بدأ الإسلام بدائرة ضيقة جداً من المحرمات وأبقى كل شيء على أصله الحل والإباحة ، ولا حرام إلا ما أتى به الشرع صراحة بالتحريم ، ولهذا نجد النصوص الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جداً فيكفي الإنسان أن يعرف ما حرم الله فيكون ما عدا ذلك حلالاً مباحاً طيبا ، وما أطيب الإسلام وسماحته . لكن أبى البعض إلا أن يبدأ في توسيع دائرة المحرمات وتضييق دائرة المباحات ، ومن هنا نشأ لنا أحكام جديدة ودين جديد وطوائف عديدة وفرق وجماعات وإن هؤلاء ربما كانت نيَاتهم حسنة لكنهم أخفقوا في تقديم صورة الإسلام الحقيقي ، وربما بنوا أحكام على مثاليات وخيالات ليس لها في الإسلام نصيب ، بل هي بدع ابتدعوها وعملوا بها ، ولحسن حظنا أنهم بدأوا متأخرين بعد أن اتسعت رقعة العلم الشرعي الصحيح . لكنهم شرعوا باختراق بعض الأفكار والعقول وبثّوا سمومهم ونفثوا أفكارهم الضالة وربما حققوا بعض النجاحات على مستوى ضيق ، لكنهم لن يستطيعوا فرض أجندتهم في مجتمع تأسس على الإسلام الحقيقي إلا بإرادتنا نحن وما عدا ذلك فلن يكون أبداً . ومن المؤكد أن كل ذلك حدث بناءا على تخطيط دقيق ومسبق لنشر الأوهام والأحلام دون حدوثها وعبر غسيل الأدمغة المنحرفة ومحاولة قلب الطاولة العقلية على أن تجعل الغباء والإخفاق الفكري والمراهقة الفكرية إنجاز عقلي منقطع النظير وعلى الجميع أن يُنصت لما يقولون ويؤمن به إيماناً تاماً . وربما أغلب هؤلاء لا يحمل أي مشروع فكري أو هدف أو مبدأ بل جهل طاغي ومحاولة السقوط في وحل الفكر الهدّام لا أكثر . ولأننا لم نعُد نأخذ أحكامنا من مصادرنا المعتبرة شرعاً بدأت الشكوك تتلاعب بأفكار الكثير من الشباب وأخذتهم رياح الأفكار الضالة بعيداً عن واقع الحياة الحقيقي ، وأصبح الإسلام يتجه إلى أفكار ورؤى ورغبات وأهواء . فأصبحنا نشاهد في مجتمعاتنا الإسلامية الملحد والزنديق وعُبّاد الشيطان حتى غزت الثيوقراطية بعض البلدان وقامت ببناء أحكام جديدة على قاعدة مهزوزة وبالتالي نحن مؤمنين تمام الإيمان بأنها مسألة وقت لا أكثر وسينقض البناء الذي بنوا ولو بعد حين . إن الأساس الذي ينشده الإنسان أن يعيش بحرية دينية تامّة وكرامة إنسانية كما كفل له ذلك الدين الحقيقي ، وإن الصحوة الدينية الجديدة كما يطلق عليها البعض ليست سوى ناتج من نواتج العقل البشري والفكر الديني المبني على تطرّف أو لبرلة وتمييع ، ولهذا اهتزت المكانة العلمية للإسلام الحقيقي . لا يجب أن نترك لهؤلاء أن يفسّروا الإسلام بناءاً على أهوائهم ورغباتهم ، لا ينبغي أن نترك لهم فرصة تغيير الوجه الحقيقي للإسلام ، صورة الإسلام الحسنة والسمحة أمانة في أعناقنا جميعاً ، إن لم نحافظ عليها فقدنا هويتنا وبالتالي تخطّفتنا طيور التغريب والهدم والغرق والدوعشة . علينا أن نعود جميعاً لحقيقتنا الإسلامية التي عاش عليها حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه كما جاءت له من السماء دون تحريف أو تعطيل أو تخريف ، ومن أراد أن يعيش موفور الكرامة ويحيا بسعادة فليتمسك بالدين الحقيقي فإنه منجاة . حفظ الله الراعي والرعية ونصر الله البلاد وحفظ العباد طلال المنجومي الثبيتي | ||
@talalthobaiti