آداب العيد
العيد احتفال واحتفاء، ولقاء، وبسمات، ثياب أنيقة، وقلوب صافية مطهرة مغسولة عن الأوضار النفسية، وقابلة للعفو والصفح؛ ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) الشورى 40
العيد توافد الناس زرفات ووحدانا إلى التآزر، والتحاور في الخير، العيد روض سعادة تغمر الناس فيه الأفراح، ويذوب التشاحن والتباغض، العيد اجتماع حول الأب والأم، والعيد اجتماع مع الأخوات والأخوان والأعمام والعمات والأخوال والخالات وسائر ذوى القربى، العيد لبس الجديد وخلع القديم ولباس أحاسيس تفيض بالحب وحاملة راية النية الخيرة، والعيد الفتك بالأحقاد والضغائن والحرب على الشيطان والوسواس.
العيد إنه حلقات بشرية وصور إنسانية وتقبيل للأطفال وتمازح معهم، وتلاطف مع الجميع وتمازج، واستدعاء الحكايات الجميلة، العيد تقديم الحلوى الذي ينساب إلى العقول أولا، فتحلو النفوس وتصدق المشاعر وتشرق الوجوه ويغرد الأطفال وتلبس النساء الحلل الجميلة، العيد رياض ربيعية تبث الحب والود لكل من قابلت أو حادثت، تجد الناس ركعا على كبار السن والأطفال يقبلونهم والألسن تفيض بالعبارات القلبية التي تشعل السرور وتطفئ النيران.
العيد: سمو في الخلق، وتأمل بالحق، وعفو عن الناس ومن الناس وكتم للأنفس الشريرة، والعيد من المعاودة بين المجتمع، فهو مناسبة متكررة، تنبلج بعد أيام مباركات وعبادات جليلات من رب كريم غفور، فينال المسلم أفراح الآخرة وبشراها في الدنيا.
والعيد يحمل صورا اجتماعية يظللها الخيرات والإحسان ونحن أحوج إلى رصدها ونشرها والترغيب فيها والعمل على غاياتها وأهدافها في سحائب سنوية؛ فمن نهل منه، أعتمر قلبه وعلا فكره، ومن قبع في وحدته أظلم جبينه واكفهر وجهة، وقطب حاجبه، واختفت بسمته، وهذا هو المريض لا يدخل على الغربة الشريفة، وإنما تصاحبه الوحدة الأليمة.
وكان من حق العيد أن يكتب عنه العلماء والمفكرون وان يتناوله الأدباء، واللغويون من جانب زيادة الأفكار الجميلة وتحصيل مضامين كثيرة وطرحها، أمّا أهل اللغة، فيفكرون في رصد المعاجم اللفظية وهم قد رصدوها في التعازي والتهاني لكنها قليلة العدد في التهاني وهي تخضع لقدرة الأدباء وأهل الفكر، فمن الأمثلة ما يروى _ أن ابن زيدون الشاعر الأندلسي زاره أربعمائة رجل في أيام العيد لم يكرر ألفاظه ولا عباراته وكل ما تلفظ به جميل وأنيق، نحن نريد عبارات تلامس القلوب كثيرة مطروحة أمام المجتمع ويختار كل فرد منها ما يريد.
ومن مظاهر العيد تجمعات الأفراح، وأغاني الود، والحب، والطرافة، والظرافة، فما أجمل الأطفال وهم يزهون بملابسهم الجميلة الأنيقة ويصدحون بأهازيج تقليدا للكبار، وما أمتع عروض الألعاب التي يقوم بها الشباب، وتستقطب المرحين من الكبار؛ فالألعاب أشكال وألوان، والرجال يتمايلون، والعيون تبرق، والابتسامة تشرق، والألفاظ الوجدانية تجذب، والقلوب ترتجف، والعقول تجف، والطبل يضرب، والأعواد تعزف، والسيوف تلمع والخناجر تلوح، والعطور تفوح، والقرائح تبدع، وما أجمل المجتمع النسائي، والأطفال متناثرين مثل الزهور، وهن مغردات مهتزات نشوة متلاصقة يأخذن بأيديهن اللامعة كالبروق الساطعة، والرؤوس كالأغصان في الأشجار تعلو وتهبط، والشعور تتناثر، وتتماوج، وتخسر من قصرت الشعور أو حلقتها، والعيون تفتك, والوجوه مضيئة، والابتسامات تتجاذب، والألسنة تصدح وتزغرد، والنحور تشرق والنهود متلاحمة كالفرقدين متجاورة، والخصور تتمايل والأعجاز تهتز، والباقي يختفي ويلوح؛ فكل يأخذ حريته بلا خجل، ولا وجل، ولا أثم؛ فالحمد لله أن جعل النساء في معزل عن الرجال، فإنها نعمة وأي نعمة؛ ففيها حفظ من الزلل للرجال والنساء؛ إنها نعمة الإسلام ومرؤة القيم العربية .
إن العيد فرح، ولعله يمطر بالسعادة، والراحة النفسية للإنسانية في زمن المجاعات، والحروب، والنكبات والأحزان الأسرية، والفردية، فالعيد يجلو الأحزان ولو إلى حين، ويعود بالبسمة ولو مجاملة لكنها نابعة من القلب، فالعيد أشبه بالسحابة الديمة لعامة الأرض تسقط على الشجر، والحجر، والسهل، فتورق الأشجار وتعلو الأزهار، إن العيد أثره طويل ونباته غزير تلك عجالة عن العيد وفي ختامها؛ فأقترح عناصر للحوار والبحث:
ليت حولها دراسات وأبحاث وأدبيات ولغويات.
تبادل الزيارات كما كانت العهود القديمة، فلا تكفى زيارة أحدهم بل يبادل الآخر الزيارة.
تحرص العوائل على التزاور بالأسر، فالرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، والأطفال يموجون في الردهات مع الرجال، وتارة مع النساء.
تبادل الهدايا التي اختفت، فقد كانت الهدايا تشمل الرجال والنساء والأطفال ولو بالحلويات.
يحتفي بعضهم ببعض بالاستقبال خارج البيت، وعند الأبواب، ويصطفون جماعات ونساء.
يقومون بوضع دوريات للاجتماعات تكون أطول من الاستراحات .
تكون المغريات للشباب أكثر من الهروب للأسفار أو للإستراحات أو للبراري.
تكون الوسطية في الملابس أو الأغذية حتى تكون في متناول الجميع.
اختيار الألفاظ الجميلة، والمعاني الراقية، وهذه تحتاج إلي استعداد ومران.
مجامع أسرية للاجتماع أو الألعاب، إن ما أحدثه بعض الأخوان ببناء مجتمعات للأسر المتقاربة يوفر كثيرا، ولا عيب فيه إلا انعزال الأسرة عن الغير، وربما يوجد لها علاج.
الالتفات لليتامي بالحنان، والود، والتعاطف، والتلامس, والرعاية للفقراء، وجبر خواطر الأطفال بالملابس، والحلويات وتوفير الغذاء الطيب.
العيد احتفال واحتفاء، ولقاء، وبسمات، ثياب أنيقة، وقلوب صافية مطهرة مغسولة عن الأوضار النفسية، وقابلة للعفو والصفح؛ ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) الشورى 40
العيد توافد الناس زرفات ووحدانا إلى التآزر، والتحاور في الخير، العيد روض سعادة تغمر الناس فيه الأفراح، ويذوب التشاحن والتباغض، العيد اجتماع حول الأب والأم، والعيد اجتماع مع الأخوات والأخوان والأعمام والعمات والأخوال والخالات وسائر ذوى القربى، العيد لبس الجديد وخلع القديم ولباس أحاسيس تفيض بالحب وحاملة راية النية الخيرة، والعيد الفتك بالأحقاد والضغائن والحرب على الشيطان والوسواس.
العيد إنه حلقات بشرية وصور إنسانية وتقبيل للأطفال وتمازح معهم، وتلاطف مع الجميع وتمازج، واستدعاء الحكايات الجميلة، العيد تقديم الحلوى الذي ينساب إلى العقول أولا، فتحلو النفوس وتصدق المشاعر وتشرق الوجوه ويغرد الأطفال وتلبس النساء الحلل الجميلة، العيد رياض ربيعية تبث الحب والود لكل من قابلت أو حادثت، تجد الناس ركعا على كبار السن والأطفال يقبلونهم والألسن تفيض بالعبارات القلبية التي تشعل السرور وتطفئ النيران.
العيد: سمو في الخلق، وتأمل بالحق، وعفو عن الناس ومن الناس وكتم للأنفس الشريرة، والعيد من المعاودة بين المجتمع، فهو مناسبة متكررة، تنبلج بعد أيام مباركات وعبادات جليلات من رب كريم غفور، فينال المسلم أفراح الآخرة وبشراها في الدنيا.
والعيد يحمل صورا اجتماعية يظللها الخيرات والإحسان ونحن أحوج إلى رصدها ونشرها والترغيب فيها والعمل على غاياتها وأهدافها في سحائب سنوية؛ فمن نهل منه، أعتمر قلبه وعلا فكره، ومن قبع في وحدته أظلم جبينه واكفهر وجهة، وقطب حاجبه، واختفت بسمته، وهذا هو المريض لا يدخل على الغربة الشريفة، وإنما تصاحبه الوحدة الأليمة.
وكان من حق العيد أن يكتب عنه العلماء والمفكرون وان يتناوله الأدباء، واللغويون من جانب زيادة الأفكار الجميلة وتحصيل مضامين كثيرة وطرحها، أمّا أهل اللغة، فيفكرون في رصد المعاجم اللفظية وهم قد رصدوها في التعازي والتهاني لكنها قليلة العدد في التهاني وهي تخضع لقدرة الأدباء وأهل الفكر، فمن الأمثلة ما يروى _ أن ابن زيدون الشاعر الأندلسي زاره أربعمائة رجل في أيام العيد لم يكرر ألفاظه ولا عباراته وكل ما تلفظ به جميل وأنيق، نحن نريد عبارات تلامس القلوب كثيرة مطروحة أمام المجتمع ويختار كل فرد منها ما يريد.
ومن مظاهر العيد تجمعات الأفراح، وأغاني الود، والحب، والطرافة، والظرافة، فما أجمل الأطفال وهم يزهون بملابسهم الجميلة الأنيقة ويصدحون بأهازيج تقليدا للكبار، وما أمتع عروض الألعاب التي يقوم بها الشباب، وتستقطب المرحين من الكبار؛ فالألعاب أشكال وألوان، والرجال يتمايلون، والعيون تبرق، والابتسامة تشرق، والألفاظ الوجدانية تجذب، والقلوب ترتجف، والعقول تجف، والطبل يضرب، والأعواد تعزف، والسيوف تلمع والخناجر تلوح، والعطور تفوح، والقرائح تبدع، وما أجمل المجتمع النسائي، والأطفال متناثرين مثل الزهور، وهن مغردات مهتزات نشوة متلاصقة يأخذن بأيديهن اللامعة كالبروق الساطعة، والرؤوس كالأغصان في الأشجار تعلو وتهبط، والشعور تتناثر، وتتماوج، وتخسر من قصرت الشعور أو حلقتها، والعيون تفتك, والوجوه مضيئة، والابتسامات تتجاذب، والألسنة تصدح وتزغرد، والنحور تشرق والنهود متلاحمة كالفرقدين متجاورة، والخصور تتمايل والأعجاز تهتز، والباقي يختفي ويلوح؛ فكل يأخذ حريته بلا خجل، ولا وجل، ولا أثم؛ فالحمد لله أن جعل النساء في معزل عن الرجال، فإنها نعمة وأي نعمة؛ ففيها حفظ من الزلل للرجال والنساء؛ إنها نعمة الإسلام ومرؤة القيم العربية .
إن العيد فرح، ولعله يمطر بالسعادة، والراحة النفسية للإنسانية في زمن المجاعات، والحروب، والنكبات والأحزان الأسرية، والفردية، فالعيد يجلو الأحزان ولو إلى حين، ويعود بالبسمة ولو مجاملة لكنها نابعة من القلب، فالعيد أشبه بالسحابة الديمة لعامة الأرض تسقط على الشجر، والحجر، والسهل، فتورق الأشجار وتعلو الأزهار، إن العيد أثره طويل ونباته غزير تلك عجالة عن العيد وفي ختامها؛ فأقترح عناصر للحوار والبحث:
ليت حولها دراسات وأبحاث وأدبيات ولغويات.
تبادل الزيارات كما كانت العهود القديمة، فلا تكفى زيارة أحدهم بل يبادل الآخر الزيارة.
تحرص العوائل على التزاور بالأسر، فالرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، والأطفال يموجون في الردهات مع الرجال، وتارة مع النساء.
تبادل الهدايا التي اختفت، فقد كانت الهدايا تشمل الرجال والنساء والأطفال ولو بالحلويات.
يحتفي بعضهم ببعض بالاستقبال خارج البيت، وعند الأبواب، ويصطفون جماعات ونساء.
يقومون بوضع دوريات للاجتماعات تكون أطول من الاستراحات .
تكون المغريات للشباب أكثر من الهروب للأسفار أو للإستراحات أو للبراري.
تكون الوسطية في الملابس أو الأغذية حتى تكون في متناول الجميع.
اختيار الألفاظ الجميلة، والمعاني الراقية، وهذه تحتاج إلي استعداد ومران.
مجامع أسرية للاجتماع أو الألعاب، إن ما أحدثه بعض الأخوان ببناء مجتمعات للأسر المتقاربة يوفر كثيرا، ولا عيب فيه إلا انعزال الأسرة عن الغير، وربما يوجد لها علاج.
الالتفات لليتامي بالحنان، والود، والتعاطف، والتلامس, والرعاية للفقراء، وجبر خواطر الأطفال بالملابس، والحلويات وتوفير الغذاء الطيب.