الرياض واحدة من عواصم العالم التي تهتم بالأحداث العالمية وتسعى إلى تغيير المعادلات في المنطقة وقد شغلت العالم وأثارت أهتمامه وهي تستضيف العديد من من القمم ، وأخذ الإعلام الدولي يتابع ويكتب هذه المرة برؤية فيها كثيرا من الإحترام بالجهود الجبارة للدولة السعودية التي بذلتها في تحقيق جمع المقاومة السورية لتوحيد صفوفها قبل المؤتمر الدولي الخاص بذلك ، ثم تلا ذلك قمة مجلس التعاون الخليجي التي كان هاجسها الأبرز بإمتياز هو قضية البحث عن مشروع خليجي يكون بديلا عن المشاريع الإقليمية والعولمية التي هبت على بلاد العرب منذ عقد من الزمان .
إن دول الخليج في أمس الحاجة إلى مشروع حضاري عتيد طموح وهاهي الفرصة التاريخية ماثلة أمامهم ، هي فرصة ( الإتحاد) لأن التغيير الذي يمكن أن ينجزوه سيكون استجابة طبيعية لإملاءات الظروف الراهنة ، ويمكن أن يسوغوه لدى كل الأطراف الفاعلة التي ربما كانت تحول دون تحقيقه ، إنها الفرصة التي سيخرج بها مفهوم الحكم الرشيد الذي هو ترجمان عن مفهوم الحوكمة في قاموس السياسة الإنساني العام، من حيز الأمل إلى حيز الفعل ، ومن مفردات الخطاب إلى اشراط السلوك .
ومن المؤكد أن الحاجة إلى (إتحاد) خليجي مسألة في غاية الأهمية بعد بروز مخاوف أساسية تسللت إلى الواجهة السياسية أو وجدت طريقها إليها ترافقا مع الأحداث التي حلت بالعالم العربي .
إن مشروع الإتحاد الخليجي الجامح والمستقل هو اليوم مطلب بقاء أو فناء في الظروف الدولية والإقليمية الراهنة ، وما في ركابها من تحديات مصيرية ، لم نعد أمام ترف الإختيار في هذا الشأن ، لأن مصير دولة سيتقرر مستقبلا في القريب العاجل تبعا للإقدام على هذا المشروع أو الإجحام عنه تحت وطأة النزعة الإنطوائية وما يسعرها في نفوس بعض القيادات من مخاوف ، إن الوحدة الخليجية حيوية للبقاء لأن مصلحتنا اليوم تقتضيها ، وهكذا فالمسألة ليست أيدولوجية كما يظن ، وإنما واقعية وموضوعية .
العرب اليوم ممزقون ولاروابط حقيقية تجمعهم ، وجامعتهم ترهلت وأنعدم دورها ، ولا أحد يريد أن تكون أكبر حجما من لباسها ، والخليج في المقابل أمام أربع مشاريع دولية وأقليمية لاتقترح عليهم سوى الذوبان والفناء خارج رابطتهم ، الشرق الأوسط الكبير ، والشرق الأوسط الجديد ، والدور الإقليمي التركي ،والدور الإقليمي الإيراني ، هذه المشاريع الأربعة في صراع على المنطقة العربية ومصيرها ، والدول العربية تعاني من الإضطرابات وممالات هذا ، ومشايعة ذاك والإنطواء تحت خياراته الإستراتيجية المبرمجة ، وهي مع ذلك تكيد لبعضها من دون إلمام بالمغبة الناجمة عن ذلك ، ولا إلى الفرص التي تضييع ،هكذا يبيع العرب الممكن ويشترون المستحيل .
إن إتحاد الخليج تحت مظلة الرياض على مثال النموذج الآوروبي هو الحل الوحيد لإنقاذ مستقبله من أخطاء الحاضر العربي ، إن هذا الإتحاد يوفر لدول الخليج ونخبة الحاكمة اطمئنانا على استقلال دولهم وسيادتها ويوفر لها مجتمعة وحدة اقتصادية تزيد من قدرتها وقوتها التنافسية في عصر العولمة ، كما يوفر لها تنسيق سياسي موحد يتم التحدث من خلاله بصوت واحد للدفاع عن مصالحها ، ويمكن أن يعتمد مدخل الوحدة على أساليب تعدديه ومتنوعة ، بحيث تكون الوحدة مطلب المجتمعات الخليجية كلها وليس حكرا على طبقات معينة وهذا يصب في مباديء العدالة الإجتماعية باعتباره أحد أركان مشروع الإتحاد الخليجي الجديد والإعتماد على القوى الذاتية للمجتمع في المقام الأول ، كالقدرات البشرية، والمدخرات الطبيعية ، وتحرير القرار التنموي من السيطرة الأجنبية ، واعتماد مفهوم واسع لرفاه المواطنين يتجاوز المكونات المادية إلى المكونات المعنوية والإعتماد على المعرفة وإنشاء نسق مؤسسي للتكامل الخليجي، والإنفتاح الإيجابي على العالم المعاصر ، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والقضاء على استغلال الإنسان للآخر وخلق قطاع عام قوي قادر على قيادة عملية الإتحاد .
إن الإتحاد الخليجي المرتقب يجب أن يستوعب مدارات ثلاث مدارا سياسيا فسيحا به تنجوا دول الخليج من التشتت والضياع وقد طالت بهم رحلة مجلس التعاون ، ومدارا معرفي بحيث يعطي الخليجيون الأولوية القصوى في إندماج مجالات التربية والتعليم وينتهجون منحى البحث العلمي كي تنتقل مجتمعاتهم إلى المعرفة ومدارا لغوي، لأن الحقيقة على عكس ماقد يوهم به الظاهر ، حيث أنهم منذ ردح من الزمن يزهدون بلغتهم الفصحى إذا بمجالاتها تنحسر وإذا بالفضاءالذي تتركه يتحول إلى غنيمة تتقاسمها اللغات الأجنبية واللهجات العامية .
ياحكام الخليج ، التاريخ لايولد سهلا منظما له كل هذا الأفق وهذه الرحابة ، التاريخ كان هناك عام (1982) عندما بزغ مجلس التعاون الخليجي وجاءت الأيام تتبعة تسجل تفاصيله وترسخ قيمته وتشهد له ، لقد ولدت تجارب تسبقه وتشبهه أكثر حماسا وأكبر مكانة لكنها سقطت وانتهت في ساعة ميلادها أو بعد مرحلة، أعيدوا الذاكرة قلبوها تذكروا تلك الشعارات والإتحادات في غرب الوطن العربي وفي أركانه ، كانت شعارات ، وكانت مهرجانات إعلامية خطابية كلها تسربت، وغابت ، وغدت صرح أوهام ، انتهت لأنها أفتقدت الإخلاص وصدق الرجال ، ويبقى مجلس التعاون وحدها تجربة خليجنا أستقرت وتثبتت وكبرت وتحولت إلى مثل.
فهل من إرادة وشجاعة لتحقيق الإتحاد الخليجي ، هذا الخيار التاريخي .
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية
إن دول الخليج في أمس الحاجة إلى مشروع حضاري عتيد طموح وهاهي الفرصة التاريخية ماثلة أمامهم ، هي فرصة ( الإتحاد) لأن التغيير الذي يمكن أن ينجزوه سيكون استجابة طبيعية لإملاءات الظروف الراهنة ، ويمكن أن يسوغوه لدى كل الأطراف الفاعلة التي ربما كانت تحول دون تحقيقه ، إنها الفرصة التي سيخرج بها مفهوم الحكم الرشيد الذي هو ترجمان عن مفهوم الحوكمة في قاموس السياسة الإنساني العام، من حيز الأمل إلى حيز الفعل ، ومن مفردات الخطاب إلى اشراط السلوك .
ومن المؤكد أن الحاجة إلى (إتحاد) خليجي مسألة في غاية الأهمية بعد بروز مخاوف أساسية تسللت إلى الواجهة السياسية أو وجدت طريقها إليها ترافقا مع الأحداث التي حلت بالعالم العربي .
إن مشروع الإتحاد الخليجي الجامح والمستقل هو اليوم مطلب بقاء أو فناء في الظروف الدولية والإقليمية الراهنة ، وما في ركابها من تحديات مصيرية ، لم نعد أمام ترف الإختيار في هذا الشأن ، لأن مصير دولة سيتقرر مستقبلا في القريب العاجل تبعا للإقدام على هذا المشروع أو الإجحام عنه تحت وطأة النزعة الإنطوائية وما يسعرها في نفوس بعض القيادات من مخاوف ، إن الوحدة الخليجية حيوية للبقاء لأن مصلحتنا اليوم تقتضيها ، وهكذا فالمسألة ليست أيدولوجية كما يظن ، وإنما واقعية وموضوعية .
العرب اليوم ممزقون ولاروابط حقيقية تجمعهم ، وجامعتهم ترهلت وأنعدم دورها ، ولا أحد يريد أن تكون أكبر حجما من لباسها ، والخليج في المقابل أمام أربع مشاريع دولية وأقليمية لاتقترح عليهم سوى الذوبان والفناء خارج رابطتهم ، الشرق الأوسط الكبير ، والشرق الأوسط الجديد ، والدور الإقليمي التركي ،والدور الإقليمي الإيراني ، هذه المشاريع الأربعة في صراع على المنطقة العربية ومصيرها ، والدول العربية تعاني من الإضطرابات وممالات هذا ، ومشايعة ذاك والإنطواء تحت خياراته الإستراتيجية المبرمجة ، وهي مع ذلك تكيد لبعضها من دون إلمام بالمغبة الناجمة عن ذلك ، ولا إلى الفرص التي تضييع ،هكذا يبيع العرب الممكن ويشترون المستحيل .
إن إتحاد الخليج تحت مظلة الرياض على مثال النموذج الآوروبي هو الحل الوحيد لإنقاذ مستقبله من أخطاء الحاضر العربي ، إن هذا الإتحاد يوفر لدول الخليج ونخبة الحاكمة اطمئنانا على استقلال دولهم وسيادتها ويوفر لها مجتمعة وحدة اقتصادية تزيد من قدرتها وقوتها التنافسية في عصر العولمة ، كما يوفر لها تنسيق سياسي موحد يتم التحدث من خلاله بصوت واحد للدفاع عن مصالحها ، ويمكن أن يعتمد مدخل الوحدة على أساليب تعدديه ومتنوعة ، بحيث تكون الوحدة مطلب المجتمعات الخليجية كلها وليس حكرا على طبقات معينة وهذا يصب في مباديء العدالة الإجتماعية باعتباره أحد أركان مشروع الإتحاد الخليجي الجديد والإعتماد على القوى الذاتية للمجتمع في المقام الأول ، كالقدرات البشرية، والمدخرات الطبيعية ، وتحرير القرار التنموي من السيطرة الأجنبية ، واعتماد مفهوم واسع لرفاه المواطنين يتجاوز المكونات المادية إلى المكونات المعنوية والإعتماد على المعرفة وإنشاء نسق مؤسسي للتكامل الخليجي، والإنفتاح الإيجابي على العالم المعاصر ، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والقضاء على استغلال الإنسان للآخر وخلق قطاع عام قوي قادر على قيادة عملية الإتحاد .
إن الإتحاد الخليجي المرتقب يجب أن يستوعب مدارات ثلاث مدارا سياسيا فسيحا به تنجوا دول الخليج من التشتت والضياع وقد طالت بهم رحلة مجلس التعاون ، ومدارا معرفي بحيث يعطي الخليجيون الأولوية القصوى في إندماج مجالات التربية والتعليم وينتهجون منحى البحث العلمي كي تنتقل مجتمعاتهم إلى المعرفة ومدارا لغوي، لأن الحقيقة على عكس ماقد يوهم به الظاهر ، حيث أنهم منذ ردح من الزمن يزهدون بلغتهم الفصحى إذا بمجالاتها تنحسر وإذا بالفضاءالذي تتركه يتحول إلى غنيمة تتقاسمها اللغات الأجنبية واللهجات العامية .
ياحكام الخليج ، التاريخ لايولد سهلا منظما له كل هذا الأفق وهذه الرحابة ، التاريخ كان هناك عام (1982) عندما بزغ مجلس التعاون الخليجي وجاءت الأيام تتبعة تسجل تفاصيله وترسخ قيمته وتشهد له ، لقد ولدت تجارب تسبقه وتشبهه أكثر حماسا وأكبر مكانة لكنها سقطت وانتهت في ساعة ميلادها أو بعد مرحلة، أعيدوا الذاكرة قلبوها تذكروا تلك الشعارات والإتحادات في غرب الوطن العربي وفي أركانه ، كانت شعارات ، وكانت مهرجانات إعلامية خطابية كلها تسربت، وغابت ، وغدت صرح أوهام ، انتهت لأنها أفتقدت الإخلاص وصدق الرجال ، ويبقى مجلس التعاون وحدها تجربة خليجنا أستقرت وتثبتت وكبرت وتحولت إلى مثل.
فهل من إرادة وشجاعة لتحقيق الإتحاد الخليجي ، هذا الخيار التاريخي .
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية