أكره المقابلات الشخصيّة ، ولا أحب مقابلة الشخصيّات ، ولا أعتني كثيرا بشخصيتي ( البودي ) . وكل الهذاريم ( الملابس ) قابلة للتركيب على جسدي .. كذلك لا أحب الشامبوهات والعطورات ولم أذكر أني تعطرت في يوم من الأيام .. ذلك أني أعاني من حساسية مفرطة تجاه روائح العالم المصنّعة ، لكنني في ذات الوقت أحب الروائح الطبيعية ، أحب رائحة الشيح والقيصوم والبعيثران والجعدة، ولا أكاد أستطعم الشاي إلا على شيء منها . وكذلك لا أعتني بشئون بطني التي تشتكي كثيرا من شدّ اللجام والحزام . لذلك أجد خفة في العقل ( نشاط ) ، وخفة في الوزن ، حتى أن الكرة الأرضية لا تشعر بوجودي على سطحها، لولا أن بعض الناس يخبرها بوجودي خوفا عليها ، وكأنني والحالة تلك سأخرق الأرض أو أبلغ الجبال طولا . إطمئن يا ذاك ، فأنا منها وإليها . فإذا كانت تلك هي مواصفاتي ومقاييسي ، فهل يمكن لي أن أنجح في مقابلة شخصية ؟ . والجواب : كلا !. والحمد لله أنني اليوم لست بحاجة إلى ما يسمى " مقابلة شخصية " .
والمقابلة الشخصية من أجل وظيفة أو دراسة هي نوع من الضحك على ذقون الغلابا من الناس الذين تتحطم أمالهم على صخرة المقابلة الشخصية . وأنا على ثقة بأن " أنشتاين " لو تقدم إلى جامعة تبوك لرسب في المقابلة الشخصية .. وأنا أعلم يا سعادة الدكتور أن الإمام البخاري يرحمه الله تعالى ليس جار لي .. فأرجو أن تتأدب في الحديث ولا تتكبر . نحن نطلب علم قد ينفع الله به من شخص لا تراه في عينيك شيئا يذكر .
والحقيقة أن لدي الكثير من المواقف المؤلمة التي تتعلق بما يسمى " المقابلة الشخصية " لكني سأكتفي بواحدة منها .. والحديث هنا لأحد الشباب حيث قال :
تقدمت لأحد المستشفيات أطلب وظيفة ، وبعد فترة اتصلوا بي للمقابلة الشخصية ، ففرحت وفرحت والدتي بهذا الفتح ، وما أن لاح الصباح حتى كنت على أهبة الاستعداد للمقابلة الشخصية ، فلبست أحسن ما عندي وتعطرت وتدهنت وتهندست ، وكنت في غاية الشياكة ، فذهبت إلى المستشفى ودخلت مبكرا . وكنت أمشي في الصالة ذهابا وإيابا في انتظار المقابلة ولم يكن في الصالة غير فتاة محترمة ( موظفة ) كانت تنظر إلي بين فترة وأخرى وهي لا تعرف سبب وجودي ، فقالت لي بعد حين : أي خدمة يا أخ ؟ فقلت لها : إنني موعود بوظيفة وأنا أنتظر المقابلة الشخصية !. فضحكت ثم قهقهت حتى قلت ليتها تسكت ، ثم قالت : يا حسرة ! وأنا اللي كنت أظنك مفتش من الوزارة !. فقلت لها : أي مفتش ، وأي وزارة ؟ .. إنني أبحث عن وظيفة بألف وخمسمائة ريال ! . فقالت : كل هالشياكة وتبحث عن وظيفة بألف وخمسمائة ريال ؟!. ثم غشيتها موجة أخرى من الضحك مما أجبرني للجلوس على إحدى الكراسي !. وفي تلك اللحظة دخل شاب فسلم وجلس بجواري ، فسألني عن سبب وجودي هنا، فأخبرته، فضحك وقال : ريّح نفسك الوظيفة محجوزة لي ( قالها متبجحا ) ، فقلت له : عساه خير . وبعد نصف ساعة استدعوني للمقابلة الشخصية فدخلت على حضرة " المشخّصاتي " فسألني وكنت أجيب بكل ثقة . وفي نهاية المقابلة قال لي : أتدري ما هي الوظيفة ؟ قلت : لا . قال : مفسّح مرضى ، تأخذ المرضى إلى الحديقة لكي يشموا الهواء ويأخذوا نصيبهم من أشعة الشمس . فقلت له : إذا كانت هذه هي الوظيفة فإنني أقسم أن أقوم بها وبدون أجر ، فلعل دعوة من أحد المرضى تفتح لها أبواب السماء، فينالني بها خير وبركة . فأطرق الرجل مليا ثم قال لي : انتهت المقابلة . فخرجت من عنده ومررت بالصالة فنادتني تلك الفتاة المحترمة جزاها الله كل خير فطلبت مني رقم الجوال على أمل أن يكون هناك وظيفة في يوم من الأيام . وبعد فترة اتصلت بي وأخبرتني أن تلك الوظيفة أصبحت شاغرة وأنهم فصلوا ذلك الموظف الذي تسابق معي عليها . فشكرتها وأخبرتها أنني حصلت على وظيفة بدون مقابلة شخصية .
وهنا أقول : إذا كانت الوظائف المعلن عنها محجوزة لزيد وعمرو ، فلماذا تتعبون عباد الله المساكين الذين يأتون من رؤوس الجبال وبطون الأودية وأعماق الصحارى وهم يحملون أملا في كف أذى الحاجة؟ . من حق زيد وعمرو أن يحصلوا على وظائف، وفي نفس الوقت لا تضحكوا على الغلابا من الناس . وإلى الذين يتكبرون على من يريد أن أن يدرس الماجستير في جامعة تبوك أقول : بأن الذي أضاء ظلمة الدنيا " أديسون " لم يكن يعرف الإمام البخاري . دعونا من الفبركة ، وابحثوا عن أصحاب العقول ، ولو كانت في أجساد نحيلة أو أثواب مرقعة .
والسلام
والمقابلة الشخصية من أجل وظيفة أو دراسة هي نوع من الضحك على ذقون الغلابا من الناس الذين تتحطم أمالهم على صخرة المقابلة الشخصية . وأنا على ثقة بأن " أنشتاين " لو تقدم إلى جامعة تبوك لرسب في المقابلة الشخصية .. وأنا أعلم يا سعادة الدكتور أن الإمام البخاري يرحمه الله تعالى ليس جار لي .. فأرجو أن تتأدب في الحديث ولا تتكبر . نحن نطلب علم قد ينفع الله به من شخص لا تراه في عينيك شيئا يذكر .
والحقيقة أن لدي الكثير من المواقف المؤلمة التي تتعلق بما يسمى " المقابلة الشخصية " لكني سأكتفي بواحدة منها .. والحديث هنا لأحد الشباب حيث قال :
تقدمت لأحد المستشفيات أطلب وظيفة ، وبعد فترة اتصلوا بي للمقابلة الشخصية ، ففرحت وفرحت والدتي بهذا الفتح ، وما أن لاح الصباح حتى كنت على أهبة الاستعداد للمقابلة الشخصية ، فلبست أحسن ما عندي وتعطرت وتدهنت وتهندست ، وكنت في غاية الشياكة ، فذهبت إلى المستشفى ودخلت مبكرا . وكنت أمشي في الصالة ذهابا وإيابا في انتظار المقابلة ولم يكن في الصالة غير فتاة محترمة ( موظفة ) كانت تنظر إلي بين فترة وأخرى وهي لا تعرف سبب وجودي ، فقالت لي بعد حين : أي خدمة يا أخ ؟ فقلت لها : إنني موعود بوظيفة وأنا أنتظر المقابلة الشخصية !. فضحكت ثم قهقهت حتى قلت ليتها تسكت ، ثم قالت : يا حسرة ! وأنا اللي كنت أظنك مفتش من الوزارة !. فقلت لها : أي مفتش ، وأي وزارة ؟ .. إنني أبحث عن وظيفة بألف وخمسمائة ريال ! . فقالت : كل هالشياكة وتبحث عن وظيفة بألف وخمسمائة ريال ؟!. ثم غشيتها موجة أخرى من الضحك مما أجبرني للجلوس على إحدى الكراسي !. وفي تلك اللحظة دخل شاب فسلم وجلس بجواري ، فسألني عن سبب وجودي هنا، فأخبرته، فضحك وقال : ريّح نفسك الوظيفة محجوزة لي ( قالها متبجحا ) ، فقلت له : عساه خير . وبعد نصف ساعة استدعوني للمقابلة الشخصية فدخلت على حضرة " المشخّصاتي " فسألني وكنت أجيب بكل ثقة . وفي نهاية المقابلة قال لي : أتدري ما هي الوظيفة ؟ قلت : لا . قال : مفسّح مرضى ، تأخذ المرضى إلى الحديقة لكي يشموا الهواء ويأخذوا نصيبهم من أشعة الشمس . فقلت له : إذا كانت هذه هي الوظيفة فإنني أقسم أن أقوم بها وبدون أجر ، فلعل دعوة من أحد المرضى تفتح لها أبواب السماء، فينالني بها خير وبركة . فأطرق الرجل مليا ثم قال لي : انتهت المقابلة . فخرجت من عنده ومررت بالصالة فنادتني تلك الفتاة المحترمة جزاها الله كل خير فطلبت مني رقم الجوال على أمل أن يكون هناك وظيفة في يوم من الأيام . وبعد فترة اتصلت بي وأخبرتني أن تلك الوظيفة أصبحت شاغرة وأنهم فصلوا ذلك الموظف الذي تسابق معي عليها . فشكرتها وأخبرتها أنني حصلت على وظيفة بدون مقابلة شخصية .
وهنا أقول : إذا كانت الوظائف المعلن عنها محجوزة لزيد وعمرو ، فلماذا تتعبون عباد الله المساكين الذين يأتون من رؤوس الجبال وبطون الأودية وأعماق الصحارى وهم يحملون أملا في كف أذى الحاجة؟ . من حق زيد وعمرو أن يحصلوا على وظائف، وفي نفس الوقت لا تضحكوا على الغلابا من الناس . وإلى الذين يتكبرون على من يريد أن أن يدرس الماجستير في جامعة تبوك أقول : بأن الذي أضاء ظلمة الدنيا " أديسون " لم يكن يعرف الإمام البخاري . دعونا من الفبركة ، وابحثوا عن أصحاب العقول ، ولو كانت في أجساد نحيلة أو أثواب مرقعة .
والسلام