أكرمنا الله بالعقل ميزنا به الله عن سائر مخلوقاته ولكن بكل أسف أصبحنا نستخدم هذه النعمة التى أكرمنا الله بها في أمور بالغه في التفاهة، ولعل ما ساقني لكتابة هذه الأسطر القليلة هو عندما كنت بالمكتبة أقرأ كتاب اخترته لنفسي، إذا بي أسمع صوت من قريب يناديني وإذا بأحدهم يحمل معه كتاب عن الأدب الانجليزي يطلب مني تصويره وهو يقرأ اقصد وهو يدعي القراءة من أجل برنامج الانستقرام، ولعل ما أتى به هو التقاط هذه الصورة ثم ينطلق منظر الإعجاب من متابعيه لقد وصلنا إلى حد من الانحدار الفكري حيث أصبحت علامة الإعجاب هي الحكم في علاقاتنا الاجتماعية أي أن عدم وضع علامة الإعجاب أننا لا نحب هذا الشخص ووصل الأمر إهمال من نراسل ونكتفي بالقراءة ولا نرد عليه متصنعين ذلك، أصبحنا نتشاجر في المجموعات وكأننا لسنا أصدقاء بمفردات التجريح أصبحنا نرسل صور المحادثات للغائبين ونزرع التفرقة وخلق العداوة أصبحنا بشخصيات مغايره لنا في مواقع التواصل أصبحت المرأة سلعة معروضة صورها فى كل مكان إلا من رحم الله، وأصبح الجاهل ناقداً وأصبح صغار السن المغمورين يصدرون الفتاوى، أصبحنا ندعي المثالية والقيم الفاضلة، وما يزيد الأمر عجباً أن تجد رجل بلغ سن الرشد يحاول تصوير نفسه في مطعم مزدحم ويسمعنا صوته الفظيع وهو يغنى نوع من الشعر متداولة يسمى "شيله".
غيرنا أسمائنا إلى أسماء أخرى أرسلنا بغباء أحاديث ليس له أصل من الصحة، أصبحنا نتباهى بقائمة جهات الاتصال المحظورة لدينا أصبحنا ندعي الثقافة وحب دور الحكيم على هذا المنوال مستمرين وعلى سخافة عقولنا مصرين مهمشين باحثين في فضاء واسع ما عجز الآخرون في زرعه بنا، نبحث عن حلول مشاكلنا الخاصة بهذا الفضاء ونطلب من دعاة لا نعرفهم جذبونا بتغريدات الفضائل والصلاح والتقى شرح ما تقاعس عنه المعلم أصبحنا نتواعد مع الآخرين وعند حضورنا نرتدي سماعة النقال ونهمش الحديث ونقلل من أهمية من نجالس أصبحنا ننشر الأخبار المغرضة وفضائح الآخرين ونحرك بطء القرارات ونستعطف المسوؤل بحق من حقوقنا، أهلاً بكم في السوشيال ميديا حيث الحرية الخارجة عن المألوف.
بقلم الكاتب
فارس الغنامي
غيرنا أسمائنا إلى أسماء أخرى أرسلنا بغباء أحاديث ليس له أصل من الصحة، أصبحنا نتباهى بقائمة جهات الاتصال المحظورة لدينا أصبحنا ندعي الثقافة وحب دور الحكيم على هذا المنوال مستمرين وعلى سخافة عقولنا مصرين مهمشين باحثين في فضاء واسع ما عجز الآخرون في زرعه بنا، نبحث عن حلول مشاكلنا الخاصة بهذا الفضاء ونطلب من دعاة لا نعرفهم جذبونا بتغريدات الفضائل والصلاح والتقى شرح ما تقاعس عنه المعلم أصبحنا نتواعد مع الآخرين وعند حضورنا نرتدي سماعة النقال ونهمش الحديث ونقلل من أهمية من نجالس أصبحنا ننشر الأخبار المغرضة وفضائح الآخرين ونحرك بطء القرارات ونستعطف المسوؤل بحق من حقوقنا، أهلاً بكم في السوشيال ميديا حيث الحرية الخارجة عن المألوف.
بقلم الكاتب
فارس الغنامي