×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شتيوي العطوي

العرب الهاربة والعرب المهرّبة!
شتيوي العطوي

اتفق المؤرخون قديما على تقسيم العرب إلى ثلاثة أقسام : العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة . وفي مراحل من التاريخ هناك تقسيمات أخرى بحسب الأحلاف مثل : عرب الفرس ( المناذرة )، وعرب الروم ( الغساسنة )، وعرب الحبشة ( اليمن ) . وفي العصر الحديث انقسم العرب إلى عربين : عرب الشرق وعرب الغرب ( عرب الروس وعرب أمريكا ) . وبعد غزو العراق انقسم العرب إعلاميا إلى عربين : عرب الجزيرة وعرب العربيّة . وفي العرف الأمريكي ينقسم العرب إلى قسمين : عرب الاعتدال وعرب الممانعة . لكن أحد الساخرين من الوضع العربي لم تعجبه تلك التقسيمات، فقسّم العرب إلى ثلاثة أقسام : عرب العزّ .. عرب الرّز .. عرب طز !
والحقيقة أن العرب يقبلون القسمة على أي شيء بدون باقي ولو على خراب بيوتهم، فهم يعشقون القسمة، ويحترمون المقسّم منذ " سايكس بيكو "، لأن كل شيء في نظرهم قسمة ونصيب . والقسمة أهون على قلوبهم من عمليات الجمع والطرح والضرب.

لكن ومع قيام ثورات ما يسمى " الربيع العربي " أصبح العرب بارعين في عمليات الجمع والضرب والطرح بعد أن انقسم كل شعب إلى شعبين : شعب الشبيحة والبلطجية ( المواطنون الشرفاء )، وشعب الثورة ( الارهابيون ) ، لذلك تم جمع الأحلاف وضرب الشعب بالشعب وطرح غير المرغوب فيه من الشعب . ونتيجة لذلك أصبح هناك قسمان يضافان إلى تقسيمات العرب القابلة للتقسيم، وهما : العرب الهاربة والعرب المهرّبة.

والعرب الهاربة هم ضعفاء الشعب الذين لا حول لهم ولا طول، هربوا من ويلات الظلم والطغيان، فلاحقهم القتل والغرق والموت جوعا، ومن نجا منهم أخذ يتسوّل ملجأ ولقمة على مائدة لئام العالم.

وأما العرب المهرّبة فهي تلك الأدمغة والعقول من أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات التي تم تفريغها من الوطن العربي، وخصوصا من البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، فكانوا غنيمة لكثير من دول أوروبا وأمريكا.

والحقيقة أن الخطر الأكبر يتمثل في أولئك الأطفال الذين تفتح لهم بعض الدول الأجنبية أبوابها تحت غطاء الإنسانية، فلا يعرف بعد ذلك مصيرهم.

من يدري فقد يأتي يوم لا يبقى في الوطن العربي غير الأنظمة والبلطجّية.
بواسطة : شتيوي العطوي
 2  0