إن التجزئة السياسية للنظام العالمي التي تجري الآن إنما تهدف إلى الموازنة بين مصالح الدول الكبرى وإضافة معادلاتها الإقليمية وفق معطيات سياسية محددة تمليها الأوضاع الاستراتيجية لتلك الدول ، هذا مانراه في الشرق الأوسط حيث تأخذ اللعبة الدبلوماسية مداها الحيوي ، لعبة نفوذ هي أقرب ماتكون إلى سياسة تحقيق المكاسب التي نهجتها الدول العظمى في القرن العشرين حيث تتفق تلك الدول على إنه لاتوجد منطقة في العالم تهدد السلام العالمي مثل منطقة الشرق الآوسط فالتوتر في هذه المنطقة يزداد بسبب التنافس الروسي الأمريكي .
حيث يعتبر الطرفين الشرق الاوسط مصدر القلاقل لا سيما بعد إيجاد دولة اسرائيل في المنطقة وهذا ليس بالأمر الجديد على هذه المنطقة فمنذ بدء الخليقة ومنذ كتب التاريخ كان الوضع يغلي في هذه المنطقة حروب تضطرم ، وشعوب تتمرد ، وصروح وحضارات تشيد ، متوهجة عبر العصور ،فهذة المنطقة هي المؤدي إلى قارة آسيا ، وأوروبا ، وأفريقيا ، ثم هناك منابع النفط وكل حدث في العالم يجد صداه في هذه المنطقة وفي كل ماتخطط له الدول الكبرى يدخل الشرق الأوسط في الحسبان دائما .
هنا اشتبكت جيوش الآشوريين والبابليين ، وجيوش الفرس والآغريق ، وهنا وضع الآسكندر المقدوني أسس دولته الجبارة ، وفي التاريخ المعاصر كان الشرق الآوسط أكثر مناطق العالم توتر حيث أجتاحت المنطقة أزمات متتالية فمن الحروب العربية الآسرائيلية إلى الثورة الإيرانية ، ثم النزاع الإيراني العراقي مرورا باحتلال العراق للكويت ، ثم الغزو الأمريكي للعراق ، وتفكيك بني دولته ومانتج عنه من فوضى جعلت دول المنطقة في حالة توجس على أمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها رغم أبجديات المصالح المشتركة مع الغرب التي ظلت سائدة حتى مطلع القرن الواحد والعشرون ، حيث بدأ التعاون بين الغرب والدول العربية يتصدع ويصطدم بتباين وجهات النظر ففي حين لازالت دول الخليج في منىء من الإضطرابات التي اجتاحت دول عربية ( العراق ـ سوريا ـ ليبيا ـ اليمن ـ مصر ) فإن الأمر يحتم على الدول العربية قاطبة الأخذ بعين الاعتبار وضع المنطقة في ظل التوجهات الأمريكية الغربية والتي غالبا ماتخلط بين مجموعة متغايرة من المعطيات والأزمات أسبابها ، كما أن الاضطرابات الدائرة في المنطقة العربية أثرت مباشرة أو مداورة على موازيين الأمن في مناطق آخرى من العالم وعلى توازن القوى واختلالها بين الدول العظمى دون النظر إلى واقع المنطقة العربية .
فالثورة في سوريا أثارت سلسلة من الصدمات التي غيرت في الوضع الاستراتيجي فأظهرت إلى العلن المواجهة الروسية الأمريكية مجددا .
فهل يجب والحالة هذه المزج بين الأسباب والمسببات ، واستخلاص النتائج كالقول مثلا أن هناك أتفاق روسي أمريكي على إعادة تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ جديدة ، إن الوضع ينبهنا إلى مدى الخطر المحدق بنا جميعا ويدعونا إلى الحذر من أن تسحق بقية البلدان العربية في زحمة الصراع بين روسيا والغرب .
إن مانراه في سوريا من قتل وتشريد ، وتدمير ،وخلط للأدوار والمصالح يحتم علينا التفكير جليا على من سيقع عليه الدور من البلدان العربية مستقبلا ، من سيقتل أطفاله ويشردون .
إن الأمة العربية تدفع الضريبة الآن، أمة ترى اللامعقول مفروض عليها عنوة وقسرا، أمة تكابد الأنفاس وتخنق الآهات وتقبض يدها على كسر بقايا عروبتها لاعنتا زمنا عربيا يتوارى خجلا دون إنقاذها وفك ايديها المكبلة بأغلال القهر.
إنها محنة العصر التي دفعت عقل الأمة كي يتدثر ضاربا عرض الحائط بكل قوانين السماء والأرض تحكمها بذلك مصالح أنانية ضعيفة أو رؤية قاصرةآثرة خلط الأوراق ، وبما أن الأزمة أصبحت كحد السيف فقد بات الهروب منها مستحيلا هكذا أوجد البعض أنفسهم في مأزق لايحسدون عليه .
ورغم المرارة والآسى الذي نزل القلوب على ما آل إليه حالنا فإن إرادة القادة الأوفياء لهذه الأمة لن تلين أبدا والعرب وحدهم من بقية الشعوب الذين يستطيعون أن يصنعوا النجاح والشهرة بسرعة وهم وحدهم أيضا الذين يتقنون مهمة إنهاء الإسطورة الغربية . لقد حانت لحظة القرار المصيري فإما أن يأخذ القادة العرب بأسبابها وإما فقد ضاع الآمر وساد القحط على الأبواب ، وعشش الخراب في المدائن والقفار.
إن آسمى الآمال أن يتحد رأي القادة وقوتهم ويحملوا لواء الدعوة للبقاء العربي ، هناك (300) مليون عربي يناشدون قادة الأمة بإنقاذهم من التشرد والفناء ومنع التهجير من الأوطان لأن العالم مكتظ بالسكان بشكل يستحيل معه وجود وطن بديل يأوي المهاجرين ويمنحهم التجوال في شوارعه ويصدر لهم بطاقات هوية مدون في خانة الجنسية بها ( لاجئ عربي يبحث عن وطن ).
وهل ينطلي على عاقل أن تتحول أمريكا وروسيا بين يوم وليلة إلى مدافعين عن الشرعية وهما اللتانتوشكان على فتح معاهد متخصصة في تدمير العنصر العربي إيمانا منهم بأن ذلك عمل بطولي ومجدا وطنيا وإن القتل والتدمير عناوين للأقسام الدراسية داخل المعاهد ، ولتكريس الخبرة لدى سياسيهم وعساكرهم ستقوم هاتيين الدولتيين بتجربة أقتحام دول عربية جديدة وبعده يمنح كل سياسي وقائد شهادة خبرة إبادة .
إنه وقت تفضل فيه أسباب الدمار وتستبعد فيه صناعة السلام ، ياقادة الأمة السكوت عن الحق وتجاهله ونسيانه سيجلب غضب الله وسيكون بأسه عليكم شديد .
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية
حيث يعتبر الطرفين الشرق الاوسط مصدر القلاقل لا سيما بعد إيجاد دولة اسرائيل في المنطقة وهذا ليس بالأمر الجديد على هذه المنطقة فمنذ بدء الخليقة ومنذ كتب التاريخ كان الوضع يغلي في هذه المنطقة حروب تضطرم ، وشعوب تتمرد ، وصروح وحضارات تشيد ، متوهجة عبر العصور ،فهذة المنطقة هي المؤدي إلى قارة آسيا ، وأوروبا ، وأفريقيا ، ثم هناك منابع النفط وكل حدث في العالم يجد صداه في هذه المنطقة وفي كل ماتخطط له الدول الكبرى يدخل الشرق الأوسط في الحسبان دائما .
هنا اشتبكت جيوش الآشوريين والبابليين ، وجيوش الفرس والآغريق ، وهنا وضع الآسكندر المقدوني أسس دولته الجبارة ، وفي التاريخ المعاصر كان الشرق الآوسط أكثر مناطق العالم توتر حيث أجتاحت المنطقة أزمات متتالية فمن الحروب العربية الآسرائيلية إلى الثورة الإيرانية ، ثم النزاع الإيراني العراقي مرورا باحتلال العراق للكويت ، ثم الغزو الأمريكي للعراق ، وتفكيك بني دولته ومانتج عنه من فوضى جعلت دول المنطقة في حالة توجس على أمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها رغم أبجديات المصالح المشتركة مع الغرب التي ظلت سائدة حتى مطلع القرن الواحد والعشرون ، حيث بدأ التعاون بين الغرب والدول العربية يتصدع ويصطدم بتباين وجهات النظر ففي حين لازالت دول الخليج في منىء من الإضطرابات التي اجتاحت دول عربية ( العراق ـ سوريا ـ ليبيا ـ اليمن ـ مصر ) فإن الأمر يحتم على الدول العربية قاطبة الأخذ بعين الاعتبار وضع المنطقة في ظل التوجهات الأمريكية الغربية والتي غالبا ماتخلط بين مجموعة متغايرة من المعطيات والأزمات أسبابها ، كما أن الاضطرابات الدائرة في المنطقة العربية أثرت مباشرة أو مداورة على موازيين الأمن في مناطق آخرى من العالم وعلى توازن القوى واختلالها بين الدول العظمى دون النظر إلى واقع المنطقة العربية .
فالثورة في سوريا أثارت سلسلة من الصدمات التي غيرت في الوضع الاستراتيجي فأظهرت إلى العلن المواجهة الروسية الأمريكية مجددا .
فهل يجب والحالة هذه المزج بين الأسباب والمسببات ، واستخلاص النتائج كالقول مثلا أن هناك أتفاق روسي أمريكي على إعادة تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ جديدة ، إن الوضع ينبهنا إلى مدى الخطر المحدق بنا جميعا ويدعونا إلى الحذر من أن تسحق بقية البلدان العربية في زحمة الصراع بين روسيا والغرب .
إن مانراه في سوريا من قتل وتشريد ، وتدمير ،وخلط للأدوار والمصالح يحتم علينا التفكير جليا على من سيقع عليه الدور من البلدان العربية مستقبلا ، من سيقتل أطفاله ويشردون .
إن الأمة العربية تدفع الضريبة الآن، أمة ترى اللامعقول مفروض عليها عنوة وقسرا، أمة تكابد الأنفاس وتخنق الآهات وتقبض يدها على كسر بقايا عروبتها لاعنتا زمنا عربيا يتوارى خجلا دون إنقاذها وفك ايديها المكبلة بأغلال القهر.
إنها محنة العصر التي دفعت عقل الأمة كي يتدثر ضاربا عرض الحائط بكل قوانين السماء والأرض تحكمها بذلك مصالح أنانية ضعيفة أو رؤية قاصرةآثرة خلط الأوراق ، وبما أن الأزمة أصبحت كحد السيف فقد بات الهروب منها مستحيلا هكذا أوجد البعض أنفسهم في مأزق لايحسدون عليه .
ورغم المرارة والآسى الذي نزل القلوب على ما آل إليه حالنا فإن إرادة القادة الأوفياء لهذه الأمة لن تلين أبدا والعرب وحدهم من بقية الشعوب الذين يستطيعون أن يصنعوا النجاح والشهرة بسرعة وهم وحدهم أيضا الذين يتقنون مهمة إنهاء الإسطورة الغربية . لقد حانت لحظة القرار المصيري فإما أن يأخذ القادة العرب بأسبابها وإما فقد ضاع الآمر وساد القحط على الأبواب ، وعشش الخراب في المدائن والقفار.
إن آسمى الآمال أن يتحد رأي القادة وقوتهم ويحملوا لواء الدعوة للبقاء العربي ، هناك (300) مليون عربي يناشدون قادة الأمة بإنقاذهم من التشرد والفناء ومنع التهجير من الأوطان لأن العالم مكتظ بالسكان بشكل يستحيل معه وجود وطن بديل يأوي المهاجرين ويمنحهم التجوال في شوارعه ويصدر لهم بطاقات هوية مدون في خانة الجنسية بها ( لاجئ عربي يبحث عن وطن ).
وهل ينطلي على عاقل أن تتحول أمريكا وروسيا بين يوم وليلة إلى مدافعين عن الشرعية وهما اللتانتوشكان على فتح معاهد متخصصة في تدمير العنصر العربي إيمانا منهم بأن ذلك عمل بطولي ومجدا وطنيا وإن القتل والتدمير عناوين للأقسام الدراسية داخل المعاهد ، ولتكريس الخبرة لدى سياسيهم وعساكرهم ستقوم هاتيين الدولتيين بتجربة أقتحام دول عربية جديدة وبعده يمنح كل سياسي وقائد شهادة خبرة إبادة .
إنه وقت تفضل فيه أسباب الدمار وتستبعد فيه صناعة السلام ، ياقادة الأمة السكوت عن الحق وتجاهله ونسيانه سيجلب غضب الله وسيكون بأسه عليكم شديد .
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية