في مشهد يتكرر عند نهاية كل فصل دراسي، نرى الأوراق متناثرة أمام جامعاتنا ومدارسنا ومعاهدنا كأوراق الأشجار المتطايرة في فصل الخريف.. وما دفعني للكتابة بهذا الشأن أكثر هو أن أرى هذا المشهد يتكرر في أروقة كليات الدراسات العليا وإن كانت بشكل اقل نسبياً، إلا اننا لا نختلف بأن هذه الظاهرة غير حضارية وينبغي الوقوف على أسبابه ومعالجته للتغيير نحو الافضل .
ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نتكاتف للأخذ بأيدي فلذات أكبادنا وتوجيههم وتثقيفهم من جانب الأسرة أولا، ثم من جانب المؤسسات التعليمية التي تضطلع بدور هام وكبير في مجال التوعية بسلبيات هذه السلوكيات الغير حضارية، وذلك بإقامة البرامج والمحاضرات الفاعلة الحقيقية، سواء لأولياء الامور او لأبنائنا وبناتنا .
فمن المخجل ان يدفع عامل النظافة ثمن اهمالنا لهذا الأمر، ومن المخجل ان نرى هذا المشهد يتكرر كل فصل دراسي دون ان نحرك ساكنا.. فإن لم نتغير ونبدأ بأنفسنا فلن نغير شيئاً أبدا، وسنبقى على نفس الحال كل عام ونكتفي بالقول؟! الله لا يغير علينا ..
نعم الله لا يغير علينا نعمته، ولكن يجب ان نغير من سلوكياتنا نحو الافضل لنتغير، ونسعى بجد لعلاج هذه الظاهرة من مبدأ الشراكة المجتمعية وبالطرق العلمية والدراسة الجادة للتوعية بسلبيات هذا السلوك، وكلي ثقه بالله ثم بأبنائنا وبناتنا بقابليتهم للتغيير متى ما تم توجيههم بالأساليب السليمة نحو السلوك الصحيح، وليس بالإكراه أو الإجبار بل أن يكون نابعاً من الداخل عن قناعة وأدراك تام بإيجابيات هذا التغيير، فكما نعلم أبنائنا نتعلم منهم.. فنعم للتغيير نحو الأفضل ووداعا لخريف نهاية الفصل .