حبى الله بلادنا بنعم عديدة أهمها احتضانها الأماكن المقدسة "مكة المكرمة والمدينة المنورة" فأضحت مقصدًا ومتجهًا للمسلمين كافة من شتى أصقاع المعمورة يفد إليها الملايين كل عام للحج والعمرة، ومنهم من يقتنص لحظة وجوده فيتأخر عن السفر والعودة لبلاده ليبحث عن عمل هنا وهناك فيجد الفرصة متاحة أمامه للعمل في المهن التي عزف عنها أبناءنا في الوقت الحاضر ويشغلها الوافدون ومنها "حدادة نجارة سباكة كهرباء دهانات انشاءات سمكرة خياطة زراعة رعي، وغيرها كثير.
هذه المهن سابقة الذكر لا تستدعي الحصول على الشهادات العليا إذ يكفي لإتقانها ومعرفة أسرارها الانتظام "لعام ونصف العام" في أحد المعاهد المهنية المنتشرة في طول البلاد وعرضها منذ خمسين عامًا مضت أو يزيد.
معظم هؤلاء الوافدين لا يُتقن هذه الصنعة في بلاده، وإنما يكتسب مهارات المعرفة بها من خلال الممارسة اليومية والتعلم من الأخطاء لدينا؛ وما أن يمضي عدة سنوات حتى يحترف المهنة ليغادر بلادنا ومعه الخبرة ليلتحق مرة أخرى بالعمل في الدول المتقدمة.
والسؤال الذي يحتاج الاجابة:
- لماذا عزف أبناءنا عن العمل بهذه المهن ؟
- وهل رسخنا ثقافة العيب من بعض المهن في عقود مضت ؟
- ولماذا لا يستنكف الوافد من العمل بهذه المهن في بلاده ؟
إن شبح البطالة التي يعاني منها كثير من أبناءنا في الوقت الحاضر يكتنفه كثير من المعوقات التي حالت دون إيجاد الحلول في السابق ومنها فتح الباب على مصراعيه للأعمال المكتبية في كافة القطاعات مما ساهم في نماء ما يسمى البطالة المقنعة نتج عنه تكدس الوظائف بلا عمل أو إنتاجيه فترسخ مفهوم لدى الباحثين عن العمل للظفر بالعمل المكتبي المريح الذي يجلب الربح الوفير دون جهد يذكر.
جهات عديدة ساهمت في تنامي ظاهرة البطالة منها قصور الإعلام في تعريف الطلاب بالمهن وتشجيعهم على الانخراط فيها؛ نجد كذلك غياب دور المنهج المدرسي في تناول تلك المهن ضمن محتوى المقرر الدراسي؛ كما أن المسجد بدوره في الخطاب الديني الأسبوعي لم يتطرق يوماً ما إلى ظاهرة البطالة كمشكلة مجتمعية ينبغي أن تتظافر الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لها.
ولم تكن المشكلة فقط في هذه المهن الدنيا بل حتى في المهن ذات المستوى الرفيع كالطب والهندسة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات التي لا يزال يشغلها الوافدون فيما يرغب كثير من خريجي الجامعات أن تتاح لهم الفرصة لسد العجز القائم بها في عملية إحلال.
وعلى الرغم من انعقاد يوم المهنة منذ أكثر من ثلاثة عقود بالجامعات بهدف التوفيق بين الموظف والوظيفة، فلا يزال استقدام الملايين من العمالة بمختلف التخصصات سواءً العلمية أو المهنية يتدفق باستمرار في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين أفراد المجتمع بشكل عام.
وختاماً: الفرص للعمل في بلادنا كبيرة، والتخلص من ثقافة العيب من العمل مطلب مهم وهو الدور الذي عليك أن تقوم به أنت لا غيرك، سيما إذا علمنا أن تلك الأعمال هي مهنة الأنبياء من قبل فالنبي محمد كان "راعيًا للغنم وتاجرًا" ونوح "نجارًا" واسماعيل" قناصًا" والياس" نساجًا" وآدم "مزارعًا" وادريس "خياطًا" فلم تشغلهم الرسالة والنبوة عن العمل بهذه المهن الإنسانية على الوجه الأكمل، وتذكر على الدوام قول الله تعالى (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) ...والله من وراء القصد.
Msaa9999@hotmail.com
هذه المهن سابقة الذكر لا تستدعي الحصول على الشهادات العليا إذ يكفي لإتقانها ومعرفة أسرارها الانتظام "لعام ونصف العام" في أحد المعاهد المهنية المنتشرة في طول البلاد وعرضها منذ خمسين عامًا مضت أو يزيد.
معظم هؤلاء الوافدين لا يُتقن هذه الصنعة في بلاده، وإنما يكتسب مهارات المعرفة بها من خلال الممارسة اليومية والتعلم من الأخطاء لدينا؛ وما أن يمضي عدة سنوات حتى يحترف المهنة ليغادر بلادنا ومعه الخبرة ليلتحق مرة أخرى بالعمل في الدول المتقدمة.
والسؤال الذي يحتاج الاجابة:
- لماذا عزف أبناءنا عن العمل بهذه المهن ؟
- وهل رسخنا ثقافة العيب من بعض المهن في عقود مضت ؟
- ولماذا لا يستنكف الوافد من العمل بهذه المهن في بلاده ؟
إن شبح البطالة التي يعاني منها كثير من أبناءنا في الوقت الحاضر يكتنفه كثير من المعوقات التي حالت دون إيجاد الحلول في السابق ومنها فتح الباب على مصراعيه للأعمال المكتبية في كافة القطاعات مما ساهم في نماء ما يسمى البطالة المقنعة نتج عنه تكدس الوظائف بلا عمل أو إنتاجيه فترسخ مفهوم لدى الباحثين عن العمل للظفر بالعمل المكتبي المريح الذي يجلب الربح الوفير دون جهد يذكر.
جهات عديدة ساهمت في تنامي ظاهرة البطالة منها قصور الإعلام في تعريف الطلاب بالمهن وتشجيعهم على الانخراط فيها؛ نجد كذلك غياب دور المنهج المدرسي في تناول تلك المهن ضمن محتوى المقرر الدراسي؛ كما أن المسجد بدوره في الخطاب الديني الأسبوعي لم يتطرق يوماً ما إلى ظاهرة البطالة كمشكلة مجتمعية ينبغي أن تتظافر الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لها.
ولم تكن المشكلة فقط في هذه المهن الدنيا بل حتى في المهن ذات المستوى الرفيع كالطب والهندسة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات التي لا يزال يشغلها الوافدون فيما يرغب كثير من خريجي الجامعات أن تتاح لهم الفرصة لسد العجز القائم بها في عملية إحلال.
وعلى الرغم من انعقاد يوم المهنة منذ أكثر من ثلاثة عقود بالجامعات بهدف التوفيق بين الموظف والوظيفة، فلا يزال استقدام الملايين من العمالة بمختلف التخصصات سواءً العلمية أو المهنية يتدفق باستمرار في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين أفراد المجتمع بشكل عام.
وختاماً: الفرص للعمل في بلادنا كبيرة، والتخلص من ثقافة العيب من العمل مطلب مهم وهو الدور الذي عليك أن تقوم به أنت لا غيرك، سيما إذا علمنا أن تلك الأعمال هي مهنة الأنبياء من قبل فالنبي محمد كان "راعيًا للغنم وتاجرًا" ونوح "نجارًا" واسماعيل" قناصًا" والياس" نساجًا" وآدم "مزارعًا" وادريس "خياطًا" فلم تشغلهم الرسالة والنبوة عن العمل بهذه المهن الإنسانية على الوجه الأكمل، وتذكر على الدوام قول الله تعالى (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) ...والله من وراء القصد.
Msaa9999@hotmail.com