انتشرت في مجتمعنا مؤخراً ظواهر دخيلة لم نعهدها من قبل، وهي ظاهرة التحرش بالفتيات في الأسواق والطرقات، بالرغم من أن بلادنا هي مهد الاسلام، وقبلة المسلمين، ومنبع الرسالة الخالدة، ومأوى أفئدة المؤمنين، والتي ينظر إليها القاصي والداني في شتى أصقاع الأرض بأنها تمثل الإسلام بكل معانيه.
إن بروز مثل هذه الظواهر في المجتمع دليل على خلل في التربية، وتبلد في المشاعر، وخطر يهدد الأمن والاستقرار الذي هو شريان الحياة، فلا حياة مطمئنة دون أن ينعم الجميع بالأمن الذي امتن الله به على قريش بقوله تعالى(الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف).
مؤسف أن يكون شاعر الجاهلية "عنترة" الذي لم يعرف الإسلام، ولم يهتدي بنوره، كان لديه من القيم ما يجعله يغض بصره عن جارته عند دخولها وخروجها بقوله:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي.......... حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ...........لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها
والسؤال الذي يطرح نفسه! قانون التحرش الذي ناقشه مجلس الشورى ـ لماذا لم يتم التصويت عليه بالإجماع؟. ولماذا اختفت ظاهرة التحرش بعد الحكم الرادع الذي تعرض له المتحرشين بالفتيات في طريق النهضة قبل ثماني سنوات ! ثم عادت الظاهرة من جديد؟.
ليتخيل كل منا أن تلك الفتاة التي تُطارد ويتم التحرش بها هي إحدى قريباته" أمه - ابنته- أخته - زوجته" ! ماهي ردة فعله ؟ وكيف سيكون حاله؟.
لماذا استطاع الغرب أن يحد من انتشار ظاهرة التحرش؟ وما الذي جعلها تتنامى بعد الحادثة التي حدثت مؤخراً في مدينة جدة؟.
هل نحن بحاجة إلى سن قانون للحد من هذه الظاهرة ؟ ولماذا لم نفلح حتى الآن في إنتاج جيل يمتلك من القيم الأخلاقية ما يردعه عن ارتكاب تلك الحماقات؟.
تبدو المسؤولية مشتركة بين أطراف القضية: الشاب الذي صدر منه هذه الظاهرة وهو الذي يحمل الوزر الأكبر، والفتاة ذاتها عندما تضع نفسها في المكان الخطأ قريباً من تجمعات الشباب، أو تبدو عليها ظواهر الاغراء في اللبس أو الحركات، وكذا ولي أمر الفتاة الذي سمح لها بالخروج للتسوق وحدها دون أن يرافقها لقضاء حاجاتها، وأخيراً القوانين الرادعة الصادرة من الجهات التشريعية والقضائية.
ولولي الأمر أقول : من ضياع الأمانات عدم القيام بحقوق الفتيات، وانعدام الغيرة على الشرف والعرض، فليس من الغيرة ترك الفتيات يخالطن الرجال في الأسواق والمنتزهات دون حسيب أو رقيب بدعوى الثقة، فإنما تأكل الذئاب القاصية من الغنم، ومن مقاصد الشريعة حفظ الضروريات الخمس" الدين والعرض والمال والنفس والعقل ".
ولقد حرص الاسلام على حماية العرض حتى قال شاعر الاسلام حسان بن ثابت:
أصُون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المالِ
أحتال للمال إن أودي فأجمعه ولست للعرض إن أودي بمحتالِ
ختاماً :إن ترك الذئاب البشرية تنهش في أجساد الفتيات في الأماكن العامة بالهمس واللمس دون وجود قوانين رادعة من الجهات التشريعية، قد يغري السفهاء ومن في قلبه مرض بالتمادي بارتكاب المزيد من مثل تلك السلوكيات النكراء! فمن أمن العقاب أساء الأدب، والله من وراء القصد.
إن بروز مثل هذه الظواهر في المجتمع دليل على خلل في التربية، وتبلد في المشاعر، وخطر يهدد الأمن والاستقرار الذي هو شريان الحياة، فلا حياة مطمئنة دون أن ينعم الجميع بالأمن الذي امتن الله به على قريش بقوله تعالى(الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف).
مؤسف أن يكون شاعر الجاهلية "عنترة" الذي لم يعرف الإسلام، ولم يهتدي بنوره، كان لديه من القيم ما يجعله يغض بصره عن جارته عند دخولها وخروجها بقوله:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي.......... حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ...........لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها
والسؤال الذي يطرح نفسه! قانون التحرش الذي ناقشه مجلس الشورى ـ لماذا لم يتم التصويت عليه بالإجماع؟. ولماذا اختفت ظاهرة التحرش بعد الحكم الرادع الذي تعرض له المتحرشين بالفتيات في طريق النهضة قبل ثماني سنوات ! ثم عادت الظاهرة من جديد؟.
ليتخيل كل منا أن تلك الفتاة التي تُطارد ويتم التحرش بها هي إحدى قريباته" أمه - ابنته- أخته - زوجته" ! ماهي ردة فعله ؟ وكيف سيكون حاله؟.
لماذا استطاع الغرب أن يحد من انتشار ظاهرة التحرش؟ وما الذي جعلها تتنامى بعد الحادثة التي حدثت مؤخراً في مدينة جدة؟.
هل نحن بحاجة إلى سن قانون للحد من هذه الظاهرة ؟ ولماذا لم نفلح حتى الآن في إنتاج جيل يمتلك من القيم الأخلاقية ما يردعه عن ارتكاب تلك الحماقات؟.
تبدو المسؤولية مشتركة بين أطراف القضية: الشاب الذي صدر منه هذه الظاهرة وهو الذي يحمل الوزر الأكبر، والفتاة ذاتها عندما تضع نفسها في المكان الخطأ قريباً من تجمعات الشباب، أو تبدو عليها ظواهر الاغراء في اللبس أو الحركات، وكذا ولي أمر الفتاة الذي سمح لها بالخروج للتسوق وحدها دون أن يرافقها لقضاء حاجاتها، وأخيراً القوانين الرادعة الصادرة من الجهات التشريعية والقضائية.
ولولي الأمر أقول : من ضياع الأمانات عدم القيام بحقوق الفتيات، وانعدام الغيرة على الشرف والعرض، فليس من الغيرة ترك الفتيات يخالطن الرجال في الأسواق والمنتزهات دون حسيب أو رقيب بدعوى الثقة، فإنما تأكل الذئاب القاصية من الغنم، ومن مقاصد الشريعة حفظ الضروريات الخمس" الدين والعرض والمال والنفس والعقل ".
ولقد حرص الاسلام على حماية العرض حتى قال شاعر الاسلام حسان بن ثابت:
أصُون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المالِ
أحتال للمال إن أودي فأجمعه ولست للعرض إن أودي بمحتالِ
ختاماً :إن ترك الذئاب البشرية تنهش في أجساد الفتيات في الأماكن العامة بالهمس واللمس دون وجود قوانين رادعة من الجهات التشريعية، قد يغري السفهاء ومن في قلبه مرض بالتمادي بارتكاب المزيد من مثل تلك السلوكيات النكراء! فمن أمن العقاب أساء الأدب، والله من وراء القصد.