أعرف أن كل كلمات اللغة .. وكل بحور الشعر ، وكل جزالة العبارات .. وكل بلاغة الألفاظ لن تخفف من وقع مصيبتنا في فقيد الوطن الشهيد العميد / عوده معوض البلوي .
سيما وأن الخطب مفاجيء .. وأيدي المجرمين ملطخة بوحل الغدر .. وأجساد الغادرين نبتت من خيرات هذا الوطن ؟؟
أيام مضت وعباراتي خجلى مبعثرة لا تتقن التعبير .. وقلمي عاجز عن الصرير وسكب الحزن على بياض الاوراق ..وقلبي يشدّ لجام الصبر لكي لاتصهل أحزانه !لكن ..بعد رؤيتي لبريق دمعة ( محمد ) ابن الشهيد ..وهي تطل بأسى من بين أهداب الفقد ... وتتلألأ حزناً وحسرة على فقدان الأب !!! وتتسائل بألم : بأيّ ذنب قُتل ؟؟
بدمعة محمد .. تتهاوى أسوار الصبر ..وتنبجس آهات الوجع الدفين !!
دمعة محمد .. تشي بيتم طويل لا يهدهد قسوته سوى خاتمة الشهيد الحسنة .. وعبق سيرته العطرة .. وتاريخ بطولته التي سيسطرها التاريخ على مر الزمان !
كم تتلطخ القلوب بسواد القسوة والإعتداء على الأنفس حينما تتطرف عن وسطية شريعتنا السمحة !!وتنحرف عن جادة سنتنا الغراء .!
كيف تناسى هؤلاء المجرمون الإرهابيون أن الله عز وجل لم يجعلْ عقوبةً بعد عقوبةِ الشرك بالله أشدَّ من عقوبة قتل المؤمن عمداً حيث يقول : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ]
نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهيد عوده معوض العرادي البلوي ولمرافقه العريف طارق حلواني
والجندي يحيى نجمي ،ولذويهما الصبر والسلوان .
.
هناء العرادي@hana_alaradi