بداية لا يمكن لأحد أن يلغي إنجازات بعض المؤسسات الأكاديمية وأثرها المجتمعي وتميزها العلمي .. وهذا لا يعني ترك الاستدراك والتعقيب على ما تعلنه جامعات أخرى من انجازات وأرقام تشير لذلك .
والكلام عن انجازات الجامعات ينطلق من جملة من المعايير والقواعد التي تعين على دقة الحكم وكمال التصور ، وهي :
1-أن الإنجازات الحقيقية ما كانت تخدم أهداف الجامعات : جودة التعليم ، المشاركة في خدمة المجتمع ، الإسهام في البحث العلمي .
وأصدق شاهد على هذا أن الجامعات المتميزة والرائدة هي التي حازت قصب السبق في تحقيق هذه الأهداف ، وأي انجازات لا تخدم هذه الأهداف فهي ضرب من ضروب العبث .
2-لا بد أن ترتبط الانجازات بالأولويات ، فلا يُقبل الحديث عن التميز والجودة والتطوير في ظل فَقْد البنية التحتية للبيئة التعليمية مثلا ، من المباني المتهـالكة ، وضعف عقود الصيــانة والنظافة ، وتدني المستوى العلمي للأساتذة ، وضعف الانضباط في سير العملية التعليمية ، وضـعف المخرجات .
3-نتجاوز التشكيك في صحة ما تعلنه الجامعات من أرقام وإحصاءات عن إنجازاتها ، وهل هي صحيحة أم مبالغ فيها ؟ إلى قراءة تلك الأرقام وتحليلها . فعندما تُعلن الجامعة مثلا عن أن عدد النشاطات الطلابية التي نظمتها بلغت (مائة) نشاط . لا يصح قراءة هذا الرقم مجردا واعتباره انجازا في حد ذاته ، بل يجب أن يُنظر إلى عدد المستفيدين والفئات المستهدفة من هذه النشاطات ، فإذا كان كانت الفئة المستهدفة قليلة أو لا تتناسب مع العدد الإجمالي لطلاب الجامعة فلا يعتبر هذا الرقم إنجازا حتى وإن كان مرتفعا . وكذلك يُنظر إلى طبيعة هذا النشاطات وهل تمتلك عنصر الجاذبية والتجديد والابتكار ؟ أم هي نشاطات تقليدية يراد منها أن تكون رقما فحسب ، وكذلك يُنظر أيضا إلى القيم التربوية والأخلاقية والمهنية التي تؤصل لها هذه النشاطات وتأثيرها على الفئات المستهدفة ، وهكذا في سائر الأرقام،وقد تكون المفاجأة عند دراسة الأرقام والإحصاءات بهذه الصورة أنها تتحول إلى دليل إدانة وعلامة فشل .
4-يحسن بالمؤسسة الأكاديمية الجادة في قياس مستوى أدائها أن تضع معايير دقيقة لذلك وأن يكون قياس الأداء من جهة خارج المؤسسة الأكاديمية ، ويُمكن اقتراح إنشاء هيئة مستقلة تُعنى بتقويم التعليم العالي تقوم بنشر نتائج قياس مستوى الأداء للجامعات .
5-لا بد من استطلاع آراء أعضاء هيئة التدريس والطلاب حول مستوى رضاهم عن أداء الجامعة والخدمات التي تقدمها ، وإن كانت الجامعات تُلزم منسوبيها بتعبئة استبيان حول ذلك إلا أن المهم أثر ذلك في التقويم والإصلاح والمعالجة ، كما أن من أساليب الاستطلاع اللقاءات المباشرة والزيارات التفقدية التي توقف المسئول الجاد على الواقع مباشرة وتفتح عينيه على مواطن الخلل .. والله الموفق .
د. عبدالعزيز بن أحمد البداح
عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك
والكلام عن انجازات الجامعات ينطلق من جملة من المعايير والقواعد التي تعين على دقة الحكم وكمال التصور ، وهي :
1-أن الإنجازات الحقيقية ما كانت تخدم أهداف الجامعات : جودة التعليم ، المشاركة في خدمة المجتمع ، الإسهام في البحث العلمي .
وأصدق شاهد على هذا أن الجامعات المتميزة والرائدة هي التي حازت قصب السبق في تحقيق هذه الأهداف ، وأي انجازات لا تخدم هذه الأهداف فهي ضرب من ضروب العبث .
2-لا بد أن ترتبط الانجازات بالأولويات ، فلا يُقبل الحديث عن التميز والجودة والتطوير في ظل فَقْد البنية التحتية للبيئة التعليمية مثلا ، من المباني المتهـالكة ، وضعف عقود الصيــانة والنظافة ، وتدني المستوى العلمي للأساتذة ، وضعف الانضباط في سير العملية التعليمية ، وضـعف المخرجات .
3-نتجاوز التشكيك في صحة ما تعلنه الجامعات من أرقام وإحصاءات عن إنجازاتها ، وهل هي صحيحة أم مبالغ فيها ؟ إلى قراءة تلك الأرقام وتحليلها . فعندما تُعلن الجامعة مثلا عن أن عدد النشاطات الطلابية التي نظمتها بلغت (مائة) نشاط . لا يصح قراءة هذا الرقم مجردا واعتباره انجازا في حد ذاته ، بل يجب أن يُنظر إلى عدد المستفيدين والفئات المستهدفة من هذه النشاطات ، فإذا كان كانت الفئة المستهدفة قليلة أو لا تتناسب مع العدد الإجمالي لطلاب الجامعة فلا يعتبر هذا الرقم إنجازا حتى وإن كان مرتفعا . وكذلك يُنظر إلى طبيعة هذا النشاطات وهل تمتلك عنصر الجاذبية والتجديد والابتكار ؟ أم هي نشاطات تقليدية يراد منها أن تكون رقما فحسب ، وكذلك يُنظر أيضا إلى القيم التربوية والأخلاقية والمهنية التي تؤصل لها هذه النشاطات وتأثيرها على الفئات المستهدفة ، وهكذا في سائر الأرقام،وقد تكون المفاجأة عند دراسة الأرقام والإحصاءات بهذه الصورة أنها تتحول إلى دليل إدانة وعلامة فشل .
4-يحسن بالمؤسسة الأكاديمية الجادة في قياس مستوى أدائها أن تضع معايير دقيقة لذلك وأن يكون قياس الأداء من جهة خارج المؤسسة الأكاديمية ، ويُمكن اقتراح إنشاء هيئة مستقلة تُعنى بتقويم التعليم العالي تقوم بنشر نتائج قياس مستوى الأداء للجامعات .
5-لا بد من استطلاع آراء أعضاء هيئة التدريس والطلاب حول مستوى رضاهم عن أداء الجامعة والخدمات التي تقدمها ، وإن كانت الجامعات تُلزم منسوبيها بتعبئة استبيان حول ذلك إلا أن المهم أثر ذلك في التقويم والإصلاح والمعالجة ، كما أن من أساليب الاستطلاع اللقاءات المباشرة والزيارات التفقدية التي توقف المسئول الجاد على الواقع مباشرة وتفتح عينيه على مواطن الخلل .. والله الموفق .
د. عبدالعزيز بن أحمد البداح
عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك