عزيزي : أعرف أنك لن تقرأ رسالتي هذه .. لكنني سأكتبها وأحتفظ بنسخة مخبأة في ذاكرة الزمن .. ذلك أني أعشق براءة الأطفال . وخلف أسوار الزمن .. كنت حيث أنت .. تقف فوق الحطام كشوك نبت في صخر . تقف هادئا , لا تعبأ بأزيز الطائرات وصوت المدافع .. وتحت قدميك الحافيتين كان لك أمل في حياة كريمة . رأيتك وأنت تدير ظهرك لزيف العالم .. وكأنك تودع فيه ضميرا لا يصحو إلا حين تمس كرامة الأقوياء !. وكم هي جميلة تلك العدسة التي رصدتك وأنت تقف شامخا فوق الأنقاض لترسم لك على صفحة الأمم المتحدة صورة . لم تبك , وكأنك تخجل أن تذرف دمعة تبلل بها تراب وطن يسخر من دموع البكائين .. ربما تريدها قطرة من دم تقهر بها كل عدو لا يرحم . أهذا ما أوصتك به أمك قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت الركام ؟ ! .. إن القلم ليعجز عن وصف مأساتك . ومن أعلى قمة حجر لبيت خاو على عروشه كنت تقف وتنظر إلى الأفق البعيد ... نظرة تتجاوز كل تلك المهزلة . ماذا كنت تقرأ في ذلك المشهد الكئيب ؟ .. وكم هي الأسئلة التي تدور في ذهنك الصغير ؟ .. قد لا تكون كثيرة .. فسؤال واحد كفيل بأن يختصر عليك كل الأبعاد .. وددت لو أنك بصقت في وجه العالم من خلال عين الكاميرا .. لكنك آثرت السّكينة .. وكأن العالم من حولك لا يستحق نفثة من ريقك الطاهر .
ها أنت تقف وحيدا على حجارة صلدة بعد أن فارقتك قلوب الأحباب الرقيقة في لحظة واحدة وبقذيفة تستمد قوتها من عضلات الشياطين . لكن لا عليك .. فقد تعثر عليك لجنة حقوق الإنسان لتفرض لك من سلة مهملات الرحمة قطعة شوكولاته.. فما أنت إلا طفل قد ينسيك طعم الحلاوة كل هذه المرارة .. لكنك أبدا لست كما يظنون .. فما أنت إلا شوك يعلق في حلوقهم .. وستبقى علما في رأسه نار , وحقيقة ثابتة تشهد على كل بهتان وزور .. تقول لكل التائهين الحائرين في ظلمات المسارات المتعددة , هاأنذا ، بصوت يخترق أفاق الدنيا .. ليعلم المغفلون والسماسرة المغلّفون أن أصحاب الحق لا زالوا على قيد الحياة . فما هو إلا درس يستعصي فهمه على أولئك الذين لم يتعلّموا فن الكتابة إلا ليوقّعوا. وكم هو جميل ذلك التوقيع حين يكون بدم يزهو تراب الوطن بلونه الأحمر .. هكذا يبصم الشرفاء دون حقهم .. دون وطنهم .. بصمة تهتز لها قلوب الطغاة .. ولتذهب إلى الجحيم كل الأوراق المبعثرة والغايات المتعثرة . ومعذرة أيها الطفل ..فأنا لا أملك غير هذه الثرثرة .. وقد أطلت الكلام في زمن الصمت .. وسأتركك هناك وحيدا .. حيث غاب عنك الضمير كما غابت عني في هذه اللحظة كبد الشمس .. وللحياة الحرة مكان .. وبين الحطام وجثث القتلى يبرز سؤال كبير يريد أن يقتله في عقلك الصغير كل الذين يخشون الجواب .
والسلام
ها أنت تقف وحيدا على حجارة صلدة بعد أن فارقتك قلوب الأحباب الرقيقة في لحظة واحدة وبقذيفة تستمد قوتها من عضلات الشياطين . لكن لا عليك .. فقد تعثر عليك لجنة حقوق الإنسان لتفرض لك من سلة مهملات الرحمة قطعة شوكولاته.. فما أنت إلا طفل قد ينسيك طعم الحلاوة كل هذه المرارة .. لكنك أبدا لست كما يظنون .. فما أنت إلا شوك يعلق في حلوقهم .. وستبقى علما في رأسه نار , وحقيقة ثابتة تشهد على كل بهتان وزور .. تقول لكل التائهين الحائرين في ظلمات المسارات المتعددة , هاأنذا ، بصوت يخترق أفاق الدنيا .. ليعلم المغفلون والسماسرة المغلّفون أن أصحاب الحق لا زالوا على قيد الحياة . فما هو إلا درس يستعصي فهمه على أولئك الذين لم يتعلّموا فن الكتابة إلا ليوقّعوا. وكم هو جميل ذلك التوقيع حين يكون بدم يزهو تراب الوطن بلونه الأحمر .. هكذا يبصم الشرفاء دون حقهم .. دون وطنهم .. بصمة تهتز لها قلوب الطغاة .. ولتذهب إلى الجحيم كل الأوراق المبعثرة والغايات المتعثرة . ومعذرة أيها الطفل ..فأنا لا أملك غير هذه الثرثرة .. وقد أطلت الكلام في زمن الصمت .. وسأتركك هناك وحيدا .. حيث غاب عنك الضمير كما غابت عني في هذه اللحظة كبد الشمس .. وللحياة الحرة مكان .. وبين الحطام وجثث القتلى يبرز سؤال كبير يريد أن يقتله في عقلك الصغير كل الذين يخشون الجواب .
والسلام