المتأمل لواقع الإرشاد الطلابي في مدارسنا في الوقت الحاضر يدرك مدى الحاجة إلى إعادة النظر في الطرق والأساليب الإرشادية- بل حتى في المفاهيم والتطبيقات الحالية؛ فسلوكيات طلابنا عند خروجهم من مدارسهم لحظة الانصراف، أو تدافعهم عند ركوب الحافلة، أو ما يصدر منهم من فوضوية في وقت الخروج للفسحة، أو عند الانتظام في طابور الصباح، أو تهديدهم لمعلميهم؛ يستنتج أن المجتمع الطلابي بالمدرسة يعاني من " أزمة أخلاق" كغيره خارجها، فلم يعد يجدي معهم التوجيه والنصح والإرشاد، ولا حتى التهديد والوعيد بالحسم من الدرجات. ما يعني أن كل الأساليب التربوية الحديثة، والنظريات المستوردة في علوم النفس والاجتماع؛ والتي تم تطبيقها سابقاً ذهبت مخرجاتها أدراج الرياح! ما يدعو للتساؤل:
- هل يوجد أزمة أخلاق بالمجتمع ؟
- هل هناك خلل في المنهج المدرسي ؟
- أم لدينا قصور في تطبيق اللوائح والأنظمة في التعليم؟
لا نريد جلد الذات أكثر مما يلزم، بل نريد النقد البناء، فالواقع أن لدينا أزمة وخلل وقصور مجتمعة، حتى وصل الأمر إلى استغلال بعض المعلمين للفرص والهروب من مهنة التدريس لشغل وظيفة "مرشد طلابي" غير متخصص في المراحل الابتدائية ليحظى بشرف الجلوس على مكتبه الوثير، ويتفرغ لتعبئة السجلات الطلابية، ويكون موظفاً بلا وظيفة، تحت نظر وسمع الادارات التعليمية التي أتاحت له الفرصة دون غيره. فما هي معايير الاختيار لهذه الوظيفة؟ وهل المراحل الدنيا في التعليم تستدعي وجود مرشد طلابي متفرغ وغير متخصص؟.
الواقع أن المرحلتين "الابتدائية والمتوسطة" لا تستدعي وجود مرشد طلابي، بل الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى مقرر تدريسي في "التربية الأخلاقية" لبناء القيم الإسلامية، وليعرف ماله من حقوق، وما عليه من واجبات- نحو أسرته ومجتمعه ومعلميه، وكيف يحسن التعامل مع الآخرين، مع سرد قصص ونماذج من التاريخ والسيرة يقوم على تدريسها معلمين أكفاء متخصصين في التربية الاسلامية على غرار" صور من حياة التابعين" في الماضي. كما لسنا بحاجة في هذه المرحلة إلى دراسة النظريات التربوية، ويكفي مالدينا من "القرآن والسنة" فهما المصدران اللذان نستقي منهما التربية والأخلاق، وقد أحسنت الوزارة صنعاً في منح الصلاحيات لمديري التعليم لفتح فصول خاصة ملحقة بالتعليم العام تُعنى بتحفيظ القرآن الكريم وعلومه.
تبدو الحاجة ملحة أكثر لوجود المرشد الطلابي الأكاديمي في المرحلة الثانوية؛ وتزداد إلحاحاً كلما ارتقى الطالب في المرحلة الجامعية والدراسات العليا! وهذا ما تسعى وزارة التعليم باعتماده من خلال اعتماد الأولوية للمتخصصين في علم النفس والاجتماع للقيام بدور المرشد الطلابي دون غيره.
ويظل عمل المرشد الطلابي ركيزة أساسية بالمرحلة الثانوية في مساعدة الطالب بإعداد الجدول الدراسي، ومتابعة مستواه، وتذليل العقبات التي تواجهه، وإجراء اختبار قدرات للطالب قبل أن يتخرج من هذه المرحلة من خلال مقاييس علمية محددة لتكون بمثابة الدليل الارشادي الذي يسترشد به الطالب لاختيار التخصص المناسب في الجامعة وفق القدرات والميول.
وأما في المرحلة الجامعية، فالحاجة تدعو لوجود المرشد الأكاديمي الذي لم يعد له وجود يذكر كما يشكو كثير من الطلاب، ما يستدعي أن لا ينتظم الطالب في الدراسة حتى يعتمد مقرراته الدراسية من مرشده الأكاديمي ،إذ يتطلب تدوين اسمه في الجدول الدراسي للطالب من عمادة القبول والتسجيل كما في السابق، والذي يعني وجوده عدم تعثر الطالب دراسياً.
والحاجة ماسة لوجود المرشد الأكاديمي في الدراسات العليا لتسهيل الإجراءات الإدارية على الطلاب، والتنسيق بين الطالب والمشرف على الرسالة العلمية - لضمان توحيد الجهود واختصار الأوقات؛ والله الموفق للصواب.
- هل يوجد أزمة أخلاق بالمجتمع ؟
- هل هناك خلل في المنهج المدرسي ؟
- أم لدينا قصور في تطبيق اللوائح والأنظمة في التعليم؟
لا نريد جلد الذات أكثر مما يلزم، بل نريد النقد البناء، فالواقع أن لدينا أزمة وخلل وقصور مجتمعة، حتى وصل الأمر إلى استغلال بعض المعلمين للفرص والهروب من مهنة التدريس لشغل وظيفة "مرشد طلابي" غير متخصص في المراحل الابتدائية ليحظى بشرف الجلوس على مكتبه الوثير، ويتفرغ لتعبئة السجلات الطلابية، ويكون موظفاً بلا وظيفة، تحت نظر وسمع الادارات التعليمية التي أتاحت له الفرصة دون غيره. فما هي معايير الاختيار لهذه الوظيفة؟ وهل المراحل الدنيا في التعليم تستدعي وجود مرشد طلابي متفرغ وغير متخصص؟.
الواقع أن المرحلتين "الابتدائية والمتوسطة" لا تستدعي وجود مرشد طلابي، بل الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى مقرر تدريسي في "التربية الأخلاقية" لبناء القيم الإسلامية، وليعرف ماله من حقوق، وما عليه من واجبات- نحو أسرته ومجتمعه ومعلميه، وكيف يحسن التعامل مع الآخرين، مع سرد قصص ونماذج من التاريخ والسيرة يقوم على تدريسها معلمين أكفاء متخصصين في التربية الاسلامية على غرار" صور من حياة التابعين" في الماضي. كما لسنا بحاجة في هذه المرحلة إلى دراسة النظريات التربوية، ويكفي مالدينا من "القرآن والسنة" فهما المصدران اللذان نستقي منهما التربية والأخلاق، وقد أحسنت الوزارة صنعاً في منح الصلاحيات لمديري التعليم لفتح فصول خاصة ملحقة بالتعليم العام تُعنى بتحفيظ القرآن الكريم وعلومه.
تبدو الحاجة ملحة أكثر لوجود المرشد الطلابي الأكاديمي في المرحلة الثانوية؛ وتزداد إلحاحاً كلما ارتقى الطالب في المرحلة الجامعية والدراسات العليا! وهذا ما تسعى وزارة التعليم باعتماده من خلال اعتماد الأولوية للمتخصصين في علم النفس والاجتماع للقيام بدور المرشد الطلابي دون غيره.
ويظل عمل المرشد الطلابي ركيزة أساسية بالمرحلة الثانوية في مساعدة الطالب بإعداد الجدول الدراسي، ومتابعة مستواه، وتذليل العقبات التي تواجهه، وإجراء اختبار قدرات للطالب قبل أن يتخرج من هذه المرحلة من خلال مقاييس علمية محددة لتكون بمثابة الدليل الارشادي الذي يسترشد به الطالب لاختيار التخصص المناسب في الجامعة وفق القدرات والميول.
وأما في المرحلة الجامعية، فالحاجة تدعو لوجود المرشد الأكاديمي الذي لم يعد له وجود يذكر كما يشكو كثير من الطلاب، ما يستدعي أن لا ينتظم الطالب في الدراسة حتى يعتمد مقرراته الدراسية من مرشده الأكاديمي ،إذ يتطلب تدوين اسمه في الجدول الدراسي للطالب من عمادة القبول والتسجيل كما في السابق، والذي يعني وجوده عدم تعثر الطالب دراسياً.
والحاجة ماسة لوجود المرشد الأكاديمي في الدراسات العليا لتسهيل الإجراءات الإدارية على الطلاب، والتنسيق بين الطالب والمشرف على الرسالة العلمية - لضمان توحيد الجهود واختصار الأوقات؛ والله الموفق للصواب.