إن من الخصال المذمومة، والعادات المنبوذة، والسلوكيات المتروكة،
تلك التصرفات الرجعية؛ التي توحي على المحاباة إلى الذات،
وتنادي حيّ على التحيز والتعصب، ودائمًا ما تسعى للانتقام من أجله!
في الواقع، إنما هذه تعديات غير شرعية، لا تخلق إلا شخصية نمطية،
طاردة لمن حولها، لا تؤمن بفقه الاختلاف، ولا تملك ثقافة الغفران!
أبدا، لا يمكن أن ترتقي بمن يُخالطها، ولا تُحسِن لمن أحسن إليها،
لتكتـل بعض المفاهيم السلبية المتبلورة في فكرة! ونتيجة الترسبات
الماضية التي هي حصيلة بعض التصرفات الغوغائية!
ولطالما تكون هذه الشخصية تفقد أكثر مما تكسب،
وتُعطل أكثر مما أن تٌنتج، وتنـتـقد أكثر من أن تُصلح،
ويعجز عن شُكرِ ما أُتي، ويبتغي الزيادة بما بقي ،
أنَّ الانتقام للذات لا يمتاز به إلا من لديهم قصور في ثقتهم بذاتهم،
أو من لديهم إخفاق في آلية ترتيب أمورهم الإدارية،
أو من يعانون بأمراض مزمنة كالحسد والضغينة..
حمانا الله وإياكم من هذه الآفات المميتة للقلب.
ومن أبسط الصور الشائعة للمحاباة للذات حينما يكون على حساب بالعمل وأنظمته!
فتحل التصفية الشخصية على حساب التسيب بالعمل أو كما يدعي،
ويقع الانتصار، ويستلذ الأخير!
كما أن للانتصار للنفس له مفاهيم متعددة،
منها ما هو سببا بالتعصب بالرأي فيسعى
جاهدا أن يُظهر للملأ أنه هو الذي يحمل الخبر
اليقين، ومن يخالفه فقد أصبح عدوا له.
ومن هنا يبدأ الثقب بالاتساع لأن؛ الهدف أصبح شخصي في جوهره وصوريا في ظاهرة!