كتبت عدة مقالات عن نقد الأحداث من حولنا حتى كلّ قلمي ،وسيشهد كاستراحة محارب أن يكتب عن مقالات تاريخية طولبت بها من قبل بعض الأصدقاء لهوايتي وخلفيتي المتواضعة عنها ، ومستعينًا بالله سأتنقل بين أحداث ومواقف تاريخية سُطرت بدماء العظماء الأوفياء وبين تراجم لرجال يشهد لهم الأعداء بقوتهم وصمدت الجيوش برباطة جأشهم وقوة وثقل كلماتهم ، ألسنتهم كأسنة الرماح ، يبطشون كالأسود ، كرّارين لا فرّارين ، مسلّطًا الضوء على التاريخ الإسلامي بشكل خاص لسببين ، فالأول لنشر سيرة العظماء المسلمون المنسيون بين دفات الكتب ، والسبب الآخر لصدق التوثيق ونقل الأخبار في العصر الإسلامي ، فالجاهلية مليئة بالأكاذيب والخرافات والخزعبلات ، فمن قرأ عن الحرب بين بكر وتغلب والتي بلغت أربعين سنة ، يظن أن الأربعين ملأى بالحروب والقتال وسفك الدماء ، وما هي إلا أربعة وقائع كُبرى فقط ، وغير ذلك مجرد مناوشات بين فرد وآخر من كل قبيلة ، وتلك السنون أُطلق عليها " أربعين الخصام " ، وما زيد في تاريخ الزير سالم لا تتعدّى أن تكون قصصًا للحكاواتية في المقاهي ، قد زيد فيها وأُشبعت إضافات لأغراض سياسية في تلك الحقبة أو درامية ، وإن قرأتم عن عنترة بن شداد ستجدون الكذب الجزاف في كتب يسمونها المؤرخون " الكتب الشعبية " ، فكلّما اختُطفت عبلة يصدف وجود عنترة ليقتل عشرات الرجال غير الهاربين والفّارين من شجاعة عنترة !! ، قصص خياليّة حُبكت قصصها وساندتها المسلسلات والأفلام ذات الطبع الدرامي والإخراجي الجيد .
أردت أن أبدأ بمقدمة بسيطة لأستهل بأول سيرة أو موقف أو ترجمة لأحد الرجال المنسيون في غياهب التاريخ ، لكنني خرجت بهذا المقال ، والأيام حبلى بجميل قصص التاريخ فانتظروا.