أحياناً تموت الأفكار خبية النفس ، إما يطويها الانشغال عنها بغيرها ، أو يُقصيها التسويف حيث حتفها ، أو يئدها الحياء والخجل في مهدها ، أو تموت جفافاً على رصيف الانتظار، أو تُخفى خوفاً من المخالف .لكن الأفكار تحيا وتتجدد بل وتُولد.
ومن أسباب تجددها الاطلاع والتفكر والتدبر والحوار والمناقشة والمشاركة ..الخ.
ولأننا نرى الجفوة والفصل الفكري ، بين شرائح المجتمع ــ وإن كانت مضمرة ــ في الغالب ، بسبب تصنيف وتسمية البعض ، ووصمه بأشياء هو بريء منها ، أو هو متلبس بها ، لكنها لا تخالف شرعاً ، ولا تصادم عرفاً ، و لا تبرر ابعاده ، كلمة قالها أو مقالاً سطره ، أو موقفاً اتخذه ، فيعتبرونه مخالفاً ، ولا يقبلون منه صرفاً ولا عدلاً ، فيُخرج ويخرج ويستقل وربما انحاز الى فئة ، أو اندرج مع طائفة ، أو آثر البعد ،على ما يحمل من آلام ، وفي الحقيقة ــ تلك الحقيقة التي يراها كل منصف ــ أنه عضوٌ في هذا الجسد ، له ما لهذا الجسد وعليه ما عليه ، وإن ابتعد أو أُبعد ،، ويبقى الحال على ما هو عليه ( الجفوة ) هؤلاء مُصنِفون وهؤلاء مُصنَفون ، فيجتمعون ويظهرون الود ويكتمون ما يكتمون، وكل في فلك يسبحون.
والعتب كل العتب على الشخصيات البارزة ، فعليهم اللوم ، لأنهم قدوات وتصرفاتهم تُقلد ، من قبل طلابهم ومُحبيهم ، فيتسع البون ويتفاقم الشرخ ، وتتعاظم الجفوة ، وقد تتطور إلى العداوة والبغضاء ،،
لماذا التصنيف ؟ ولماذا الشخصنة ؟ ولماذا الأقصى؟ ولماذا الاستئثار بصدارة ما نستحوذ عليه ؟؟
كل هذه الأسئلة واقع ملموس ، فلا نرى الشخصيات الأدبية والثقافية ، في تلك المحافل الدعوية ، من منتديات ومخيمات صيفية، وفي المقابل لا نرى الدعاة في المحافل الأدبية. وفي الحقيقة عندما تتعرف على هذه الشخصيات ــ من الفريقين ــ تجد بينهم قواسم مشتركة كثيرة ، ويتحلون بنفس الصفات ، من التواضع وحسن الأخلاق وكرمها ، ولين الجانب ، على ما يتمتعون به من علم غزير ومعرفة واسعة ، وإني على يقين ،أنهم لو اجتمعوا وكسروا حاجز الفصل الفكري ، واستمعوا لبعض ، وتقبلوا الطرح الأخر ، والتمسوا الأعذار ، وأذعنوا للحريات الفردية التي لا تتعدى على حقوق الآخرين ،سيجدون الخلاف يسير ، والأخطاء مشتركة ، ومتوقعة ، وغير مستغربة ، وكل منا متلبسٌ بذنب ، والله يسدل علينا أستار ستره،،ولو جلسنا على مائدة الحوار ، وتجاذبنا أطراف الحديث ، وشرّحنا الأفكار ، لذاب التشنج ، وتغيرت الرؤى ، واندحر الشيطان القابع في داخل كل كاشح.
إن تلاقح الأفكار ينتج أفكاراً جديدة مواءمة للواقع تتماشى مع متطلبات العصر ، فيتجدد الخطاب الدعوي على الماحاتٍ أدبية مستحدثة على ما هو عليه من الرزانة والمصداقية والمعرفة، ويتشح الخطاب الأدبي بوشاحٍ ليس غريباً عنه ، الوشاح الموافق لسماحة الشريعة وعذوبتها.
إن نسيج المجتمع الناجح ، هو الذي يعكس أطياف الشرائح كلها من غير جفوة ولا إقصاء ،وعلى الدعاة والمثقفين التضافر والتعاون على البر وجمع الكلمة وإنصاف المخالف ، وقبول الرأي الأخر ، وتقريب وجهات النظر ، والتلطف ، والدفع بالتي هي أحسن لرأب الصدع والتئام الشرخ ، وإنقاذ الأجيال القادمة من الفصل الفكري ، الذي هو أشد فتكاً في المجتمعات من الفصل العنصري،،
والله الهادي والسلام .
علي عيد جدعان العطوي
ومن أسباب تجددها الاطلاع والتفكر والتدبر والحوار والمناقشة والمشاركة ..الخ.
ولأننا نرى الجفوة والفصل الفكري ، بين شرائح المجتمع ــ وإن كانت مضمرة ــ في الغالب ، بسبب تصنيف وتسمية البعض ، ووصمه بأشياء هو بريء منها ، أو هو متلبس بها ، لكنها لا تخالف شرعاً ، ولا تصادم عرفاً ، و لا تبرر ابعاده ، كلمة قالها أو مقالاً سطره ، أو موقفاً اتخذه ، فيعتبرونه مخالفاً ، ولا يقبلون منه صرفاً ولا عدلاً ، فيُخرج ويخرج ويستقل وربما انحاز الى فئة ، أو اندرج مع طائفة ، أو آثر البعد ،على ما يحمل من آلام ، وفي الحقيقة ــ تلك الحقيقة التي يراها كل منصف ــ أنه عضوٌ في هذا الجسد ، له ما لهذا الجسد وعليه ما عليه ، وإن ابتعد أو أُبعد ،، ويبقى الحال على ما هو عليه ( الجفوة ) هؤلاء مُصنِفون وهؤلاء مُصنَفون ، فيجتمعون ويظهرون الود ويكتمون ما يكتمون، وكل في فلك يسبحون.
والعتب كل العتب على الشخصيات البارزة ، فعليهم اللوم ، لأنهم قدوات وتصرفاتهم تُقلد ، من قبل طلابهم ومُحبيهم ، فيتسع البون ويتفاقم الشرخ ، وتتعاظم الجفوة ، وقد تتطور إلى العداوة والبغضاء ،،
لماذا التصنيف ؟ ولماذا الشخصنة ؟ ولماذا الأقصى؟ ولماذا الاستئثار بصدارة ما نستحوذ عليه ؟؟
كل هذه الأسئلة واقع ملموس ، فلا نرى الشخصيات الأدبية والثقافية ، في تلك المحافل الدعوية ، من منتديات ومخيمات صيفية، وفي المقابل لا نرى الدعاة في المحافل الأدبية. وفي الحقيقة عندما تتعرف على هذه الشخصيات ــ من الفريقين ــ تجد بينهم قواسم مشتركة كثيرة ، ويتحلون بنفس الصفات ، من التواضع وحسن الأخلاق وكرمها ، ولين الجانب ، على ما يتمتعون به من علم غزير ومعرفة واسعة ، وإني على يقين ،أنهم لو اجتمعوا وكسروا حاجز الفصل الفكري ، واستمعوا لبعض ، وتقبلوا الطرح الأخر ، والتمسوا الأعذار ، وأذعنوا للحريات الفردية التي لا تتعدى على حقوق الآخرين ،سيجدون الخلاف يسير ، والأخطاء مشتركة ، ومتوقعة ، وغير مستغربة ، وكل منا متلبسٌ بذنب ، والله يسدل علينا أستار ستره،،ولو جلسنا على مائدة الحوار ، وتجاذبنا أطراف الحديث ، وشرّحنا الأفكار ، لذاب التشنج ، وتغيرت الرؤى ، واندحر الشيطان القابع في داخل كل كاشح.
إن تلاقح الأفكار ينتج أفكاراً جديدة مواءمة للواقع تتماشى مع متطلبات العصر ، فيتجدد الخطاب الدعوي على الماحاتٍ أدبية مستحدثة على ما هو عليه من الرزانة والمصداقية والمعرفة، ويتشح الخطاب الأدبي بوشاحٍ ليس غريباً عنه ، الوشاح الموافق لسماحة الشريعة وعذوبتها.
إن نسيج المجتمع الناجح ، هو الذي يعكس أطياف الشرائح كلها من غير جفوة ولا إقصاء ،وعلى الدعاة والمثقفين التضافر والتعاون على البر وجمع الكلمة وإنصاف المخالف ، وقبول الرأي الأخر ، وتقريب وجهات النظر ، والتلطف ، والدفع بالتي هي أحسن لرأب الصدع والتئام الشرخ ، وإنقاذ الأجيال القادمة من الفصل الفكري ، الذي هو أشد فتكاً في المجتمعات من الفصل العنصري،،
والله الهادي والسلام .
علي عيد جدعان العطوي