الحديث عن داعش أصبح ذا شجون، ولعل من الملاحظ انجراف عدد من الشباب صغار السن وراء هذا الفكر الضال ، كما أن الصغار في السن هم من يقوم بالتفجير بحزام ناسف في العمليات التي يقوم بها هذا التنظيم المتطرف.
فياترى لماذا التركيز على صغار السن بالذات ضمن الفئات العمرية في مجتمعنا ؟؟
ولاشك أن هناك عدو متربص تقودها استخبارات دول معادية للإسلام ولأهل السنة والجماعة، تعمل على إيصال هذا الفكر الضال ليل نهار، وبشتى الطرق، وبمختلف الوسائل، وذلك تحت وهم مايسمى بالخلافة الأسلامية!!
رغم أننا في السعودية ولله الحمد نعيش واقعا لتطبيق الشريعة الاسلامية ليس له مثيل في جميع الدول في هذا العصر.
ويتم التركيز على صغار السن لعدة أسباب ، منها اندفاع الشباب وحماسهم في مثل هذه السن، وقلة العلم الشرعي ، ونقص الخبرة ، واستغلال السلوكيات والنفسيات والإحباط لدى الشباب .
وكذلك بعض الظروف التي يمر بها الشباب فمنهم من لم يجد فرصة للقبول في الجامعات أو الكليات بعد الثانوية العامة، ومنهم من لم يجد عملا يشغله ويملأ حياته ويحقق أهدافه،ومنهم من يعاني من مشاكل أسرية ونفسية .
والعدو المتربص استغل مثل هذه السلوكيات والظروف لزرع الفتنة ونصب العداء الداخلي في نفوس هؤلاء الصغار !
فغرر بهم ودفعهم تحت وعودبدخولهم الجنة لتحقيق مآرب أخرى، لايستطيع الشباب في مثل هذه السن فهم وإدراك عواقب مثل هذه الأمور .
هنا لا أدافع عن الشباب ولا أريد أن أجد لهم مبررات مهما بلغ الأمر فلايجوز لأي من الشباب عقوق والديه ولايحق له إطلاقا الخروج على ولاة الأمربأي حال من الأحوال .
ولكن ماأردته هنا ماهو دور المجتمع حيال هذة القضيه ولايخفى على الجميع الدور الكبير الذي تبذله الجهات الامنية في إحباط مخططات هؤلاء المخربين، فنسأل الله العون والتوفيق لهذه الجهات والقائمين عليهاوالمسؤولين عنها في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله . والأمر يحتاج إلى إعادة نظر من قبل الأباء في تربية ومتابعة الأبناء، خاصه في ظل وجود وسائل أعلامية متعددة تؤثر في تفكير وسلوك الأبناء، فلابد من الحوار مع الابناء ومراقبة تصرفاتهم والعمل على أستقطابهم ضمن التكافل الأسري والأجتماعي ، كذلك لابد أن يكون هناك دور للتربويين والأخصائيين الاجتماعيين لكيفية التعامل مع الأبناء في ظل هذه المتغيرات السريعة ، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب لابد أن تقوم بدور بناء في هذا الصدد لجذب الشباب واستحداث برامج جديدة تتناسب مع متطلبات الوقت الراهن وأن لاينحصر دور الرعاية على الأندية الرياضية وتأجيج التعصب الرياضي .
كما يجب أن تقوم الأندية الأدبية بدورها من خلال إتاحة الفرص للشباب والاستفادة من مواهبهم. وأن تكون هناك برامج نوعية من الدعاة تستغل الوسائل الاعلامية المختلفة لإيصال الرسالة للشباب للتمسك بدينهم وتوعيتهم من خلال إيضاح الفكر الضال ومعرفة الطريق الصحيح والمسلك القويم الذي يجب السير عليه للحفاظ على الشباب الذين هم رجال الغد وعماد المستقبل.
في الختام التكاتف والتعاضد مطلوب من الجميع كل من خلال موقعه وبقدر استطاعتة لحماية شبابنا من الأنجراف وراء التيارات الضالة. حفظ الله قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وجميع ولاة أمورنا إنه سميع مجيب.