كأبناء مبتعثون لمنطقة تبوك ، عدنا لنكمل المرحلة الأهم من مشروع خادم الحرمين الشريفين الا وهي خدمة الوطن والعودة من جديد للجامعة بخبرات وشهادات علمية لنصعد أولى درجات المشروع القومي النهضوي والذي صرفت عليه الدولة مليارات الريالات ولكن جامعة تبوك استقصت هذه الطاقات البشرية، قلنا لعل العيب فينا ، وإلا فالجامعة مؤسسة حكومية ونحن كأبناء لهذا الوطن نثق في مؤسساتنا ولا نشك في نزاهتها. إلا أننا بعدما رأينا ما تعج به وسائل التواصل الاجتماعي من تغريدات، ورأينا رد جامعة تبوك العائم ، انتابنا الشك وتزعزعت الثقة في جامعتنا. وأما وقد بلغ السيل الزبى ، فلن يرضى أحد إلا بعدما تُعرف الحقيقة كاملة. ابناء تبوك عندما يعودون من الأبتعاث توصد الجامعة ابوابها في وجه طموحاتهم بحجج واهية نجدها لم تمنعهم من تعيين آخرين على حسب التغريدات المنسوبة للأستاذ المشارك في الجامعة وأقول على حسب التغريدات ، لأن الجامعة في ردها لم تدحض تلك التغريدات بما يشفي الصدور.
ورغم أنني أحد المتضررين من جامعة تبوك ، إلا أني لن أتحدث عن نفسي هنا ، وسؤثر على نفسي شباب آخرين ، وسأتحدث هنا عن قصة واحد منهم مع جامعة تبوك.
هذا الشاب ابن الجامعة ، ابن المنطقة ، المتفوق في جميع مراحل الدراسة منذ الابتدائية. درس البكالوريوس وتخرج من جامعة تبوك بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف ، ومن العشرة الأوائل على الجامعة.
لتفوقه وتميزه رشحه أساتذته ورئيس قسمه ليكون معيداً في القسم آنذاك، وبناء أحلامه الأكاديمية . لكن تلك الأحلام تحطمت على صخرة البيروقراطية وإهمال الطاقات الشابة. ففي كل مره يسأل فيها عن الإعادة كانت إجابة الجامعة "لسا".
بعد طول الانتظار رحل ذلك الشاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية مبتعثا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله للإبتعاث الخارجي.
درس اللغة وحصل على درجة الماجستير بتفوق منقطع النظير ، حيث حصل على معدل 4/4 أي بنسبة 100/100 وهو ما يعادل بنظام الجامعات السعودية 5/5.
عاد ذلك الشاب الطموح لوطنه ، وكله أمل في جامعته التي درس فيها ليخدمها ويخدم أبناء وطنه بما تسلح به من علم واطلاع.
قدم أوراقه لجامعة تبوك ، وهنا واجهته البيروقراطية مرة ثانية ، فلا نتيجة واضحة من الجامعة ولا جواب شاف. حاول ثم حاول ولكن بدون نتيجة تذكر.
اتجه ذلك الشاب ليعمل متعاقداً في الشركة المشغلة للسنة التحضيرية في إحدى المحافظات في منطقة تبوك.
لفت هذا الشاب أنظار زملائه وطلابه بعلمه ونشاطه ومهاراته المتعددة . الكل يسأله : لماذا لا تنتسب للجامعة فأنت إنسان متميز ومؤهل وأفضل من كثير من الأكاديميين الأجانب.
كان يصمت ويبتسم فقط بينما في سره يقول " ألا ليت قومي يعلمون" !
مرت الآن سنتين ، وهو يعمل في السنة التحضيرية متعاقداً معهم وعلى مدى هذه الفترة وحتى هذه اللحظة وهو يحاول الإنضمام للجامعة ولكن بدون فائده.
أليس من المحبط حقاً أن تضيع هذه الطاقة هدراّ . الجامعات الراقية هي التي تسعى خلف مثل هؤلاء المتفوقين لتضمهم لكادرها الأكاديمي وليسوا من هم يسعون وراءها.
هذا الشاب لم يبقى عالة على اهله بل بدأ العمل ، وفي نفس مجاله والآن كسب الخبرة في العمل الأكاديمي ، فيا ترى ماهو عذر الجامعة في عدم ضم هذا الشاب المتفوق صاحب الخبرة لكادرها الأكاديمي. انه لمشين حقاً أن يعمل شاب بهذه المؤهلات والصفات متعاقدا في شركة تعليمية وجامعته الناشئة تدير ظهرها له !
والسؤال هنا للجامعة لماذا هدر هذه الطاقة الشابة؟
ماذا لو أن الجامعة ضمته لكادرها الأكاديمي وابتعثته لنيل درجة الدكتوراه ، ولا شك أن شاب متفوق الى هذا الحد سيحصل على قبول من أرقى الجامعات في العالم وسيعود ويقدم علمه لوطنه وأبناء منطقته.
طرحت قصة هذا الشاب لأني أعرفه وأعرف قصته عن قرب ، وأنا لا اتهم أحد في الجامعة بل أتحدث عن ضبابية وعدم وضوح في الرد على المؤهلين من أبناء المنطقة. وأتذكر مقولة أمير منطقة تبوك سمو الأمير فهد بن سلطان حفظه الله في أحد حفلات التخرج " جامعة تبوك أنشئت لأبناء منطقة تبوك" .
إن إهدار هذه الطاقات من أبناء المنطقة هو بلا شك قمة الإجحاف في حقهم بدون أسباب مقنعه.
وعلى ذكر الأسباب ، من المستغرب أن الرد الجاهز هو "اختلاف التخصص أو عدم إمتداده" ، في حين أن الجامعات حول العالم تفضل صاحب التخصصات المختلفة بشرط أن تكون في نفس المجال لشغل وظيفة محاضر أو أي دور اكاديمي وذلك لتوسع مداركه ، وتنوع ثقافته ، وإتقانه لأكثر من علم مما يعد ميزة له وفرصة لضمه للعمل ولكن جامعاتنا تأخذ هذا عذراً لتنحي المتفوقين من أبناء هذا الوطن الغالي.
الأغرب من هذا كله أن الكثير من القياديين في الجامعة لديهم اختلاف تخصص.
فلماذا حلال عليهم ، حرام على غيرهم؟ !
السؤال القائم الآن هو : لماذا هذا الإقصاء للمؤهلين من أبناء المنطقة؟
لماذا لا تستغل هذه الطاقات الشابة الفتية لترتفع بالجامعة وبالمنطقة والوطن كله عاليا. إن الملك سلمان حفظه الله بادر بوضع الشباب في الأماكن المناسبة ، وهاهي دولتنا ترتقي بشبابها وكما قال رسول الله " اللهم بارك لأمتي في بكورها" . المعضلة هي أن يتم وأد البكورة واغتيالهم بالبيروقراطية والحجج والتراهلات الإدارية .
تغريدات الدكتور عبدالعزيز العنزي ، حركت الماء الراكد ونحن إلى الآن لا نعلم ما إذا كان هذا الماء صاف أم عكر . ولكننا مع الحق أينما كان ، وهناك جهات مختصه هي المسؤولة في مثل هذه المسائل و نحن نريد أن نعرف الحقيقة . فإن كانت الجامعة كما وصمت به ، ففي عهد هذا الملك الحازم حفظه الله ليس هناك مكان للفساد ولا للمقصرين.
التساؤلات التي يبحث عن إجاباتها أبناء المنطقة ليست بالغة الصعوبة فهي :
هل تم تعيين أكاديميين في الجامعة بتقدير مقبول؟
هل تم تعيين أكاديميين لديهم أختلاف تخصصات؟
ولكن السؤال الأهم هو: يا ترى هل ستعيد جامعة تبوك ثقتها في نفوس أبناء هذا الوطن؟
ورغم أنني أحد المتضررين من جامعة تبوك ، إلا أني لن أتحدث عن نفسي هنا ، وسؤثر على نفسي شباب آخرين ، وسأتحدث هنا عن قصة واحد منهم مع جامعة تبوك.
هذا الشاب ابن الجامعة ، ابن المنطقة ، المتفوق في جميع مراحل الدراسة منذ الابتدائية. درس البكالوريوس وتخرج من جامعة تبوك بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف ، ومن العشرة الأوائل على الجامعة.
لتفوقه وتميزه رشحه أساتذته ورئيس قسمه ليكون معيداً في القسم آنذاك، وبناء أحلامه الأكاديمية . لكن تلك الأحلام تحطمت على صخرة البيروقراطية وإهمال الطاقات الشابة. ففي كل مره يسأل فيها عن الإعادة كانت إجابة الجامعة "لسا".
بعد طول الانتظار رحل ذلك الشاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية مبتعثا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله للإبتعاث الخارجي.
درس اللغة وحصل على درجة الماجستير بتفوق منقطع النظير ، حيث حصل على معدل 4/4 أي بنسبة 100/100 وهو ما يعادل بنظام الجامعات السعودية 5/5.
عاد ذلك الشاب الطموح لوطنه ، وكله أمل في جامعته التي درس فيها ليخدمها ويخدم أبناء وطنه بما تسلح به من علم واطلاع.
قدم أوراقه لجامعة تبوك ، وهنا واجهته البيروقراطية مرة ثانية ، فلا نتيجة واضحة من الجامعة ولا جواب شاف. حاول ثم حاول ولكن بدون نتيجة تذكر.
اتجه ذلك الشاب ليعمل متعاقداً في الشركة المشغلة للسنة التحضيرية في إحدى المحافظات في منطقة تبوك.
لفت هذا الشاب أنظار زملائه وطلابه بعلمه ونشاطه ومهاراته المتعددة . الكل يسأله : لماذا لا تنتسب للجامعة فأنت إنسان متميز ومؤهل وأفضل من كثير من الأكاديميين الأجانب.
كان يصمت ويبتسم فقط بينما في سره يقول " ألا ليت قومي يعلمون" !
مرت الآن سنتين ، وهو يعمل في السنة التحضيرية متعاقداً معهم وعلى مدى هذه الفترة وحتى هذه اللحظة وهو يحاول الإنضمام للجامعة ولكن بدون فائده.
أليس من المحبط حقاً أن تضيع هذه الطاقة هدراّ . الجامعات الراقية هي التي تسعى خلف مثل هؤلاء المتفوقين لتضمهم لكادرها الأكاديمي وليسوا من هم يسعون وراءها.
هذا الشاب لم يبقى عالة على اهله بل بدأ العمل ، وفي نفس مجاله والآن كسب الخبرة في العمل الأكاديمي ، فيا ترى ماهو عذر الجامعة في عدم ضم هذا الشاب المتفوق صاحب الخبرة لكادرها الأكاديمي. انه لمشين حقاً أن يعمل شاب بهذه المؤهلات والصفات متعاقدا في شركة تعليمية وجامعته الناشئة تدير ظهرها له !
والسؤال هنا للجامعة لماذا هدر هذه الطاقة الشابة؟
ماذا لو أن الجامعة ضمته لكادرها الأكاديمي وابتعثته لنيل درجة الدكتوراه ، ولا شك أن شاب متفوق الى هذا الحد سيحصل على قبول من أرقى الجامعات في العالم وسيعود ويقدم علمه لوطنه وأبناء منطقته.
طرحت قصة هذا الشاب لأني أعرفه وأعرف قصته عن قرب ، وأنا لا اتهم أحد في الجامعة بل أتحدث عن ضبابية وعدم وضوح في الرد على المؤهلين من أبناء المنطقة. وأتذكر مقولة أمير منطقة تبوك سمو الأمير فهد بن سلطان حفظه الله في أحد حفلات التخرج " جامعة تبوك أنشئت لأبناء منطقة تبوك" .
إن إهدار هذه الطاقات من أبناء المنطقة هو بلا شك قمة الإجحاف في حقهم بدون أسباب مقنعه.
وعلى ذكر الأسباب ، من المستغرب أن الرد الجاهز هو "اختلاف التخصص أو عدم إمتداده" ، في حين أن الجامعات حول العالم تفضل صاحب التخصصات المختلفة بشرط أن تكون في نفس المجال لشغل وظيفة محاضر أو أي دور اكاديمي وذلك لتوسع مداركه ، وتنوع ثقافته ، وإتقانه لأكثر من علم مما يعد ميزة له وفرصة لضمه للعمل ولكن جامعاتنا تأخذ هذا عذراً لتنحي المتفوقين من أبناء هذا الوطن الغالي.
الأغرب من هذا كله أن الكثير من القياديين في الجامعة لديهم اختلاف تخصص.
فلماذا حلال عليهم ، حرام على غيرهم؟ !
السؤال القائم الآن هو : لماذا هذا الإقصاء للمؤهلين من أبناء المنطقة؟
لماذا لا تستغل هذه الطاقات الشابة الفتية لترتفع بالجامعة وبالمنطقة والوطن كله عاليا. إن الملك سلمان حفظه الله بادر بوضع الشباب في الأماكن المناسبة ، وهاهي دولتنا ترتقي بشبابها وكما قال رسول الله " اللهم بارك لأمتي في بكورها" . المعضلة هي أن يتم وأد البكورة واغتيالهم بالبيروقراطية والحجج والتراهلات الإدارية .
تغريدات الدكتور عبدالعزيز العنزي ، حركت الماء الراكد ونحن إلى الآن لا نعلم ما إذا كان هذا الماء صاف أم عكر . ولكننا مع الحق أينما كان ، وهناك جهات مختصه هي المسؤولة في مثل هذه المسائل و نحن نريد أن نعرف الحقيقة . فإن كانت الجامعة كما وصمت به ، ففي عهد هذا الملك الحازم حفظه الله ليس هناك مكان للفساد ولا للمقصرين.
التساؤلات التي يبحث عن إجاباتها أبناء المنطقة ليست بالغة الصعوبة فهي :
هل تم تعيين أكاديميين في الجامعة بتقدير مقبول؟
هل تم تعيين أكاديميين لديهم أختلاف تخصصات؟
ولكن السؤال الأهم هو: يا ترى هل ستعيد جامعة تبوك ثقتها في نفوس أبناء هذا الوطن؟