" حقيقة "
بعد دراسات وتجارب اكتشف علماء النفس
أن أتعس الناس وأكثرهم مرضا عضويا ونفسيا هم من يملكون " ذكاء وفطنة مع ذكريات سيئة "
"دعوة "
وأنا اليوم أدعوكم أن لا تكونوا أذكياء طيلة حياتكم
بل الحياة أحيانا تحتاج أن نضحك على أنفسنا
نعم تضحك على نفسك ولا يضر كذلك
أن تستغبي أحيانا فتكون أعمى وأصم لتتجاوز الحدث بكل هدوء
"قصة حاتم الأصم مع المرأة "
ولذلك كان من علماء السلف عالم يقال له " حاتم الأصم "
ولم يكن أصما بل لقب بالأصم لقصة حدثت معه
وهو أن امرأة جائت تستفتيه فأخرجت صوتا فاستحيت وانقبضت فقال لها ارفعي صوتك يا أمة الله فإني ثقيل السمع ففرحت واستبشرت فسمي بعدها بالأصم
"وقفة"
الإنسان في هذه الحياة يتعرض كثيرا لمواقف قد تعصف بمشاعره وتهز وجدانه و تنفخ شرايينه و تقطب جبينه
لكن المحصلة الأخيرة هو من يجني تلك التصرفات وتكون غالبا على نفسيته وصحة قلبه وجسده فلا بد أحيانا من أن نضحك على أنفسنا
ولعلي استشهد ببعض الأمثلة
" مثال "
لوكنت في مجلس من الناس فحدثتهم بطرفة أو نكتة مضحكة فبعد انتهائك منها لم يضحكوا ولم يبتسموا بل سفهوا عقلك وضحكوا عليك
" الحل " لا مانع أن تضحك معهم وتقول كنت أحاول أن أكون ظريفا بس للأسف طلعت قديمة هههههههه " وضحك الجميع " ههههه وخلها تعدي بدون تدقيق وتحليل وتسليط ضوء زائد على ماقالوا
"مثال"
لو طلب أحد الناس استشاراتك في قضية معينة أمام أصدقائك أو زملائك في العمل فتحمست وبينت وجهة نظرك في القضية بكل حماس وثقة " فجبت العيد " فبعدما انتهيت قالوا لك " ثاني مرة خلك ساكت وبصراحة أنت ووجهة نظرك مالكم داعي. في غالب الأحيان يفرح الإنسان لقبول فكرته والبعض يدافع عن فكرته إذا وجد عدم القبول
أنا أقول "أضحك على نفسك " واضحك معهم على نفسك بدل أن تخسر أحد العزيزين لديك وكذلك لتقطع لذة بعضهم في الاستمتاع وهم يرونك تدافع عن نفسك كيف تغضب وتحلف وتماري وقل معهم هههههههه كنت أعتقد أنها وجهة نظر تعجبكم وأشكركم على حرصكم وصراحتكم
"مثال"
لو أوقفتك دورية مرور واتضح أن لديك مخالفة وقد لا تكون أحيانا تستحق هذه المخالفة فلا تتنرفز وتغضب وترفع صوتك وتحلف
بكل هدوء " أضحك " وقل أشكرك على حرصك علي وأكمل مسيرتك
"مثال"
لوكنت تتحدث مع زوجتك أو أحد أبنائك فسمعت منه كلمة جارحة خاطئة لا تليق بأن تقال لك ثم رأيته يتلعثم ويبحث عن مخرج " أضحك على نفسك "
وكأنك لم تسمع شيئ وقل لم أسمع شيئا
وتذكر " أنك الرابح الأول والأخير "
وأوقفتني حكمة قديمة " طنش تعش تنتعش "
" تنبيه "
لكن أرجو من سادتي القراء أن لا يجعلوا هذا القاعدة قاعدة ثابتة ويجيروها في جميع مواقفهم الحياتية والعلمية والعملية والاجتماعية وغيرها
"مثال"
فلو أن طالبا تخرج من الثانوية وكان يريد أن يدرس تخصص معين في الجامعة فيجلس مع بعض زملائه فيحرفونه ويجبرونه على تخصصهم وذلك لكي يجتمعوا يوميا في وقت محدد ويدرسوا في قسم واحد وتتوحد مذكراتهم ومواعيد محاضراتهم إلى غير ذلك
هنا قف ولا "تضحك على نفسك " فإن ضحكت على نفسك معهم فسوف ستندم طول عمرك لأنك لم تصدق مع نفسك
فأنت أعلم بنفسك تعلم قدراتك وإمكانياتك لو كنت بتخصصك
" مثال "
وكذلك لو جائتك دعوة من إنسان تعلم أنه لإيخاف الله وعنده ملاحظات ظاهرة في سلوكه وأخلاقه فإياك " أن تضحك على نفسك " فتوافق على دعوته مسايرة لمن قبلوا دعوته
فإن الصاحب ساحب والأمور بعواقبها
" مثال "
كذلك لو أثنى الناس عليك بخلقك و بعبادتك و ببرك وبتقواك
فإياك " أن تضحك على نفسك" وتصدقهم وتعتمد على ثنائهم
وأنت قليل إحسان
هاجر للقرآن
لم تطبق ماأمرك به الله والنبي صلى الله عليه وسلم
تلك مجموعة من الأمثلة والمواقف التي نضحك فيها على أنفسنا أحيانا وكذلك بعض الأمثلة التي لا ينبغي أن نضحك بها على أنفسنا
فالحقيقة كنت حريصا على ذكر الكثير من الأمثلة لكن لم يسعفني الوقت وخشيت الإطالة والملل .
الثلاثاء 1436/10/12