الطب مهنة شريفة ولا بد وأن تصان لتبقى داخل دائرة الإنسانية .. فقد ذهبت كثير من أخلاقيات الطب، وأصبح الجسد البشري حقلا واسعا للتجارب الرخيصة . وإذا دخل الطب عالم البورصات هبطت مؤشرات الصحة . وهناك فرق شاسع بين الطب والميكانيكا، كالفرق ما بين الإنسان والآلة .. والمستشفى ليس ورشة للسيارات .. ومشرط الجراح يختلف عن مفك وشاكوش الميكانيكي . وفي مفهوم الميكانيكا " اللي انكسر يتصلّح " .. وفي المفهوم الطبي " اللي انكسر يندفن " .والمحسوبية والواسطة مرفوضة ومحتقرة في عالم الطب، فالألم والدموع والأنين لا تفرق بين غني وفقير ، وبعض الأطباء إذا جاءه صاحب الوجاهة أقام الدنيا ولم يقعدها، وإذا جاءه من لا حول له ولا طول صرفه بالثلاثية المعروفة . فالدواء ليس شكولاتا ، وبطن المريض ليس مستودعا للمواد الكيماوية، والنشرات المرفقة مع الدواء ليست قصائد شعرية .. والمريض يجب أن لا ينتظر حتى تتدخل الواسطة وتحمله على جناحها إلى مستشفى متخصص .والوقت من ذهب ، وهو في عالم الطب أغلى من الذهب وأحد من السيف .. فالمريض في سباق مع المرض وكشف العلة في بدايتها يوفر كثيرا من الجهد والوقت والألم . وهناك تمايز ظاهر بين القطاع الطبي العام والقطاع الطبي الخاص في الخدمة والتجهيزات ، لذلك نجد الناس يفرون من غياهب القطاع ( الحكومي ) ليجدوا أنفسهم على منشار القطاع الخاص . الشعوذة والفهلوة والتخمين والتنجيم وقراءة الكف والفنجان مرفوضة في عالم الطب ولا مجال لها في ظل التطور الهائل في التقنيات الحديثة ؟. ما فائدة سرير المعاينة إذا كان بعض الأطباء يكشف على الواقف ؟. ما فائدة الملف الطبي إذا كان بعض الأطباء لا يعيره أدنى اهتمام . والطب النفسي ( أقصد مراعاة نفسية المريض ) مفقود عند كثير من الأطباء لأن الكثير من الأطباء يشتغلون بدون نفس لأنهم لم توفر لهم سبل الراحة النفسية .
إن التجاوزات التي تحصل من بعض الأطباء تجعلنا ندرك العور الذي أصاب هذه المهنة الشريفة .. ونحن نقبل وبروح رياضية خطأ الميكانيكي في ظل نظرية " اللي انكسر يتصلح "، لكن فيما يتعلق بصحة وحياة الإنسان فإن جميع النظريات من عهد فيثاغورس مرورا بنيوتن وإلى يومنا هذا لا تستطيع أن تصلح ما أفسده الطبيب . والطب والميكانيكا مهنتان عظيمتان شريفتان ، لكن بسب الاستهتار واللامبالاة وغياب الضمير تذهب أرواح وأموال .
والسلام
إن التجاوزات التي تحصل من بعض الأطباء تجعلنا ندرك العور الذي أصاب هذه المهنة الشريفة .. ونحن نقبل وبروح رياضية خطأ الميكانيكي في ظل نظرية " اللي انكسر يتصلح "، لكن فيما يتعلق بصحة وحياة الإنسان فإن جميع النظريات من عهد فيثاغورس مرورا بنيوتن وإلى يومنا هذا لا تستطيع أن تصلح ما أفسده الطبيب . والطب والميكانيكا مهنتان عظيمتان شريفتان ، لكن بسب الاستهتار واللامبالاة وغياب الضمير تذهب أرواح وأموال .
والسلام