البناء في العهود القديمة 2:1
المتأمل في التكوين البشري يدرك أن آدم عليه السلام يمثل البذرة الأولي للحياة البشرية, وأن له وظائف أعده الله لها, فخلق الأرض قبله, وخلق الشجر والماء والمطر فكانت بيئة صالحة للحياة البشرية, وخلق الله آدم وجعله يستوطن الجنة ونعيمها, ثم تحول إلي نموذج أدني بكثير, ولكن الله أعدّ آدم بمكونات عقلية وعملية وقدرات وقوى قادرة على التعامل مع البيئة المعدة قبله والسؤال الذي طرحه كثير من المفكرين هل تعامل آدم وأبنائه مع البيئة الجديدة تعاملا بدائيا يتدرج مع ضرورياته فلم يعرف كيف يأكل ولم يعرف كيف يصنع الأكل ولم يعرف كيف يزرع وكيف يبنى ذلك رأى كثير من المفكرين في الغرب.
أمّا الكتب السماوية والمؤرخون المسلمون, فيرون غير ذلك فالله رعاه في الأرض وعلمه الضروريات وحف الإنسان الأول بما يجعله يبني الحياة وتنقسم النظريات إلي:ـ
أولاً: الإلهام:-
والمتأملُ في التكوين البشري الذي رعاه الله وكون له البيئة الصالحة يدرك أن الله لم يترك آدم هملا ضائعا بل حفه بالرعاية منها الإلهام والاستلهام فالإلهام: هو ما يوحي به الله لآدم أو يهديه الله له بفطرته ومما يؤيد هذا أن الله علم آدم الأسماء كلها والمفكر يدرك أن الأسماء وراءها دلائل وتحمل مكونات عملية وهي شاملة للحياة ففي كل اسم دلالة قبل المطر والشجر والغذاء والسكن فهذه أوحت لآدم بالعمل الحياتي فهو رأى آلة الزراعة, وأخذ يزرع, وكذلك أدوات البناء وألهمه البناء وأستنبط معالم من أسماء البناء؛ يؤخذ شاهد لذلك, نقل عن الضحاك ابن عباس: علمه الأسماء كلّها التي يتعارف بها النّاس: ﴿﴿إنسان ودابّة وأرض وسهل وجبل وفرس وحمار وأشباه ذلك)) وآدم يدرك دلالتا والعمل بها ونطقها.
ومن الدلائل الكبرى على التوجيه الرباني لآدم مع إتاحة العمل للعقل والتفكير: مما روى: ﴿﴿ إن أول ما خلق الله القلم, وقال له: أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن﴾﴾
هذا الحديث دلنا على علم الله بما هو كائن كل كائن وهو متعلق بكل كائن يعمل كما هيئ الله له بالإلهام والتفكير وبالوحي للمصطفين الأخيار والله بث علمه للملائكة وللجن وللبشر كل في ما هو بدء بمهمته التي خلقها الله لها وما هو ضروري له وتحت قدراته وأفسح المجال للتأمل والتدبر فيما هو تحت قدرات العقل أو ما تعمله الغرائز مثل الهضم, وحب الأمومة, وحب الإنجاب وأما العقل فمجاله أوسع فهو يولد اكتشافه من خلال الإلهام والتقليد والحاجة الضرورية لكل موقف وكل هذه وسائل التطور البشري, وبدأت الحكاية بلباس الستر لعورتيهما بعد التعرية في الجنة وإنزالهما أمّا في الأرض فلما ألتقي آدم وحواء وكل منهما عاريا؛ ﴿﴿ فلما رأى الله تعالي عري آدم وحوّاء أمره أن يذبح كبشاً من الضأن ومن الثمانية الأزواج التي أنزل الله من الجنّة, فأخذ كبشاً فذبحه وأخذ صوفه, فغزلته حوّاء ونسجه آدم فعمل لنفسه جبّة ولحواء درعاً وخماراً فلبسا ذلك﴾﴾
وقيل أرسل إليهما ملَكاً يعلمهما ما يلبسانه من جلود الضأن والأنعام, وقيل: كان ذلك لباس أولاده, وأمّا هو وحوّاء فكان لباسهما ما كان خصفا من ورق الجنة ثم تطور الغزل والنسيج بمعرفة البشر وعقلانيته إلى ما نحن فيه.
ثم جاءت مرحلة البناء والدور وأولها بناء الحرم فكان بإيحاء وإلهام من الله, ﴿﴿فأوحى الله إلي آدم : إن لي حَرَماً حيال عرشي فانطلق وابن لي بيتاً فيه ثمّ طف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي, فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي, فقال آدم: ياربّ وكيف لي بذلك! لستُ أقوى عليه ولا اهتدي إليه, فقيض الله ملكاً فانطلق به نحو مكّة, وكان آدم إذا مرّ بروضة قال للملك: انزل بنا هاهنا, فيقول الملك: مكانَك , حتى قدم مكّة, فكان كلّ مكان نزله آدم عمراناً وما عداه مفاوز, فبني البيت من خمسة أجبل: من طور سينا, وطور زيتون, ولبنان, والجُودي, وبني قواعده من حِراء؛ فلمّا فرغ من بناءه خرج به الملك إلي عرفات فأراه المناسك التي يفعلُها الناسُ اليوم, ثم قدم به مكّة فطاف بالبيت أسبوعاً, ثمّ رجع إلي الهند فمات على نُود﴾﴾
وقال عن بيوت الله سأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري, وأجعل فيها بيتاً أختصه بكرامتي وأسميّه بيتي وأجعله حرماً آمنا وأشار إلي أن آدم هو الذي عمر البداية بالحرم ونتيجة للوحي والإلهام لآدم يرى بعض العلماء أن الله علمه صنعته من كل شيء تعمره ﴿﴿ أنت يا آدم ما كنت حياً, ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمّة بعد أمّة, ثمّ أمر آدم أن يأتي البيت الحرام, وكان قد أهبط من الجنة ياقوتة واحدة, وقيل: دُرّة واحدة, وبقي كذلك حتى أغرق الله قوم نوح عليه السلام, فرفع وبقي أساسه, فبوّأ الله لإبراهيم, عليه السلام, فبناه على ما نذكره إن شاء الله تعالى﴾﴾.
الزراعة والنار: أمّا الزراعة فقد كان جبريل رسول الله إلي آدم وزوده بصرة من حبوب القمح وأمر جبريل آدم أن ينثر تلك الحبوب في الأرض فأنتجت حب الحنطة, ﴿﴿وأنزل عليه جبرائيل بصرّة فيها حنطة, فقال آدم: ما هذا؟ قال: هذا الذي أخرجك من الجنة, فقال: ما أصنع به؟ فقال: انثره في الأرض, ففعل فأنبته الله من ساعته, ثّم حصده وجمعه وفركه وذرّاه وطحنه وعجنه وخبزه, كلّ ذلك بتعليم جبرائيل, وجمع له جبرائيل الحجر والحديد فقدحه فخرجت منه النار, وعلّمه جبرائيل صنعة الحديد والحراثة, وأنزل إليه ثوراً, فكان يحرث عليه﴾﴾ قيل: هو الشقاء الذي ذكره الله تعالي بقوله:۩ ﴿﴿فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾﴾. ومن الوحي والإلهام سفينة نوح عليه السلام.
ثانيا:الاستلهام:-
فالاستلهام: هو نظرة التأمل في الجنة والسير علي موكبها, وعندما بني آدم بيت الله وحرمه أضحى البناء مثالا يحتذي فأخذ آدم وأبناؤه يبنون منازل لهم على شاكلة البناء بما يتناسب وحاجتهم الضرورية للإيواء والذرى والكن وحماية من البرد والشمس ومستقرا لهم ومن الاستلهام ما رآه قابيل لحفر القبور حين رأي الغراب يحفر للغراب الميت ليواريه قال تعالي:۩ ﴿﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾﴾.
ثم جاءت مرحلة وفاة آدم فأتت الملائكة لتغسله وروى أُبيٌ بنُ كعب عن النبي : ﴿﴿أن آدم حين حضرته الوفاة بعث الله إليه بحَنوطه وكفنه من الجنة, فلما رأت حوّاء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم, فقال: خليّ عني وعن رسل ربّي فما لقيتُ ما لقيتُ إلاّ منك, ولا أصابني ما أصابني إلاّ فيك, فلما قُبض غسلوه بالسَّدْر والماء وتراً وكفّنوه في وِتْرٍ من الثياب ثمّ لحدوا له ودفنوه, ثمّ قالوا: هذه سُنّة ولد آدم من بعده﴾﴾.
ومما رآه آدم في الجنة وما جاء على لسان الرسل والأنبياء بالترغيب بالجنة وأوصافها؛ وقالوا إن مهلائيل وهو ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم: إنه أول من بني البناء وأستخرج المعادن وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد, وبني مدينتين كانتا أول ما بُني على ظهر الأرض من المدائن, وهما مدينة بابل, وهي بالعراق, ومدينة السُّوس بخُوزِستان, وكان ملكه أربعين سنة.
المتأمل في التكوين البشري يدرك أن آدم عليه السلام يمثل البذرة الأولي للحياة البشرية, وأن له وظائف أعده الله لها, فخلق الأرض قبله, وخلق الشجر والماء والمطر فكانت بيئة صالحة للحياة البشرية, وخلق الله آدم وجعله يستوطن الجنة ونعيمها, ثم تحول إلي نموذج أدني بكثير, ولكن الله أعدّ آدم بمكونات عقلية وعملية وقدرات وقوى قادرة على التعامل مع البيئة المعدة قبله والسؤال الذي طرحه كثير من المفكرين هل تعامل آدم وأبنائه مع البيئة الجديدة تعاملا بدائيا يتدرج مع ضرورياته فلم يعرف كيف يأكل ولم يعرف كيف يصنع الأكل ولم يعرف كيف يزرع وكيف يبنى ذلك رأى كثير من المفكرين في الغرب.
أمّا الكتب السماوية والمؤرخون المسلمون, فيرون غير ذلك فالله رعاه في الأرض وعلمه الضروريات وحف الإنسان الأول بما يجعله يبني الحياة وتنقسم النظريات إلي:ـ
أولاً: الإلهام:-
والمتأملُ في التكوين البشري الذي رعاه الله وكون له البيئة الصالحة يدرك أن الله لم يترك آدم هملا ضائعا بل حفه بالرعاية منها الإلهام والاستلهام فالإلهام: هو ما يوحي به الله لآدم أو يهديه الله له بفطرته ومما يؤيد هذا أن الله علم آدم الأسماء كلها والمفكر يدرك أن الأسماء وراءها دلائل وتحمل مكونات عملية وهي شاملة للحياة ففي كل اسم دلالة قبل المطر والشجر والغذاء والسكن فهذه أوحت لآدم بالعمل الحياتي فهو رأى آلة الزراعة, وأخذ يزرع, وكذلك أدوات البناء وألهمه البناء وأستنبط معالم من أسماء البناء؛ يؤخذ شاهد لذلك, نقل عن الضحاك ابن عباس: علمه الأسماء كلّها التي يتعارف بها النّاس: ﴿﴿إنسان ودابّة وأرض وسهل وجبل وفرس وحمار وأشباه ذلك)) وآدم يدرك دلالتا والعمل بها ونطقها.
ومن الدلائل الكبرى على التوجيه الرباني لآدم مع إتاحة العمل للعقل والتفكير: مما روى: ﴿﴿ إن أول ما خلق الله القلم, وقال له: أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن﴾﴾
هذا الحديث دلنا على علم الله بما هو كائن كل كائن وهو متعلق بكل كائن يعمل كما هيئ الله له بالإلهام والتفكير وبالوحي للمصطفين الأخيار والله بث علمه للملائكة وللجن وللبشر كل في ما هو بدء بمهمته التي خلقها الله لها وما هو ضروري له وتحت قدراته وأفسح المجال للتأمل والتدبر فيما هو تحت قدرات العقل أو ما تعمله الغرائز مثل الهضم, وحب الأمومة, وحب الإنجاب وأما العقل فمجاله أوسع فهو يولد اكتشافه من خلال الإلهام والتقليد والحاجة الضرورية لكل موقف وكل هذه وسائل التطور البشري, وبدأت الحكاية بلباس الستر لعورتيهما بعد التعرية في الجنة وإنزالهما أمّا في الأرض فلما ألتقي آدم وحواء وكل منهما عاريا؛ ﴿﴿ فلما رأى الله تعالي عري آدم وحوّاء أمره أن يذبح كبشاً من الضأن ومن الثمانية الأزواج التي أنزل الله من الجنّة, فأخذ كبشاً فذبحه وأخذ صوفه, فغزلته حوّاء ونسجه آدم فعمل لنفسه جبّة ولحواء درعاً وخماراً فلبسا ذلك﴾﴾
وقيل أرسل إليهما ملَكاً يعلمهما ما يلبسانه من جلود الضأن والأنعام, وقيل: كان ذلك لباس أولاده, وأمّا هو وحوّاء فكان لباسهما ما كان خصفا من ورق الجنة ثم تطور الغزل والنسيج بمعرفة البشر وعقلانيته إلى ما نحن فيه.
ثم جاءت مرحلة البناء والدور وأولها بناء الحرم فكان بإيحاء وإلهام من الله, ﴿﴿فأوحى الله إلي آدم : إن لي حَرَماً حيال عرشي فانطلق وابن لي بيتاً فيه ثمّ طف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي, فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي, فقال آدم: ياربّ وكيف لي بذلك! لستُ أقوى عليه ولا اهتدي إليه, فقيض الله ملكاً فانطلق به نحو مكّة, وكان آدم إذا مرّ بروضة قال للملك: انزل بنا هاهنا, فيقول الملك: مكانَك , حتى قدم مكّة, فكان كلّ مكان نزله آدم عمراناً وما عداه مفاوز, فبني البيت من خمسة أجبل: من طور سينا, وطور زيتون, ولبنان, والجُودي, وبني قواعده من حِراء؛ فلمّا فرغ من بناءه خرج به الملك إلي عرفات فأراه المناسك التي يفعلُها الناسُ اليوم, ثم قدم به مكّة فطاف بالبيت أسبوعاً, ثمّ رجع إلي الهند فمات على نُود﴾﴾
وقال عن بيوت الله سأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري, وأجعل فيها بيتاً أختصه بكرامتي وأسميّه بيتي وأجعله حرماً آمنا وأشار إلي أن آدم هو الذي عمر البداية بالحرم ونتيجة للوحي والإلهام لآدم يرى بعض العلماء أن الله علمه صنعته من كل شيء تعمره ﴿﴿ أنت يا آدم ما كنت حياً, ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمّة بعد أمّة, ثمّ أمر آدم أن يأتي البيت الحرام, وكان قد أهبط من الجنة ياقوتة واحدة, وقيل: دُرّة واحدة, وبقي كذلك حتى أغرق الله قوم نوح عليه السلام, فرفع وبقي أساسه, فبوّأ الله لإبراهيم, عليه السلام, فبناه على ما نذكره إن شاء الله تعالى﴾﴾.
الزراعة والنار: أمّا الزراعة فقد كان جبريل رسول الله إلي آدم وزوده بصرة من حبوب القمح وأمر جبريل آدم أن ينثر تلك الحبوب في الأرض فأنتجت حب الحنطة, ﴿﴿وأنزل عليه جبرائيل بصرّة فيها حنطة, فقال آدم: ما هذا؟ قال: هذا الذي أخرجك من الجنة, فقال: ما أصنع به؟ فقال: انثره في الأرض, ففعل فأنبته الله من ساعته, ثّم حصده وجمعه وفركه وذرّاه وطحنه وعجنه وخبزه, كلّ ذلك بتعليم جبرائيل, وجمع له جبرائيل الحجر والحديد فقدحه فخرجت منه النار, وعلّمه جبرائيل صنعة الحديد والحراثة, وأنزل إليه ثوراً, فكان يحرث عليه﴾﴾ قيل: هو الشقاء الذي ذكره الله تعالي بقوله:۩ ﴿﴿فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾﴾. ومن الوحي والإلهام سفينة نوح عليه السلام.
ثانيا:الاستلهام:-
فالاستلهام: هو نظرة التأمل في الجنة والسير علي موكبها, وعندما بني آدم بيت الله وحرمه أضحى البناء مثالا يحتذي فأخذ آدم وأبناؤه يبنون منازل لهم على شاكلة البناء بما يتناسب وحاجتهم الضرورية للإيواء والذرى والكن وحماية من البرد والشمس ومستقرا لهم ومن الاستلهام ما رآه قابيل لحفر القبور حين رأي الغراب يحفر للغراب الميت ليواريه قال تعالي:۩ ﴿﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾﴾.
ثم جاءت مرحلة وفاة آدم فأتت الملائكة لتغسله وروى أُبيٌ بنُ كعب عن النبي : ﴿﴿أن آدم حين حضرته الوفاة بعث الله إليه بحَنوطه وكفنه من الجنة, فلما رأت حوّاء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم, فقال: خليّ عني وعن رسل ربّي فما لقيتُ ما لقيتُ إلاّ منك, ولا أصابني ما أصابني إلاّ فيك, فلما قُبض غسلوه بالسَّدْر والماء وتراً وكفّنوه في وِتْرٍ من الثياب ثمّ لحدوا له ودفنوه, ثمّ قالوا: هذه سُنّة ولد آدم من بعده﴾﴾.
ومما رآه آدم في الجنة وما جاء على لسان الرسل والأنبياء بالترغيب بالجنة وأوصافها؛ وقالوا إن مهلائيل وهو ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم: إنه أول من بني البناء وأستخرج المعادن وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد, وبني مدينتين كانتا أول ما بُني على ظهر الأرض من المدائن, وهما مدينة بابل, وهي بالعراق, ومدينة السُّوس بخُوزِستان, وكان ملكه أربعين سنة.