وأنا أتابعُ قضية معلمة تبوك التي توفيت نتيجة صدمة عصبية لعدم قبول ابنتها في كلية الطب بجامعة تبوك بداية هذا الشهر, وقضية انتشار الصراصير في أروقة مستشفى محافظة تربة العام نهاية الأسبوع الفائت, تذكرت صورة تداولها المغردون على موقع تويتر مطلع هذا العام تظهر فيها سيارة تابعة لإحدى الجهات الحكومية وهي مصطدمة بأحد أجهزة الصرف الآلي, وعلق المغردون حينها بأن الخطأ يقع على جهاز الصرف الآلي بنسبة (100%), تلك الصورة والتعليقات المتداولة حولها عكست عدم ثقة الرأي العام في الجهات الحكومية التي دأبت دائماً على تبرئة ساحاتها وتبرير أخطائها حتى وإن كان ذلك على حساب المصداقية وكسب ثقة الرأي العام.
ففي قضية معلمة تبوك ظهر المتحدث الرسمي لجامعة تبوك الذي أُطيح به على خلفية هذه القضية, محاولاً الدفاع عن موقف الجامعة في هذه القضية التي ذهب ضحيتها مواطنة بريئة لم يكن لها ذنب سوى أنها كانت تحاول أن تعيد حق ابنتها المتفوقة في تحقيق حلمها بدخول كلية الطب.
الدكتور الثبيتي لم يُسقط لأنه أحد المسؤولين المتسببين في عدم حصول الطالبة على مقعدها المستحق في كلية الطب, بقدر ما كان إخفاقه في تبرير موقف الجامعة وتبرئة ساحتها في هذه القضية سبباً في إعفائه من منصبه, وللأمانة, فلم أكن متفائلاً بجدوى تكوين لجنة التحقيق التي وجه وزير التعليم بتشكيلها في حينه, لأني كنت على يقين تام بأن تلك اللجنة لم تُشكل إلا من أجل إيجاد مخرج للجامعة للتنصل من المسؤولية وبالتالي بقاء المسؤولين المتورطين بمأمن من طائلة العقوبة والمساءلة, وهو ما حدث فعلاً, لتصبح الصورة شبيهة بصورة السيارة الحكومية التي ذكرتها آنفاً في بداية هذا المقال.
صورة الصراف تنطبق أيضاً على ما شهده مستشفى محافظة تربة العام الذي رصد فيه أحد المواطنين بكاميرا جواله نهاية الأسبوع الفائت انتشار أعداد كبيرة من الصراصير النافقة بممراته, والتي علق أهالي المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي أن تعدادها يفوق بكثير تعداد مراجعي المستشفى الذين ظلوا لسنوات طويلة يعانون من سوء خدماته.
وإن كان المتحدث الرسمي لجامعة تبوك قد التزم بالرد على استفسارات الزملاء ببرنامج الراصد التي تبثه قناة الإخبارية حول قضية المعلمة المتوفاة داخل مبنى القبول والتسجيل بالجامعة, رغم تخليه عن كافة المبادئ الإنسانية والقيمية وذلك من أجل تبرير موقف الجامعة وحماية منصبه, ووضوح ذلك من خلال مداخلته مع مقدم البرنامج ضاحكاً, ودفاعه عما ورد في بيان الجامعة من أن الجامعة قامت بنقل المواطنة بسيارة إسعاف تابعة لها, وهو ما نفته ابنة المعلمة المتوفاة, ودحضه مقطع الفيديو المصور الذي أظهر نقل المعلمة بواسطة سيارتها الخاصة, إلا أن المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمحافظة الطائف قد تخلى عن هذا الالتزام المهني والأخلاقي حينما أغلق هاتفه الجوال رغم تنسيق الأخوة الزملاء في برنامج الراصد ذاته الذي تناول قضية معلمة تبوك, وقد تفاجأ القائمون على البرنامج بهذا التصرف أثناء بث البرنامج على الهواء, ورغم هذا التصرف الذي ينم عن عدم المسؤولية, والالتزام بأخلاقيات المهنة, إلا أن الشؤون الصحية بمحافظة الطائف لم تتخذ أي إجراء حيال هذا التصرف.
جرت الأمور في هذه القضية على غرار ما حدث في جامعة تبوك, حيث تم تكوين لجنة تحقيق, ولم تكن النتائج التي خرجت بها بعيدة عن سابقتها مع اختلاف المكان والجهة التي تتبعها كل منهما, حيث أفادت لجنة الصراصير أن المواطن الذي صوّر مشهد الصراصير النافقة في أروقة مستشفى محافظة تربة العام, قد استغل الفترة الواقعة مابين عملية الرش, وعملية تنظيف المكان لتصوير المقطع, وإذا ما سلمنا بصدق هذا الإدعاء, ألا يجعلنا هذا الأمر نطرح تساؤلاً قد يفوق في أهميته ما احتواه المشهد المرصود بالصوت والصورة وهو : أليس من الأهمية بمكان أن تغلق المنطقة التي استهدفتها عملية الرش لخطورة المواد الكيماوية المستخدمة على صحة المراجعين, ريثما يتم تنظيف المكان بأكمله, ومن ثم فتحه بعد التأكد من خلوه من أي خطر بيئي محتمل, لاسيما وأن المستشفى مكان يقصده المراجعون للاستشفاء وليس للبحث عن المرض ومسبباته؟!.
المشهد في كلا الحالتين محزن, ولا يبعث على التفاؤل, وليس لنا عزاء في معلمة تبوك سوى قول المولى عز وجل (كل من عليها فان), ولا عزاء للصراصير.. وسامحونا.
حفار القبور للسيّاب :
وكان حفار القبور
متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلام
و تحسست يده النقود و هيأ الفم لابتسام
حتى تلاشى في الظلام
كاتب وإعلامي
Naif2010ksa@gmail.com
ففي قضية معلمة تبوك ظهر المتحدث الرسمي لجامعة تبوك الذي أُطيح به على خلفية هذه القضية, محاولاً الدفاع عن موقف الجامعة في هذه القضية التي ذهب ضحيتها مواطنة بريئة لم يكن لها ذنب سوى أنها كانت تحاول أن تعيد حق ابنتها المتفوقة في تحقيق حلمها بدخول كلية الطب.
الدكتور الثبيتي لم يُسقط لأنه أحد المسؤولين المتسببين في عدم حصول الطالبة على مقعدها المستحق في كلية الطب, بقدر ما كان إخفاقه في تبرير موقف الجامعة وتبرئة ساحتها في هذه القضية سبباً في إعفائه من منصبه, وللأمانة, فلم أكن متفائلاً بجدوى تكوين لجنة التحقيق التي وجه وزير التعليم بتشكيلها في حينه, لأني كنت على يقين تام بأن تلك اللجنة لم تُشكل إلا من أجل إيجاد مخرج للجامعة للتنصل من المسؤولية وبالتالي بقاء المسؤولين المتورطين بمأمن من طائلة العقوبة والمساءلة, وهو ما حدث فعلاً, لتصبح الصورة شبيهة بصورة السيارة الحكومية التي ذكرتها آنفاً في بداية هذا المقال.
صورة الصراف تنطبق أيضاً على ما شهده مستشفى محافظة تربة العام الذي رصد فيه أحد المواطنين بكاميرا جواله نهاية الأسبوع الفائت انتشار أعداد كبيرة من الصراصير النافقة بممراته, والتي علق أهالي المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي أن تعدادها يفوق بكثير تعداد مراجعي المستشفى الذين ظلوا لسنوات طويلة يعانون من سوء خدماته.
وإن كان المتحدث الرسمي لجامعة تبوك قد التزم بالرد على استفسارات الزملاء ببرنامج الراصد التي تبثه قناة الإخبارية حول قضية المعلمة المتوفاة داخل مبنى القبول والتسجيل بالجامعة, رغم تخليه عن كافة المبادئ الإنسانية والقيمية وذلك من أجل تبرير موقف الجامعة وحماية منصبه, ووضوح ذلك من خلال مداخلته مع مقدم البرنامج ضاحكاً, ودفاعه عما ورد في بيان الجامعة من أن الجامعة قامت بنقل المواطنة بسيارة إسعاف تابعة لها, وهو ما نفته ابنة المعلمة المتوفاة, ودحضه مقطع الفيديو المصور الذي أظهر نقل المعلمة بواسطة سيارتها الخاصة, إلا أن المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمحافظة الطائف قد تخلى عن هذا الالتزام المهني والأخلاقي حينما أغلق هاتفه الجوال رغم تنسيق الأخوة الزملاء في برنامج الراصد ذاته الذي تناول قضية معلمة تبوك, وقد تفاجأ القائمون على البرنامج بهذا التصرف أثناء بث البرنامج على الهواء, ورغم هذا التصرف الذي ينم عن عدم المسؤولية, والالتزام بأخلاقيات المهنة, إلا أن الشؤون الصحية بمحافظة الطائف لم تتخذ أي إجراء حيال هذا التصرف.
جرت الأمور في هذه القضية على غرار ما حدث في جامعة تبوك, حيث تم تكوين لجنة تحقيق, ولم تكن النتائج التي خرجت بها بعيدة عن سابقتها مع اختلاف المكان والجهة التي تتبعها كل منهما, حيث أفادت لجنة الصراصير أن المواطن الذي صوّر مشهد الصراصير النافقة في أروقة مستشفى محافظة تربة العام, قد استغل الفترة الواقعة مابين عملية الرش, وعملية تنظيف المكان لتصوير المقطع, وإذا ما سلمنا بصدق هذا الإدعاء, ألا يجعلنا هذا الأمر نطرح تساؤلاً قد يفوق في أهميته ما احتواه المشهد المرصود بالصوت والصورة وهو : أليس من الأهمية بمكان أن تغلق المنطقة التي استهدفتها عملية الرش لخطورة المواد الكيماوية المستخدمة على صحة المراجعين, ريثما يتم تنظيف المكان بأكمله, ومن ثم فتحه بعد التأكد من خلوه من أي خطر بيئي محتمل, لاسيما وأن المستشفى مكان يقصده المراجعون للاستشفاء وليس للبحث عن المرض ومسبباته؟!.
المشهد في كلا الحالتين محزن, ولا يبعث على التفاؤل, وليس لنا عزاء في معلمة تبوك سوى قول المولى عز وجل (كل من عليها فان), ولا عزاء للصراصير.. وسامحونا.
حفار القبور للسيّاب :
وكان حفار القبور
متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلام
و تحسست يده النقود و هيأ الفم لابتسام
حتى تلاشى في الظلام
كاتب وإعلامي
Naif2010ksa@gmail.com