×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ضيف الله عيد المضلعاني

متى يشعر المواطن انه ليس وحده
ضيف الله عيد المضلعاني

الموت من الحقائق المسلم بها عند جميع الشعوب على إختلاف بينهم عن ما بعد الموت وليس هذا موضوع المقال
قال تعالي0(كل نفس ذائقة الموت)
وقال الشاعر
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تنوعت الاسباب والموت واحد
في هذا العصر كثر الموت وهو مما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم يكثر الهرج وهو(القتل)نتيجة الحروب وعمليات منظمات إرهابية ومجموعات عنصرية وطوائف مختلفة .وهناك الموت في الحوادث والأمراض المزمنة والموت المفاجئ.والكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وسيول وحرائق
ومن سنن الإسلام الحميدة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إتباع الجنائز ومواساة أهل الميت وهوماعرف بين الناس بالتعزية وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على مايلي
اولا :المواساة .ففي غزوة أحد أستشهد من المسلمين سبعون رجلا أغلبهم من الإنصار وهم أهل المدينة فكان طبيعي مواساتهم لبعضهم رجالا ونساء وشاهد رسول الله بيت سيد الشهداء حمزة وهو يخيم عليه الحزن فهوترك زوجته وابنة واحدة قال صلى الله عليه وسلم (ولاكن حمزة لابواكي له)
ثانيا: إعداد الطعام.فعندما أستشهد جعفر ابن أبي طالب في غزوة موته و رأى رسول الله حال زوجة جعفر وأولاده قال(اصنعوا لآل جعفر طعاما)
ثالثا: سداد الدين.كلما حضرت جنازة ليصلي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هل على صاحبها دين ؟.
هناك بعض الحالات القليلة مثل الذي غل في خيبر وكذا الذي كان عاق لأمه وغيرهما
مايعنيني هنا الحالات الثلاث وهي بيت القصيد عندي فكان أصحابه رضوان الله عليهم يسارعون في تنفيذ توجيهات رسول الله بل ويتسابقون عليها لينالوا الأجر فإنهم يواسوان المكلوم ويصنعون الطعام بل ويسددون الدين وذلك قمة التكافل الاجتماعي.فكانوا كالجسد الواحد اذا شكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
هذافي زمن الصحابة .أما اليوم فإنه تحدث حوادث مؤلمة فيها وفيات أحيانا أكثر أفراد الأسرة .وأحيانا رب الأسرة .وأحيانا العائل الوحيد، وقد يكون الابن أوالابنة الذين يضعون مستقبلهم فيه .فكيف التعامل من المجتمع مع هذه الحالات .
إذا كانت الأسرة المصابة من الأعيان ورجال الأعمال وشيوخ القبائل ورؤساء الدوائر والإعلاميون فالإهتمام على أعلى المستويات من الوزراء ووكلاء الوزراء وأمراء المناطق ومحافظي المحافظات والمدراء والأعلاميون كل هؤلاء يشاطرون الأسرة المكلومة مصابهم ويخففون عليهم من الحزن بل ويمكن حل مشاكلهم من مادية وغيرها ولاشك أن ذلك عملا طيبا ولاكن...نأتي للحالة الأخرى.وهي
إذا كانت الأسرة فقيرة أو أرملة فقدت ابنها أو من بقية المواطنين من صغار الرتب المدنية والعسكرية أومن الكادحين في بعض المهن البسيطة التي يصرفون ناتج اليوم في يومه .فهؤلاء لاحس ولاخبر يعيشون حزنهم وهمهم لوحدهم الا من مواساة بعض أقاربهم وبعض جيرانهم أما ما يقال عنهم (البهوات)فهم في سبات لإنه لامصلحة لهم في الوقوف بجانب تلك الأسر
لعلي أتحفكم بحدثين كنت شاهد عليهما
الاول: طالبة تدهسها سيارة في محافظة البدع فأبلغني المندوب. وعلى الفور أبلغت معالي الرئيس العام ،فكان توجيهه لي الذهاب في الحال لتعزية الأسرة باسم معاليه ومنسوبي الرئاسة ،وبالفعل ذهبت مع مجموعة من الزملاء الى البدع، وكان لهذا الموقف الأثر الطيب الذي لمسناه على أفراد الأسرة
الثاني:معلمة سعودية توفت نتيجة حادث وهي ذاهبة لإحدى مدارس قرى الوجه وكان بعد حادث الطالبة بسنة أوسنتين وبعد الدمج، يأتينا خطاب بالفاكس لتعزية الأسرة واترك لكم الحكم. أنني وأنا أطرح هذا الموضوع سأضع وجهة نظري والتي تتلخص فيمايلي:
اولا:تفعيل دور العلاقات العامة في الدوائر الحكومية في متابعة حالات الوفيات من منسوبي الإدارة.والقيام بالوقوف بجانبهم ماديا ومعنويا
ثانيا:إدارة المالية والضمان الإجتماعي والجمعيات الخيرية يجب أن يكون لهم دور إيجابي بدراسة حالات الأسر المكلومة وتقديم مايلزم لهم من مساعدة مادية فورية فقد تكون الأسرة فقيرة ، وقد يتعذر الصرف بعد وفاة عائلهم وقد يكون هناك ديون يتعذر تسديدها أويكون هناك التنسيق مع احد المطاعم المتميزة لإعداد وجبة واحدة على الأقل بعد الدفن
ثالثا:الشؤون الصحية أو الامانة تتولى التبليغ للإمارة اوالمحافظة بالوفيات ليتخذ اللازم بحيث يمثل الإمارة موظف لهذا الغرض وتزويد الصحف أولا بأول
وبعد فإننا أبناء وطننا واحد والعدل بين ابناء الوطن يزيد من تماسكهم وترابطهم حتى يشعرون أن الوطن للجميع. وأختم بهذا الموقف لصاحب السموالملكي الامير فهد ابن سلطان أمير منطقة تبوك والذي شاهد حادث وهو متوجه لمحافظة تيماء فاوقف رحلته حتى جاء الاسعاف والجهات المختصة .وكانت في الحادث حالة وفاة ،فقام بمواساة الأسرة وتقديم مبلغ مالي للأسرة المكلومة فهذا الموقف الغير مستغرب من سموه يدعم موضوعي
ولله الامر من قبل ومن بعد
بواسطة : ضيف الله عيد المضلعاني
 4  0