كاريزما القيادة
إذا عدنا إلى تلك المفردة كاريزما (بالإنجليزية charisma) نجد أن أصلها إغريقي وتعني الهبة أو التفضيل الإلهي وهي الجاذبية المقنعة بحد ذاتها والسحر الشخصي والحضور الطاغي الذي يتمتع به أحد الأشخاص وبتوصيف أدق هي إحدى السمات الشخصية التي تحضى بتقدير عال لدينا في أحدهم فتثير الحماس والولاء في دواخلنا، وهناك من حاول ترجمتها إلى قوة الشخصية والسحر الأنيق والذي يمكن أن يلهم الأتباع التفاني ، كما وصفها رائد علم الإجتماع الشهير "ماكس فيبر" كنوع من أنواع السلطة "الكاريزماتية" والتي تستمد قوتها وشرعيتها من إيمان الآخرين بقدراتها وتأثيرها.
وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة الا أنه يمكننا ربطها بشخصية معينة ونستطيع بعد ذلك القول أن الشخصية الكاريزمية هي صاحبة تلك القدرات الغير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين وتمتاز بالقدرة على تحفيزهم وإلهامهم وجذب إنتباههم.
والكاريزما تمنح صاحبها القدرة على التكيف مع كل المتغيرات وتحمل المسئولية فيستطيع أن يمارس المسئولية الشخصية وأن يكون مرناً على مستوى التبعات والنتائج المتعلقة بإتخاذ القرارات الجريئة ومكان العمل والصلات والتفاعل مع المجتمع ووضع الأهداف والغايات والمعايير والأستراتيجيات العالية بدقة متناهية وتحقيقها إضافة إلى تقبل الغموض في ظل ظروف عدم التأكد.
الكاريزما هي الوجة الآخر للإبداع وتتعايش بشكل فريد ومتناغم مع التطلع الفكري وأقصد به هاهنا وضع أفكار جديدة وتطبيقها وإيصالها إلى الآخرين وضمان تأثرهم بها وهي الإنفتاح بحد ذاته على وجهات النظر الجديدة والمتنوعة والاستجابة لها بما فيها النقد.
بإختصار هى سمة غير عادية تتحقق لدى الفرد فتمنحه قدرات خارقة للعادة يمتد تأثيرها إلى ما وراء الأفق في نفوس الآخرين فهو المنقذ للشعوب فتحبه وتعشقه وتغمض أعينها وتتبعه فيوصلها إلى بر الأمان ويحقق لها السعادة الأبدية (كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) وعلى النقيض قد يكون سبباً في تعاستها وفنائها ودمارها وإلقائها في الهاوية (كما فعل هتلر).
بقلم / عبدالله علي القحطاني