رحم الله الرئيس أنور السادات فحين كان " مناحيم بيغن " يضغط عليه في مفاوضات " كامب ديفيد " لتقديم المزيد من التنازلات كان يقول : على شان خاطر كارتر ! . حتى أنّ الوفد المصري - حسب قول بطرس غالي - إذا أرادوا شيئا من السادات ورأوا أنه يرفضه يقولون له : علشان خاطر كارتر ! . الأمر الذي دفع وزير الخارجية إبراهيم كامل لتقديم استقالته احتجاجا على تلك " الخواطرية " والتي أطلق عليها " مذبحة التنازلات " .
والحديث هنا ليس عن " كامب ديفيد " . بل عما يسمّى " جبر الخواطر " الذي تقدم فيه التنازلات عن حق أو حقوق . ونحن العرب نتصف بالكرم الطاغي الذي يعمي البصر والبصيرة في سبيل ما يسمى " الصّيت " . المهم أن يظفر " المقدّم " بالسّمعة ويلصق اسمه في لائحة التاريخ . فحين يتعلق الأمر بوطن وشعب فلا مجال أبدا للخواطرية . قد يكسب فرد ، لكن قد تخسر أمة . والسادات يرحمه الله لم يبتدع مفهوما جديدا .. فهو قد سار وفق منهج أمة لا ترى في مسك الخواطر بأسا . والأمر يبدو جليا في تاريخ العرب .. وفي تاريخهم هناك العديد من مذابح التنازلات .. وقد مات الباحثون عن الصيت وبقيت الشعوب تنظر إلى مقابر تعلوها شواهد جميلة تنخر " الأرضة " في أسفلها . وقد يتنازل الإنسان عن حقه الشخصي ، وهذا حقه . لكن حين يتعلق الأمر بحقوق الآخرين فعليه أن يتوقف .
هناك من يقول : من أجل عين تكرم مدينة !. ومن أجل عين تسحق مدينة ! . والمتأمل في أحوال الناس اليوم يجد أن " الخواطرية " هي السمة البارزة في علاقاتهم وتصرفاتهم وما يوكل إليهم من أعمال .. فهناك من يعادي لأجل خاطر فلان .. وهناك من يحب لأجل خاطر علان .. وهناك من يعطي أو يمنع من أجل خاطر فلنتان .. وفي دائرة الخويطرية يتساوى المفسد مع المصلح .. والحسن مع القبيح .. والعبقري مع الأبله .. وقد يذهب أصحاب العاهات بالحظوة . ولذلك نجد الكثير من الأمور التي لم يحالفها النجاح في عمل أو في علاقة ، حيث هي بنيت في الأصل على قاعدة " الخواطرية " . فكسب مودة القلوب أو جلب المصالح الشخصية يجب ألا تكون على حساب تضييع الحقوق .. وأقول هذا الكلام لأن النساء هن الأكثر تضررا , حين تكون حقوقهن في الزواج أو الميراث أو غيرها مرهونة بالخواطرية . فهل نستطيع أن نرفع شعار " لا للخواطرية " وتكون أعمالنا وأقوالنا ، وما نعطي وما نمنع ، وما نتنازل عنه من حق خالصة لوجه الله الكريم .. فما عند الله خير وأبقى .. وأما ما كان من أجل خاطر " كارتر " أو غيره ، فلا يعدو كونه سمعة وصيتا يذهب هباء منثورا .
والسلام
والحديث هنا ليس عن " كامب ديفيد " . بل عما يسمّى " جبر الخواطر " الذي تقدم فيه التنازلات عن حق أو حقوق . ونحن العرب نتصف بالكرم الطاغي الذي يعمي البصر والبصيرة في سبيل ما يسمى " الصّيت " . المهم أن يظفر " المقدّم " بالسّمعة ويلصق اسمه في لائحة التاريخ . فحين يتعلق الأمر بوطن وشعب فلا مجال أبدا للخواطرية . قد يكسب فرد ، لكن قد تخسر أمة . والسادات يرحمه الله لم يبتدع مفهوما جديدا .. فهو قد سار وفق منهج أمة لا ترى في مسك الخواطر بأسا . والأمر يبدو جليا في تاريخ العرب .. وفي تاريخهم هناك العديد من مذابح التنازلات .. وقد مات الباحثون عن الصيت وبقيت الشعوب تنظر إلى مقابر تعلوها شواهد جميلة تنخر " الأرضة " في أسفلها . وقد يتنازل الإنسان عن حقه الشخصي ، وهذا حقه . لكن حين يتعلق الأمر بحقوق الآخرين فعليه أن يتوقف .
هناك من يقول : من أجل عين تكرم مدينة !. ومن أجل عين تسحق مدينة ! . والمتأمل في أحوال الناس اليوم يجد أن " الخواطرية " هي السمة البارزة في علاقاتهم وتصرفاتهم وما يوكل إليهم من أعمال .. فهناك من يعادي لأجل خاطر فلان .. وهناك من يحب لأجل خاطر علان .. وهناك من يعطي أو يمنع من أجل خاطر فلنتان .. وفي دائرة الخويطرية يتساوى المفسد مع المصلح .. والحسن مع القبيح .. والعبقري مع الأبله .. وقد يذهب أصحاب العاهات بالحظوة . ولذلك نجد الكثير من الأمور التي لم يحالفها النجاح في عمل أو في علاقة ، حيث هي بنيت في الأصل على قاعدة " الخواطرية " . فكسب مودة القلوب أو جلب المصالح الشخصية يجب ألا تكون على حساب تضييع الحقوق .. وأقول هذا الكلام لأن النساء هن الأكثر تضررا , حين تكون حقوقهن في الزواج أو الميراث أو غيرها مرهونة بالخواطرية . فهل نستطيع أن نرفع شعار " لا للخواطرية " وتكون أعمالنا وأقوالنا ، وما نعطي وما نمنع ، وما نتنازل عنه من حق خالصة لوجه الله الكريم .. فما عند الله خير وأبقى .. وأما ما كان من أجل خاطر " كارتر " أو غيره ، فلا يعدو كونه سمعة وصيتا يذهب هباء منثورا .
والسلام