قال أحدهم ذات يوم وهو يتذكر ويتحسّر : لقد أتى عليّ زمان كانت تحيط بي شلة من الناس ، حتى أنني أذكر أنه إذا وقعت السيجارة يتبادرونها أيهم يعيدها إلى فمي ، بل كانوا يتسابقون أيهم يظفر بالسبق في تغيير حفاظة ولدي الصغير حين كان يرافقني في الرحلات . واليوم بعد أن تقاعدت لم أجد من تلك الشلة أحدا !.
ذلك مثل صارخ على حقارة بعض الناس ودناءة نفوسهم . ولم تكن الشللية وليدة هذا العصر، بل هي ضاربة في أعماق تاريخ البشر، فكان الكثير من أهل السلطة والوجاهة أسير شلته، يرى بأعينهم ويسمع بأذآنهم . وأينما وجدت الشللية وجد الظلم والفساد وهضم حقوق العباد . والشللية تعتمد على مبدأ الإقصاء . ولأنها دنيئة فهي تبعد أهل الكرامة وتحارب الناجحين لكي تخلو لهم الساحة، فلا يرى صاحب السلطة غيرهم . لذلك نراهم يحظون بالإمتيازات التي نالوها بهز الأذناب . فالذنب المناسب في المكان المناسب .
وهنا تحضرني قصة لأحد الشباب من الجيل الذي يحمل أفكارا جديدة ( شخص أعرفه ) وقد تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن،ويحمل شهادة الهندسة في أحد التخصصات المهمة .. فأراد أن يبث روح التجديد في هيكل الإدارة التي تم تعيينه فيها، وكان نشيطا مخلصا . لكن الشللية التي أفزعها وجوده لم تمهله، فضربت عليه وعلى أفكاره طوقا، لأنه يشكل خطرا على وجودها، خصوصا حين بدأ يخطف الأضواء وأصبحت الشلة تعيش في العتمة . لذلك أوغروا عليه صدر عميد الشلة ( المدير ) فسحب منه جميع الصلاحيات ، فكان يأتي لمكتبه فلا يجد عملا يعمله ، وبقي على تلك الحال شهرين، ثم أدرك أنه لا مكان له بين تلك الشلة، لذلك قدّم إستقالته ورحل، فأكرمه الله تعالى نظير إخلاصه، فكان مديرا لأحد المصانع الكبيرة في مدينة جدة .
والشللية هي أحد المبيدات الفتاكة التي تقتل روح الإبداع والتنافس الشريف، وهي داء ليس له دواء غير قطع تلك الأذناب اللولبية التي تقف سدا منيعا في وجه العدل والإحسان وتمارس الظلم والطغيان والاستحواذ . فكم من صاحب سلطة أسقطته أفعال شلته الذين وضع ثقته العمياء فيهم حتى إذا سقط كشفوا أسراره، وكأنهم كانوا براء مما كان يفعل، وهم الذين كانوا يزينون له كل عمل مشين . لذلك نجد أن كل صاحب شلة يأخذ شلته معه حين يتم نقله إلى مكان آخر .وكأنه لا يوجد في المكان الآخر من يقوم مقام شلته، وقد يكون في المكان الآخر من هم خير وأصلح من شلته .
والشللية ظاهرة في كل تجمع بشري، ولا تكاد تخلو إدارة ومصلحة من شلة تحيط بالمسئول إلا من رحم ربي . وعلى مستوى الدول هناك شلة تحيط بالزعيم فتفصله عن الشعب . وتظهر الشللية في أقبح صورها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان . فمبدأ " امسك لي واقطع لك " هو الذي يسيّر حركة الشللية دون إعتبار للمبادىء والقيم السامية والشرف الرفيع .
وتحية إلى كل مسئول لا يسمح بتواجد الشللية تحت إدارته، لأنهم لن ينفعوه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
والسلام
ذلك مثل صارخ على حقارة بعض الناس ودناءة نفوسهم . ولم تكن الشللية وليدة هذا العصر، بل هي ضاربة في أعماق تاريخ البشر، فكان الكثير من أهل السلطة والوجاهة أسير شلته، يرى بأعينهم ويسمع بأذآنهم . وأينما وجدت الشللية وجد الظلم والفساد وهضم حقوق العباد . والشللية تعتمد على مبدأ الإقصاء . ولأنها دنيئة فهي تبعد أهل الكرامة وتحارب الناجحين لكي تخلو لهم الساحة، فلا يرى صاحب السلطة غيرهم . لذلك نراهم يحظون بالإمتيازات التي نالوها بهز الأذناب . فالذنب المناسب في المكان المناسب .
وهنا تحضرني قصة لأحد الشباب من الجيل الذي يحمل أفكارا جديدة ( شخص أعرفه ) وقد تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن،ويحمل شهادة الهندسة في أحد التخصصات المهمة .. فأراد أن يبث روح التجديد في هيكل الإدارة التي تم تعيينه فيها، وكان نشيطا مخلصا . لكن الشللية التي أفزعها وجوده لم تمهله، فضربت عليه وعلى أفكاره طوقا، لأنه يشكل خطرا على وجودها، خصوصا حين بدأ يخطف الأضواء وأصبحت الشلة تعيش في العتمة . لذلك أوغروا عليه صدر عميد الشلة ( المدير ) فسحب منه جميع الصلاحيات ، فكان يأتي لمكتبه فلا يجد عملا يعمله ، وبقي على تلك الحال شهرين، ثم أدرك أنه لا مكان له بين تلك الشلة، لذلك قدّم إستقالته ورحل، فأكرمه الله تعالى نظير إخلاصه، فكان مديرا لأحد المصانع الكبيرة في مدينة جدة .
والشللية هي أحد المبيدات الفتاكة التي تقتل روح الإبداع والتنافس الشريف، وهي داء ليس له دواء غير قطع تلك الأذناب اللولبية التي تقف سدا منيعا في وجه العدل والإحسان وتمارس الظلم والطغيان والاستحواذ . فكم من صاحب سلطة أسقطته أفعال شلته الذين وضع ثقته العمياء فيهم حتى إذا سقط كشفوا أسراره، وكأنهم كانوا براء مما كان يفعل، وهم الذين كانوا يزينون له كل عمل مشين . لذلك نجد أن كل صاحب شلة يأخذ شلته معه حين يتم نقله إلى مكان آخر .وكأنه لا يوجد في المكان الآخر من يقوم مقام شلته، وقد يكون في المكان الآخر من هم خير وأصلح من شلته .
والشللية ظاهرة في كل تجمع بشري، ولا تكاد تخلو إدارة ومصلحة من شلة تحيط بالمسئول إلا من رحم ربي . وعلى مستوى الدول هناك شلة تحيط بالزعيم فتفصله عن الشعب . وتظهر الشللية في أقبح صورها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان . فمبدأ " امسك لي واقطع لك " هو الذي يسيّر حركة الشللية دون إعتبار للمبادىء والقيم السامية والشرف الرفيع .
وتحية إلى كل مسئول لا يسمح بتواجد الشللية تحت إدارته، لأنهم لن ينفعوه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
والسلام