" كن داعيا " فليست مهمة الدعوة معنية بخطيب على منبره أوإمام في محرابه أو شيخ في محاضرته أو مفكر في برنامجه بل تلك الوظيفة السامية هي مطلب صغار القوم قبل كبارهم ، وهي أمنية عامتهم قبل علمائهم ، وهي كذلك مقصود نسائهم قبل رجالهم فلم تشرف هذه الأمة دون غيرها من الأمم بعبادة أو طاعة كما شرفها الله وفضلها وميزها بالدعوة إلى الله
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون يالله ...) هذه المهمة التي أطلقها ربعي بن عامر رضي الله عنه حين قال لرستم مقولته المشهورة : " إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام "
إنها في الحقيقة مهمة الأمة جمعاء لايستغني عنها أب في بيته أو معلم في مدرسته أو موظف في عمله أو طبيب في عيادته أو مهندس في مشروعه أو عامل في مصنعه .
" كن داعيا " فكم حصل الداعية من الأجور العظيمة والمناقب الجمة أضعاف أضعاف ما عمله من أعمال صالحه فتوالت الحسنات عليه من كل حدب ، وتقاطرت عليه الأجور من كل صوب برسالة نصية دل فيها على خير ، أو مكالمة هاتفية حذر فيها من شر أو بتغريدة تويترية ضمنهاتجربة دعويةأومقطعايوتيوبيارفعه فهدى الله به الضلالة، ألم يقل عليه الصلاة والسلام ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رواه مسلم
" كن داعيا " بخلق عالي ، وتعامل راقي ، فالداعية مشفق قبل أمره ، محب قبل نهيه ، أبعد مايكون من الفضاضة والغلظة ، والجفاء والشدة ، وأقرب مايكون للرفق واللين واليسر والشفقة لإنه يعلم يقينا أن الرفق ماكان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه وهو يعلم أيضا أن تلك الدعوة لن تؤتي أكلها ولن تقطف ثمارها إلا أن يسقيها بحب وصفاء وصدق وعطاء ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...) وقد أحسن من قال :
لو سار ألف مدجج في حاجة لم يقضها إلا اللذي يترفق .
" كن داعيا " ذا علم وبصيرة ووعي وفهم لما تدعوا إليه فتجد الداعية ذا العلم الشرعي والتأصيل العلمي يضفي على دعوته نورا وعبقا ، وإشراقا وضياء في وسطية منهجه ، وقوة حجته ، وإبطاله لكل شبهه ، ورده لكل فرية .
فتجده لا يدعوا للمهم ويترك الأهم ، أو يراعي مفسدة دون أشدها وأعظمها بل يزن الأمور بميزانها ويعطي الأشياء قدرها فهذا نبيكم عليه الصلاة والسلام قدوة الدعاة لمابعث معاذا إلى اليمن أوصاه بقوله : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ماتدعوهم إلى أن يوحدوا الله فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ) رواه البخاري
" كن داعيا " بوسائل دعوية فاعلة ، وطرق ناجعة مثمرة ، فالداعية اليوم لم يعد هو داعية الأمس فذلك اللذي كان بالأمس يتابعه من حوله فقط أصبح اليوم في الإعلام الجديد يتابعه العالم كله ، يستمع لدروسه ، ويقرأ كتبه وينهل من علمه بل ويتابع تغريداته وأخباره حتى إن المريسي وهو أحد النشطاء في الإعلام الجديد ذكر في إحدى حلقات ساعة حوار اللذي تقدمه قناة المجد : أن الإحصائيات تؤكد أن مرتادي " تويتر " يوميا مليار شخص يقومون بستمائة مليون تغريدة بحث فيه يوميا ، وأن " تويتر سجل في عام 2011 مليار تغريدة أسبوعيا ، أما "اليوتيوب" فيقول المريسي :إن الشخص الواحد يحتاج إلى ألف سنة متابعة لجميع مقاطع "اليوتيوب"،
ولذا أصبح العبء جسيما على الدعاة لا أقول العلماء فحسب بل الدعاة جميعا بالإستفادة العظمى من الإعلام الجديد لتسخيره في الدعوة إلى الله وحث الناس للخير بكل مأوتوا من قوة .
" كن داعيا " فالداعية لا يعبأ بمن خذله حينا ، أو استهزا به حينا ءاخر ، أو لمزه وغمزه أحيانا أخر ، فلا يزيده ذلك الإحراق إلا طيبا ، ولا يضفي عليه اللمز والغمز إلا ثباتا وإصرارا فقدوته وأسوته في ذلك محمد عليه الصلاة والسلام فقد شتم وأوذي فلم يسمع لذلك الشم أذنا ، ولم يراعي لما قيل بالا
ياناطح الجبل العالي ليلثمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
فثبت بأبي هو وأمي ثبات الجبال الرواسي وأعلن للبشرية جمعاء رفقه ولينه ورحمته وحلمه حين جاءه ملك الجبال وقال : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال عليه الصلاة والسلام ( بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ) رواه مسلم
ختاما .. فالمسلم مهما قصر وأساء وأذنب في حق ربه فلا يعفيه ذلك أبدا عن واجب الدعوة إلى الله بعلم وبصيرة فقد قيل :
إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
وهذا الحسن قال لمطرف بن عبدالله رحمهما الله : " عظ أصحابك فقال مطرف : إني أخاف أن أقول مالا أفعل قال الحسن : يرحمك الله وأينا يفعل مايقول ؟ يود الشيطان لو ظفر منا بهذا ، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينهى أحد عن منكر ؟؟"
فلو كانت الدعوة وقفا على العلماء فحسب فمن لذلك الشاب اللذي ترك الصلاة ولم يجد له موجها أو مرشدا ؟؟ولو كانت الدعوة وقفا على خطباء المنابر فمن يدعوا تلك الخادمة التي لم تسمع عن الإسلام شيئا ؟؟ ولو كانت الدعوة حكرا على أئمة المساجد فمن يدعوا عامل المحطة اللذي لم يهده أحدا كتابا أو شريطا ؟؟
هموم وامال دعوية سطرتها لي ولكم رجاء أن نلحق بركب الداعين ، وبقافلة سيد المرسلين اللذي بعثه الله رحمة للعالمين ، وهداية للناس أجمعين .
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون يالله ...) هذه المهمة التي أطلقها ربعي بن عامر رضي الله عنه حين قال لرستم مقولته المشهورة : " إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام "
إنها في الحقيقة مهمة الأمة جمعاء لايستغني عنها أب في بيته أو معلم في مدرسته أو موظف في عمله أو طبيب في عيادته أو مهندس في مشروعه أو عامل في مصنعه .
" كن داعيا " فكم حصل الداعية من الأجور العظيمة والمناقب الجمة أضعاف أضعاف ما عمله من أعمال صالحه فتوالت الحسنات عليه من كل حدب ، وتقاطرت عليه الأجور من كل صوب برسالة نصية دل فيها على خير ، أو مكالمة هاتفية حذر فيها من شر أو بتغريدة تويترية ضمنهاتجربة دعويةأومقطعايوتيوبيارفعه فهدى الله به الضلالة، ألم يقل عليه الصلاة والسلام ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رواه مسلم
" كن داعيا " بخلق عالي ، وتعامل راقي ، فالداعية مشفق قبل أمره ، محب قبل نهيه ، أبعد مايكون من الفضاضة والغلظة ، والجفاء والشدة ، وأقرب مايكون للرفق واللين واليسر والشفقة لإنه يعلم يقينا أن الرفق ماكان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه وهو يعلم أيضا أن تلك الدعوة لن تؤتي أكلها ولن تقطف ثمارها إلا أن يسقيها بحب وصفاء وصدق وعطاء ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...) وقد أحسن من قال :
لو سار ألف مدجج في حاجة لم يقضها إلا اللذي يترفق .
" كن داعيا " ذا علم وبصيرة ووعي وفهم لما تدعوا إليه فتجد الداعية ذا العلم الشرعي والتأصيل العلمي يضفي على دعوته نورا وعبقا ، وإشراقا وضياء في وسطية منهجه ، وقوة حجته ، وإبطاله لكل شبهه ، ورده لكل فرية .
فتجده لا يدعوا للمهم ويترك الأهم ، أو يراعي مفسدة دون أشدها وأعظمها بل يزن الأمور بميزانها ويعطي الأشياء قدرها فهذا نبيكم عليه الصلاة والسلام قدوة الدعاة لمابعث معاذا إلى اليمن أوصاه بقوله : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ماتدعوهم إلى أن يوحدوا الله فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ) رواه البخاري
" كن داعيا " بوسائل دعوية فاعلة ، وطرق ناجعة مثمرة ، فالداعية اليوم لم يعد هو داعية الأمس فذلك اللذي كان بالأمس يتابعه من حوله فقط أصبح اليوم في الإعلام الجديد يتابعه العالم كله ، يستمع لدروسه ، ويقرأ كتبه وينهل من علمه بل ويتابع تغريداته وأخباره حتى إن المريسي وهو أحد النشطاء في الإعلام الجديد ذكر في إحدى حلقات ساعة حوار اللذي تقدمه قناة المجد : أن الإحصائيات تؤكد أن مرتادي " تويتر " يوميا مليار شخص يقومون بستمائة مليون تغريدة بحث فيه يوميا ، وأن " تويتر سجل في عام 2011 مليار تغريدة أسبوعيا ، أما "اليوتيوب" فيقول المريسي :إن الشخص الواحد يحتاج إلى ألف سنة متابعة لجميع مقاطع "اليوتيوب"،
ولذا أصبح العبء جسيما على الدعاة لا أقول العلماء فحسب بل الدعاة جميعا بالإستفادة العظمى من الإعلام الجديد لتسخيره في الدعوة إلى الله وحث الناس للخير بكل مأوتوا من قوة .
" كن داعيا " فالداعية لا يعبأ بمن خذله حينا ، أو استهزا به حينا ءاخر ، أو لمزه وغمزه أحيانا أخر ، فلا يزيده ذلك الإحراق إلا طيبا ، ولا يضفي عليه اللمز والغمز إلا ثباتا وإصرارا فقدوته وأسوته في ذلك محمد عليه الصلاة والسلام فقد شتم وأوذي فلم يسمع لذلك الشم أذنا ، ولم يراعي لما قيل بالا
ياناطح الجبل العالي ليلثمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
فثبت بأبي هو وأمي ثبات الجبال الرواسي وأعلن للبشرية جمعاء رفقه ولينه ورحمته وحلمه حين جاءه ملك الجبال وقال : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال عليه الصلاة والسلام ( بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ) رواه مسلم
ختاما .. فالمسلم مهما قصر وأساء وأذنب في حق ربه فلا يعفيه ذلك أبدا عن واجب الدعوة إلى الله بعلم وبصيرة فقد قيل :
إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
وهذا الحسن قال لمطرف بن عبدالله رحمهما الله : " عظ أصحابك فقال مطرف : إني أخاف أن أقول مالا أفعل قال الحسن : يرحمك الله وأينا يفعل مايقول ؟ يود الشيطان لو ظفر منا بهذا ، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينهى أحد عن منكر ؟؟"
فلو كانت الدعوة وقفا على العلماء فحسب فمن لذلك الشاب اللذي ترك الصلاة ولم يجد له موجها أو مرشدا ؟؟ولو كانت الدعوة وقفا على خطباء المنابر فمن يدعوا تلك الخادمة التي لم تسمع عن الإسلام شيئا ؟؟ ولو كانت الدعوة حكرا على أئمة المساجد فمن يدعوا عامل المحطة اللذي لم يهده أحدا كتابا أو شريطا ؟؟
هموم وامال دعوية سطرتها لي ولكم رجاء أن نلحق بركب الداعين ، وبقافلة سيد المرسلين اللذي بعثه الله رحمة للعالمين ، وهداية للناس أجمعين .