تبوك مفردة تفردت بالحركة والعطاء من أول لحظة؛ لأنها أخذت من الفعل المضارع حركته وتجدده، وأخذت من الاسم عدم قبوله للكسر، لأنها مفردة ممنوعة من الصرف، شعارها الانفتاح، فهي تنصب وتجر بالفتحة.
تبوك مكان شغل حيزًا من أعظم تغيير (الدعوة الإسلامية)، بل شكلت حيزًا كبيرًا من القرآن، حتى كادت أن تستحوذ أحداثها على سورة مطولة من القرآن هي (براءة).
(تبوك) مفردة شرفت يوم جرت على لسان نبيِّ الهدى صلى الله عليه وسلم غيرَ مرة، وكم اكتسبت من الأهمية عند جمعِ الصحابة الكرام، وهم يسمعون هذه المفردة تلوح على ثغر المصطفى صلى الله عليه وسلم طيلة الإعداد لغزوة العسرة، ولنا أن نتخيل كم سمعت الآذان آنذاك هذه المفردة تبوك وكم نطق بها لسان، وتحدث بها متحدث.
تبوك مفردة ممتدة عبر الزمن والحضارات، اختارت مكانها بين الشام وجزيرة العرب، ليكون لها فضل هذا وهذا.
تبوك مساحة مكانية مباركة اتسعت لحلول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وثلاثين ألفًا من أصحابه معه رضي الله عنهم أجمعين.
تبوك مساحة زمنية مباركة، مكث فيها نبي الهدى عشرين ليلة، وقعت فيها خوارق العادات، ونوادر الحكم والأقوال، وسُجلت فيها المعاهدات والكتب.
تبوك بشارة نبوية بنمو دائم، وتقدم زاهر، وجناتٍ وارفة "يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا " رواه مسلم.
وتمضى الأيام، وتبقى الأرض جرداء، حتى يتحقق الوعد النبوي، في هذا العهد السعودي الزاهر، لتكون تبوك حديقة كبيرة في هذا الوطن المعطاء.
تبوك رمزٌ للسلام والعطاء، فرغم ضخامة الجيش الإسلامي الذي وطئها، ورغم بعد الشقة؛ إلا أنها لم يُسفك على أرضها دم، ولم تحصل معركة، بل معاهدات وسلام، وخير ووئام، وهي كذلك حتى اليوم.
إنها مسيرة تنمية وثقافة وفكر، فمِنْ عينٍ تبضُّ بماء قليل؛ إلى جناتٍ وارفة، وحضارة قائمة.
ولا عجب، فتبوك كما قلنا- مفردة تمردت على الركود، وأبت إلا الشموخ، فهي لا تعرف الكسر حتى ولو جرّت.
د. عويض العطوي
جامعة تبوك
Dr.ahha1@gmail.com
تبوك مكان شغل حيزًا من أعظم تغيير (الدعوة الإسلامية)، بل شكلت حيزًا كبيرًا من القرآن، حتى كادت أن تستحوذ أحداثها على سورة مطولة من القرآن هي (براءة).
(تبوك) مفردة شرفت يوم جرت على لسان نبيِّ الهدى صلى الله عليه وسلم غيرَ مرة، وكم اكتسبت من الأهمية عند جمعِ الصحابة الكرام، وهم يسمعون هذه المفردة تلوح على ثغر المصطفى صلى الله عليه وسلم طيلة الإعداد لغزوة العسرة، ولنا أن نتخيل كم سمعت الآذان آنذاك هذه المفردة تبوك وكم نطق بها لسان، وتحدث بها متحدث.
تبوك مفردة ممتدة عبر الزمن والحضارات، اختارت مكانها بين الشام وجزيرة العرب، ليكون لها فضل هذا وهذا.
تبوك مساحة مكانية مباركة اتسعت لحلول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وثلاثين ألفًا من أصحابه معه رضي الله عنهم أجمعين.
تبوك مساحة زمنية مباركة، مكث فيها نبي الهدى عشرين ليلة، وقعت فيها خوارق العادات، ونوادر الحكم والأقوال، وسُجلت فيها المعاهدات والكتب.
تبوك بشارة نبوية بنمو دائم، وتقدم زاهر، وجناتٍ وارفة "يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا " رواه مسلم.
وتمضى الأيام، وتبقى الأرض جرداء، حتى يتحقق الوعد النبوي، في هذا العهد السعودي الزاهر، لتكون تبوك حديقة كبيرة في هذا الوطن المعطاء.
تبوك رمزٌ للسلام والعطاء، فرغم ضخامة الجيش الإسلامي الذي وطئها، ورغم بعد الشقة؛ إلا أنها لم يُسفك على أرضها دم، ولم تحصل معركة، بل معاهدات وسلام، وخير ووئام، وهي كذلك حتى اليوم.
إنها مسيرة تنمية وثقافة وفكر، فمِنْ عينٍ تبضُّ بماء قليل؛ إلى جناتٍ وارفة، وحضارة قائمة.
ولا عجب، فتبوك كما قلنا- مفردة تمردت على الركود، وأبت إلا الشموخ، فهي لا تعرف الكسر حتى ولو جرّت.
د. عويض العطوي
جامعة تبوك
Dr.ahha1@gmail.com