شكرا " فهد بن سلطان "
(المواطن ليس بحاجة لمن يمتحنه في عقيدته ووطنيته وبيعته) أن تقرأ عبارة كهذه فمنذ الوهلة الأولى ستقول بأنك أمام جملة مقتبسة من كتاب ما، لكنها ليست كذلك، إنما هي عبارة الأمير فهد بن سلطان أثناء لقاءه بالمواطنين في محافظة الوجه كما نشرتها الزميلة عكاظ.
إن هذه العبارة تحمل بعدا فكريا عظيما، وتحمل هما إنسانيا أعظم، وبين طياتها رؤية ووعي لا يضاهى، لأنها تؤمن بقرارات الإنسان، وباعتقاداته، ولا تدخل في النيات وتحاول تشويهها، إن أكبر ما يأمله الإنسان أن يتعامل معه الآخرون بهذه البساطة، وبهذا الصدق، لأننا حينما ندخل في نيّة شخص ما فنحن بالضرورة نشكك فيه، ولا نؤمن بما يقوله إطلاقا، لكن فهد بن سلطان أعطانا درسا حضاريا وإنسانيا، باختزال لا مثيل له، فنحن لا يمكن أن نتجاهل بأن هنالك الكثير ممن يحاول امتحان الآخرين في صدقهم مع الله، ومع الدين، ومع الوطن، فالإنسان والمواطن هو إنسان بدءا لا يحتاج أن ندخل في نيته لكي نتأكد مما يقول، إنما هو مفطور على العطاء بنفس راضية، وبطريقة يرغبها وينحاز لها.
أعتقد بأن هذه العبارة تؤسس لمفهوم جديد من قبل ولاة الأمر تجاه المواطن الذي هو جزء منهم، وتفتح نوافذ جديدة للحوار، والتواصل، في الوقت الذي نرى فيه الكثير من الشعوب تثور على قادتها، إن وعي السلطة يغرس في داخل المواطن شيئا من الحميمية في التعامل، فالقائد الواعي هو الذي يتقرب إلى شعبه، ويتفهم مشاكله، ومتطلباته، ويدخل في صميم وعي الناس أيضا، فما قاله فهد بن سلطان يدل دلالة عميقة أنه يفهم المجتمع جيدا، فهو لا يهمه سوى معيشة الناس، وصحتهم، والناس لا يطمحون إلى أكثر من أن يعيشوا بكرامة، ورغد وصحة جيدة، إن هذا الوعي لا تشكله الكتب، إنه وعي يشكله بالدرجة الأولى الإيمان بالناس، وبحاجاتهم، ومتطلباتهم، ويشكله أيضا الغوص في ماهيات الناس.
أتصور بأننا محظوظون جدا بأن لا تقف نياتنا أمام امتحان صعب لا نجد إجابات له، فشكرا يا " فهد بن سلطان "!
علوان السهيمي
alwan_mohd@hotmail.com
(المواطن ليس بحاجة لمن يمتحنه في عقيدته ووطنيته وبيعته) أن تقرأ عبارة كهذه فمنذ الوهلة الأولى ستقول بأنك أمام جملة مقتبسة من كتاب ما، لكنها ليست كذلك، إنما هي عبارة الأمير فهد بن سلطان أثناء لقاءه بالمواطنين في محافظة الوجه كما نشرتها الزميلة عكاظ.
إن هذه العبارة تحمل بعدا فكريا عظيما، وتحمل هما إنسانيا أعظم، وبين طياتها رؤية ووعي لا يضاهى، لأنها تؤمن بقرارات الإنسان، وباعتقاداته، ولا تدخل في النيات وتحاول تشويهها، إن أكبر ما يأمله الإنسان أن يتعامل معه الآخرون بهذه البساطة، وبهذا الصدق، لأننا حينما ندخل في نيّة شخص ما فنحن بالضرورة نشكك فيه، ولا نؤمن بما يقوله إطلاقا، لكن فهد بن سلطان أعطانا درسا حضاريا وإنسانيا، باختزال لا مثيل له، فنحن لا يمكن أن نتجاهل بأن هنالك الكثير ممن يحاول امتحان الآخرين في صدقهم مع الله، ومع الدين، ومع الوطن، فالإنسان والمواطن هو إنسان بدءا لا يحتاج أن ندخل في نيته لكي نتأكد مما يقول، إنما هو مفطور على العطاء بنفس راضية، وبطريقة يرغبها وينحاز لها.
أعتقد بأن هذه العبارة تؤسس لمفهوم جديد من قبل ولاة الأمر تجاه المواطن الذي هو جزء منهم، وتفتح نوافذ جديدة للحوار، والتواصل، في الوقت الذي نرى فيه الكثير من الشعوب تثور على قادتها، إن وعي السلطة يغرس في داخل المواطن شيئا من الحميمية في التعامل، فالقائد الواعي هو الذي يتقرب إلى شعبه، ويتفهم مشاكله، ومتطلباته، ويدخل في صميم وعي الناس أيضا، فما قاله فهد بن سلطان يدل دلالة عميقة أنه يفهم المجتمع جيدا، فهو لا يهمه سوى معيشة الناس، وصحتهم، والناس لا يطمحون إلى أكثر من أن يعيشوا بكرامة، ورغد وصحة جيدة، إن هذا الوعي لا تشكله الكتب، إنه وعي يشكله بالدرجة الأولى الإيمان بالناس، وبحاجاتهم، ومتطلباتهم، ويشكله أيضا الغوص في ماهيات الناس.
أتصور بأننا محظوظون جدا بأن لا تقف نياتنا أمام امتحان صعب لا نجد إجابات له، فشكرا يا " فهد بن سلطان "!
علوان السهيمي
alwan_mohd@hotmail.com