يلحظ المراقب في الميدان التربوي تردي مستوى التحصيل لدى طلاب المرحلة الابتدائية منذ أن تقرر استخدام لائحة التقويم المستمر كمعيار وحيد لتقويم الطلاب في هذه المرحلة قبل سبعة عشر عاماً.
تلى ذلك قبل ثلاثة أعوام تنويع البدائل والخيارات لدى الطلاب اختبارات تحريرية شفهية أدائية ،وبرامج أخرى :
كبرنامج " حَسِّن والتحصيلي" !
ومع كل ما سبق لا يزال مستوى التحصيل دون المستوى من خلال شكوى معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية.
العجيب في الأمر أن وزارة التعليم الموقرة لم تكلف نفسها دراسة جدوى الاستمرارية في هذا البرنامج من عدمه، سيما أن تدني التحصيل واضح وملموس.
ومع إنشاء هيئة لتقويم التعليم العام مؤخراً، إلا أنها لم تقدم شيئاً يُذكر حتى الآن في ظل التعثر الذي تشتكي منه في بحثها عن موظفين للقيام بالدور المطلوب.
ولعل السؤال التالي يحتاج الإجابة:
إلى ماذا يُعزى سبب تردي مستوى التحصيل لدى طلاب المرحلة الابتدائية؟
وماهي المزايا التي تعتقد الوزارة أنها بهذا البرنامج قد أضافت للميدان التربوي؟
إن حالة الاستنفار التي كانت تعيشها الأسر سابقا أثناء الاختبارات التحصيلية بالمرحلة الابتدائية كانت وراء ارتفاع مستوى التحصيل للطالب قبل اعتماد لائحة التقويم المستمر، وهذا يعني أن العودة إلى الاختبار التحصيلي التحريري كمعيار وحيد في قياس مستوى الطالب سيما في الصفوف العليا (الرابع الخامس السادس) هو الحل الوحيد للخروج من هذه المشكلة- باعتبار أن الطالب ومعه الأسرة كانت تقوم بواجبها في دعم الطالب ومساعدته ليس تعليمياً فحسب بل حتى سلوكياً وتربوياً.
ختاما: إن التنافس بين الطلاب من خلال وضع (الدرجات والتقدير والمستوى والترتيب) يدفع بالطالب حتماً إلى متابعة دروسه والمذاكرة باستمرار للتمايز بين أقرانه، ويدفع أيضاً بولي أمره إلى حفزه وتشجيعه ومنحه الهدايا نظير اجتهاده، كما يُعطي للمادة الدراسية والمعلم والمدرسة قيمة وأهمية تجعل من المدرسة مركز اشعاع لتلقي المعرفة، فمن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل.