إن عالم اليوم بما يشهده من تطورات وتغيرات سريعة في مختلف مجالات الحياة، نتيجة للتقدم التقني والانفجار المعرفي والثورة المعلوماتية، إضافة للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الأمر الذي دعا إلى أن تحتل المعرفة في هذا العصر دور هام وقوي، وهو ما يجعل منظماتنا الحكومية تواجه تحديات مستقبلية ليست بالسهلة إن لم تستطع أن تواكب هذه التغيرات والتطورات تماشياً مع روح هذا العصر الجديد .
وهذا بدوره يحتم على قيادات هذه المنظمات أن تستشعر هذا الواقع، وتتسلح بالمعرفة، وتنمي قدراتها، وتوسع مداركها، لتلمس احتياجات أفراد مجتمعاتها، وذلك بالتخطيط السليم ووضع البرامج الحقيقية للتطوير والإصلاح في ضوء التجارب السابقة للآخرين ونظرياتهم للاسترشاد بها، لا أن تنطلق محاولاتهم من العدم أو بالاعتماد على الارتجال والعشوائية والتخبط .
قادة المستقبل الذين نتطلع لهم هم من سينيرون الطريق لمن خلفهم من الأجيال القادمة، وسيسطر التاريخ أسمائهم بإنجازاتهم، فمن مهامهم الاساسية صناعة المستقبل واستحضار تحدياته ورسم خطوطه العريضة واستكشاف فرصه واحتمالاته بطرق علمية منهجية وذلك من أجل التخطيط السليم لكل الموارد المتاحة وبناء مجتمعات قادرة على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة .
كما أن على القيادات المستقبلية حتى يتمكنوا من تحقيق هذه التنمية والأهداف التي يتطلعون إليها، أن يمكنوا أتباعهم فالقاعدة بسيطة ( مكِن حتى تتمكن ) لا أن تتمسكن حتى تتمكن كما يقول المثل الشعبي. فهذه الأخيرة هي صفة الانتهازيين من القادة الذين يتقمصون الادوار كيفما أرادوا لتحقيق مصالحهم الشخصية بعيداً عن الآمال والطموحات التي نريدها للمستقبل، فنحن نريد من قياداتنا أن يشحنوا همم أتباعهم ومرؤوسيهم بالطاقة وأن يشاركوهم في وضع الأهداف ويشعروهم بأهمية التغيير ومتعة تحقيق النتائج عبر القوة الناعمة المتمثلة بالثقة والاحترام والمداراة حتى تبقي نشوة الحماس مشتعلة بداخلهم، ما يقود إلى أن تحقق منظماتهم التميز والقوة على المنافسة .
وهناك جانب مهم ينبغي أن نقف عليه إذا ما أردنا أن ننهض بمنظماتنا وجعلها قادرة على مواجهة تحديات المستقبل والتي سيكون لقاداتها الدور الأساسي في نقلها من حال إلى حال خاصة وأن المستقبل سيكون من نصيب المنظمات المتعلمة والتي يعرفها الاستاذ الدكتور عامر الكبيسي بأنها ( المنظمات التي تسمح لكل فرد فيها بالمشاركة والتدخل في تشخيص ومناقشة مشاكلها والبحث عن حلولها وأن يجربوا ما لديهم من قدرات ومهارات لإحداث التغير والتحسين لتنمية مهاراتهم ومعارفهم وخبراتهم من أجل تحقيق أهدافهم) .
فإذا ما أردنا من قاداتنا التحول بمنظماتهم والتغيير الجذري، علينا بتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتدريبهم، واكتشاف الطاقات الشابة الواعدة وإنشاء المدارس المتطورة لتعليم القيادات إن لزم الامر ذلك، بالاستعانة بالخبرات والمؤسسات والمعاهد التدريبية العالية المستوى .
ولعلي أشير بختام هذا المقال إلى ملتقى " القيادات المستقبلية ... رؤى مستقبلية " المنعقد بمدينة جدة في 7 جمادى الآخرة 1435هـ والذي نظمته وزارة التعليم ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية بحضور أكثر من 500 قيادة مدرسية يمثلون مديري المدارس ورؤساء الإدارة المدرسية من مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، ودول مجلس التعاون الخليجي .. والذي أختتم جلساته بمجموعة من التوصيات كان من ضمنها : بناء برامج تدريبية لمساعدة القيادات التربوية في تنمية القيم الوطنية في المجتمع المدرسي، وإعداد برنامج لإعداد القادة يستهدف المعلمين والمعلمات ممن تتوفر لديهم السمات القيادية، وتعزيز الدور الأساسي للقيادة المدرسية في مسؤولية قيادة التعليم والتعلم داخل المدرسة ودعمها بالإمكانات التي تحقق التغيير الإيجابي، وتعديل مسمى مدير المدرسة إلى قائد المدرسة ضمن التوجهات التنظيمية والإدارية..
وما هذا الملتقى وما تمخض عنه من توصياته والتي أشرنا إلى بعض منها إلا بادرة وبداية يشاد بها والمأمول من منظماتنا أكبر، والطريق أمامها ما يزال طويل ويحتاج لجهود جادة وحثيثة لصناعة قادتها، الذين سيولدون من رحمها ويكونوا الأقدر على صناعة مستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة .
الكاتب/ عادل عبدالله الحربي
طالب ماجستير بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
وهذا بدوره يحتم على قيادات هذه المنظمات أن تستشعر هذا الواقع، وتتسلح بالمعرفة، وتنمي قدراتها، وتوسع مداركها، لتلمس احتياجات أفراد مجتمعاتها، وذلك بالتخطيط السليم ووضع البرامج الحقيقية للتطوير والإصلاح في ضوء التجارب السابقة للآخرين ونظرياتهم للاسترشاد بها، لا أن تنطلق محاولاتهم من العدم أو بالاعتماد على الارتجال والعشوائية والتخبط .
قادة المستقبل الذين نتطلع لهم هم من سينيرون الطريق لمن خلفهم من الأجيال القادمة، وسيسطر التاريخ أسمائهم بإنجازاتهم، فمن مهامهم الاساسية صناعة المستقبل واستحضار تحدياته ورسم خطوطه العريضة واستكشاف فرصه واحتمالاته بطرق علمية منهجية وذلك من أجل التخطيط السليم لكل الموارد المتاحة وبناء مجتمعات قادرة على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة .
كما أن على القيادات المستقبلية حتى يتمكنوا من تحقيق هذه التنمية والأهداف التي يتطلعون إليها، أن يمكنوا أتباعهم فالقاعدة بسيطة ( مكِن حتى تتمكن ) لا أن تتمسكن حتى تتمكن كما يقول المثل الشعبي. فهذه الأخيرة هي صفة الانتهازيين من القادة الذين يتقمصون الادوار كيفما أرادوا لتحقيق مصالحهم الشخصية بعيداً عن الآمال والطموحات التي نريدها للمستقبل، فنحن نريد من قياداتنا أن يشحنوا همم أتباعهم ومرؤوسيهم بالطاقة وأن يشاركوهم في وضع الأهداف ويشعروهم بأهمية التغيير ومتعة تحقيق النتائج عبر القوة الناعمة المتمثلة بالثقة والاحترام والمداراة حتى تبقي نشوة الحماس مشتعلة بداخلهم، ما يقود إلى أن تحقق منظماتهم التميز والقوة على المنافسة .
وهناك جانب مهم ينبغي أن نقف عليه إذا ما أردنا أن ننهض بمنظماتنا وجعلها قادرة على مواجهة تحديات المستقبل والتي سيكون لقاداتها الدور الأساسي في نقلها من حال إلى حال خاصة وأن المستقبل سيكون من نصيب المنظمات المتعلمة والتي يعرفها الاستاذ الدكتور عامر الكبيسي بأنها ( المنظمات التي تسمح لكل فرد فيها بالمشاركة والتدخل في تشخيص ومناقشة مشاكلها والبحث عن حلولها وأن يجربوا ما لديهم من قدرات ومهارات لإحداث التغير والتحسين لتنمية مهاراتهم ومعارفهم وخبراتهم من أجل تحقيق أهدافهم) .
فإذا ما أردنا من قاداتنا التحول بمنظماتهم والتغيير الجذري، علينا بتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتدريبهم، واكتشاف الطاقات الشابة الواعدة وإنشاء المدارس المتطورة لتعليم القيادات إن لزم الامر ذلك، بالاستعانة بالخبرات والمؤسسات والمعاهد التدريبية العالية المستوى .
ولعلي أشير بختام هذا المقال إلى ملتقى " القيادات المستقبلية ... رؤى مستقبلية " المنعقد بمدينة جدة في 7 جمادى الآخرة 1435هـ والذي نظمته وزارة التعليم ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية بحضور أكثر من 500 قيادة مدرسية يمثلون مديري المدارس ورؤساء الإدارة المدرسية من مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، ودول مجلس التعاون الخليجي .. والذي أختتم جلساته بمجموعة من التوصيات كان من ضمنها : بناء برامج تدريبية لمساعدة القيادات التربوية في تنمية القيم الوطنية في المجتمع المدرسي، وإعداد برنامج لإعداد القادة يستهدف المعلمين والمعلمات ممن تتوفر لديهم السمات القيادية، وتعزيز الدور الأساسي للقيادة المدرسية في مسؤولية قيادة التعليم والتعلم داخل المدرسة ودعمها بالإمكانات التي تحقق التغيير الإيجابي، وتعديل مسمى مدير المدرسة إلى قائد المدرسة ضمن التوجهات التنظيمية والإدارية..
وما هذا الملتقى وما تمخض عنه من توصياته والتي أشرنا إلى بعض منها إلا بادرة وبداية يشاد بها والمأمول من منظماتنا أكبر، والطريق أمامها ما يزال طويل ويحتاج لجهود جادة وحثيثة لصناعة قادتها، الذين سيولدون من رحمها ويكونوا الأقدر على صناعة مستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة .
الكاتب/ عادل عبدالله الحربي
طالب ماجستير بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية