريكا واعجبتني لوحة اسمها ( الثعلب في بيت الدجاج ) وجلست أتأمل لمدة اربع ساعات متواصلة في جمال هذه اللوحة والبعد الانساني الذي تحمله ومر خلالها أكثر من (100) زائر مرور الكرام ويقول ان هذا يمثل انحدار في الذوق العام . الحقيقة لو تأملت حياة رواد الفن التشكيلي في العصر الحديث بدءا من فان جوخ الى بيكاسو وسالفادور دالي لوجدت أن هؤلاء عندهم تشكيلة من العقد والأمراض النفسية والغموض والذي يبدو بوضوح في أعمالهم الفنية ،. ومع ذلك تجد لوحاتهم تباع بعشرات الملايين من الدولارات حقا أرزاق ! يقول الفنان الفرنسي هنري ماتيز (معاصر لبيكاسو) ما جاء به الفنان بيكاسو هو ليس بجميل وجاء يحطم القواعد والملامح الجميلة للفن التشكيلي ، ويقول ايضا عن لوحاته لو وضعناها في ميدان الديكور والزينة فانها لا تصلح ! انتج بيكاسو طوال حياته أكثر من (22) الف عمل فني جعلته من رواد الفن العالمي ! لا اعرف اذا كان لديه ما يكفي من المشاعر والاحاسيس لتوزيعها على هذا العدد الهائل من الأعمال ام انه كان مجرد (ماكينة) لانتاج هذا الكم من اللوحات الفنية الجامدة الملامح والميتة المشاعر ؟! الفنان لا يرسم لنفسه بل يجب ان يعبر من خلال ريشته عن هموم وقضايا الانسان البسيط ومعاناته عن طريق لوحات تنطق بالمشاعر وتترجم الأفكار تكون فيها الأشياء واضحة لا يكتنفها الغموض ولا تحتاج الى ( وسيط ) كي يفهما الجمهور . الوصول الى الجمهور لا يكون بتقليد المدارس الأخرى والتي نشأت في بيئات مختلفة يغلب عليها ( المادية ) حيث لا مكان للروح والقيم الانسانية التي تحترم انسانية الانسان ، هذه المدارس تعج بالجميل والقبيح والرصين والركيك لا يجوز الأخذ بها على علاتها ، فنجاح مدرسة فنية في بيئة لا يشترط نجاحها في أخرى ، لا بأس من الاستفادة من المدارس العالمية الأخرى ولكن بـ (حدود) لا أن (تطغى) نريد فن يجمع بين الأصالة والمعاصرة نريد لوحات فنية طبيعية لها نكهتها الخاصة تبرز فيها الخضرة والماء والجمال والزخارف والحروف والمعاني والقيم الإنسانية النبيلة وتجد القبول لدى جميع المستويات الثقافية والعوام ، وفي خدمة المجتمع لا بهدف (رضا الآخر) وفي المقابل تجدهم في الغرب ينظرون الى هؤلاء الفنانين المقلدين لهم بأنهم مجرد (أتباع) تلتصق بهم ولسان حالهم يقول ( هذه بضاعتنا ردت الينا ) بيكاسو كان يعاني من انفصام في الشخصية وعدواني حتى على افراد عائلته تقول حفيدته مارينا : بيكاسو كان وحشا ويجهل معنى العائلة ! ويقول الأشخاص الذين رافقوه انه لم تعرف الإبتسامة يوما طريقها الى شفتيه ! كان معجبا بالفيلسوف الألماني ( نيتشة ) والذي زرع ( بذور النازية ) وبدوره قام بيكاسو برسم العديد من اللوحات لـ (هتلر) وقد نالت اعجاب الفوهرر ! وحتى الدكتاتور الاسباني الجنرال فرانكو ناله من الحب جانب ! وسلفادور دالي كان مريضا نفسيا وكان معجبا بـ (فرويد) الذي قام بتفسير كل سلوك انساني من منظور جنسي ( حتى عندما يرضع الطفل من ثدي أمه ) ! ومن قبلهم الفنان الهولندي ( فان جوخ ) الذي كان يعاني من نوبات الصرع (جنون) يقطع جزء من اذنه ليهديها الى معجبة وفي النهاية يموت منتحرا , وبالتالي انعكس هذا الفكر الملوث و (العقد النفسية) على اعمالهم الفنية التي يختلط فيها الجنون مع العبقرية (الفوضى الخلاقة ) !! على طريقة كونداليزا رايس ! حقا احيانا الفنون جنون ! أمن هؤلاء نستقي الفن الهادف والأصيل والقيم
الانسانية النبيلة ويكونوا مصدر الهام ! الاديب المصري توفيق الحكيم اثناء دراسته في فرنسا قام بتأليف قطعة أدبية بالفرنسية وعرضها على استاذه والذي نصحه بدوره ان يكتب بلغته الأصلية ! نعم نريد فنا ينطلق من تاريخنا العريق وبثوب جديد نشكل من خلاله مدرسة مستقلة تقف جنبا الى جنب مع بقية المدارس العالمية الأخرى ، اخيرا عندما تم اختراع ( آلة التصوير ) احتج الكثير من الفنانين التشكيليين وقالوا ان هذا النوع من الفن ( التصوير) لا يلجأ اليه الا الفاشلين !! على كل باختراع آلة التصوير انحسر الفن التشكيلي بشكل كبير ، واصبحت اللوحات الفنية اما حبيسة المتاحف بغرض ( المشاهدة ) وجذب السياح او معلقة على الجدران لاغراض (الزينة) الى جانب التحف والفضيات كتكملة للديكورات في المنازل .
لم تعد تعرف عاليها من سافلها ! وكثيرا ما تتعرض بعض اللوحات الفنية الى السرقات من المتاحف ويتم وضع لوحات بديلة ( مقلدة) مكانها ولا احد يكتشف ذلك الا بعد فوات الأوان ! يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ في كتابه ( امريكا التي رأيت ) زرت احد المتاحف في امريكا واعجبتني لوحة اسمها ( الثعلب في بيت الدجاج ) وجلست أتأمل لمدة اربع ساعات متواصلة في جمال هذه اللوحة والبعد الانساني الذي تحمله ومر خلالها أكثر من (100) زائر مرور الكرام ويقول ان هذا يمثل انحدار في الذوق العام . الحقيقة لو تأملت حياة رواد الفن التشكيلي في العصر الحديث بدءا من فان جوخ الى بيكاسو وسالفادور دالي لوجدت أن هؤلاء عندهم تشكيلة من العقد والأمراض النفسية والغموض والذي يبدو بوضوح في أعمالهم الفنية ،. ومع ذلك تجد لوحاتهم تباع بعشرات الملايين من الدولارات حقا أرزاق ! يقول الفنان الفرنسي هنري ماتيز (معاصر لبيكاسو) ما جاء به الفنان بيكاسو هو ليس بجميل وجاء يحطم القواعد والملامح الجميلة للفن التشكيلي ، ويقول ايضا عن لوحاته لو وضعناها في ميدان الديكور والزينة فانها لا تصلح ! انتج بيكاسو طوال حياته أكثر من (22) الف عمل فني جعلته من رواد الفن العالمي ! لا اعرف اذا كان لديه ما يكفي من المشاعر والاحاسيس لتوزيعها على هذا العدد الهائل من الأعمال ام انه كان مجرد (ماكينة) لانتاج هذا الكم من اللوحات الفنية الجامدة الملامح والميتة المشاعر ؟! الفنان لا يرسم لنفسه بل يجب ان يعبر من خلال ريشته عن هموم وقضايا الانسان البسيط ومعاناته عن طريق لوحات تنطق بالمشاعر وتترجم الأفكار تكون فيها الأشياء واضحة لا يكتنفها الغموض ولا تحتاج الى ( وسيط ) كي يفهما الجمهور . الوصول الى الجمهور لا يكون بتقليد المدارس الأخرى والتي نشأت في بيئات مختلفة يغلب عليها ( المادية ) حيث لا مكان للروح والقيم الانسانية التي تحترم انسانية الانسان ، هذه المدارس تعج بالجميل والقبيح والرصين والركيك لا يجوز الأخذ بها على علاتها ، فنجاح مدرسة فنية في بيئة لا يشترط نجاحها في أخرى ، لا بأس من الاستفادة من المدارس العالمية الأخرى ولكن بـ (حدود) لا أن (تطغى) نريد فن يجمع بين الأصالة والمعاصرة نريد لوحات فنية طبيعية لها نكهتها الخاصة تبرز فيها الخضرة والماء والجمال والزخارف والحروف والمعاني والقيم الإنسانية النبيلة وتجد القبول لدى جميع المستويات الثقافية والعوام ، وفي خدمة المجتمع لا بهدف (رضا الآخر) وفي المقابل تجدهم في الغرب ينظرون الى هؤلاء الفنانين المقلدين لهم بأنهم مجرد (أتباع) تلتصق بهم ولسان حالهم يقول ( هذه بضاعتنا ردت الينا ) بيكاسو كان يعاني من انفصام في الشخصية وعدواني حتى على افراد عائلته تقول حفيدته مارينا : بيكاسو كان وحشا ويجهل معنى العائلة ! ويقول الأشخاص الذين رافقوه انه لم تعرف الإبتسامة يوما طريقها الى شفتيه ! كان معجبا بالفيلسوف الألماني ( نيتشة ) والذي زرع ( بذور النازية ) وبدوره قام بيكاسو برسم العديد من اللوحات لـ (هتلر) وقد نالت اعجاب الفوهرر ! وحتى الدكتاتور الاسباني الجنرال فرانكو ناله من الحب جانب ! وسلفادور دالي كان مريضا نفسيا وكان معجبا بـ (فرويد) الذي قام بتفسير كل سلوك انساني من منظور جنسي ( حتى عندما يرضع الطفل من ثدي أمه ) ! ومن قبلهم الفنان الهولندي ( فان جوخ ) الذي كان يعاني من نوبات الصرع (جنون) يقطع جزء من اذنه ليهديها الى معجبة وفي النهاية يموت منتحرا , وبالتالي انعكس هذا الفكر الملوث و (العقد النفسية) على اعمالهم الفنية التي يختلط فيها الجنون مع العبقرية (الفوضى الخلاقة ) !! على طريقة كونداليزا رايس ! حقا احيانا الفنون جنون ! أمن هؤلاء نستقي الفن الهادف والأصيل والقيم
الانسانية النبيلة ويكونوا مصدر الهام ! الاديب المصري توفيق الحكيم اثناء دراسته في فرنسا قام بتأليف قطعة أدبية بالفرنسية وعرضها على استاذه والذي نصحه بدوره ان يكتب بلغته الأصلية ! نعم نريد فنا ينطلق من تاريخنا العريق وبثوب جديد نشكل من خلاله مدرسة مستقلة تقف جنبا الى جنب مع بقية المدارس العالمية الأخرى ، اخيرا عندما تم اختراع ( آلة التصوير ) احتج الكثير من الفنانين التشكيليين وقالوا ان هذا النوع من الفن ( التصوير) لا يلجأ اليه الا الفاشلين !! على كل باختراع آلة التصوير انحسر الفن التشكيلي بشكل كبير ، واصبحت اللوحات الفنية اما حبيسة المتاحف بغرض ( المشاهدة ) وجذب السياح او معلقة على الجدران لاغراض (الزينة) الى جانب التحف والفضيات كتكملة للديكورات في المنازل .